شاهد الصور.. لماذا ارتفعت أسعار اللحوم في غزة؟

غزة / خاص سوا / لاحظ سكان قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة ارتفاعاً بأسعار اللحوم الحمراء بشكل كبير، تزامنا مع اقتراب عيد الأضحى المبارك الذي يعد الموسم الرئيسي لها سنوياً.


وكالة "سوا" بحثت في الأسباب التي أدت لارتفاع الأسعار وجالت مع بلدية غزة ووزارة الزراعة في أماكن تربية الحيوانات والمواشي وأماكن الذبح لتضع يدها على الحقيقة.


يستهلك السكان في قطاع غزة 40 ألف رأس من العجول سنوياً منها ما يقارب 13 ألف رأس لعيد الأضحى، بينما يستهلكون من الأغنام 60 ألف رأس، نصفهم يذبح في عيد الأضحى.


ونظراً للظروف الاقتصادية السيئة والحصار تقلصت عدد المذبوحات اليومية بشكل كبير حتى بات يذبح 30 رأس كبير ومن 20 إلى 25 رأس صغير لمدينة غزة يومياً.


ويعتمد السكان في أغلب طعامهم على لحوم العجول والأبقار التي يتم تربيتها محلياً والتي تقدر ب 4 آلاف سنوياً، فيما يتم استيراد الكميات الباقية من إسرائيل وعدد من الدول الأوربية.


وقد شهد سوق اللحوم في قطاع غزة ارتفاعاً ملحوظاً خلال العامين الأخيرين بعد منع الحكومة الأسترالية تصدير العجول والحيوانات اللاحمة لقطاع غزة والارتفاع الدولي في سعرها بسبب قلة العرض وكثرة الطلب وهو ما أكدته وزارة الزراعة أن الارتفاع بلغ نسبة 20% عن العام الماضي.


وشاية اسرائيلية


من جهتها فندت وزارة الزراعة وبلدية غزة الادعاءات الأسترالية، مؤكدةً أن سببها يعود لوشاية إسرائيلية تهدف لمنع استيراد العجول الأسترالية الأقل ثمناً على المستوى العالمي.


ويقول المهندس تحسين السقا مدير عام التسويق والمعابر بوزارة الزراعة :" نسعى لجعل عمليات الذبح في عيد الأضحى داخل مسلخ البلدية وذلك لتجنب المشاكل الصحية والمكاره التي تنتج عن عمليات الذبح في الشوارع والبيوت".


وأشار إلى أن منع ارسال العجول الأسترالية لقطاع غزة تسبب ارتفاع أسعار اللحوم في قطاع غزة بشكل كبير، في ظل ارتفاع الأسعار عالمياً.
وحول الاتهامات التي ساقتها جمعيات حقوق الانسان في استراليا ضد قطاع غزة والتي اتهمتها بذبح العجول بطريقة "بشعة" قال:" نسعى لأن تكون عمليات الذبح في المسلخ بطريقة سليمة وسهلة، وقد اتخذنا الإجراءات اللازمة بما يتوافق مع الشروط الأسترالية".


وأوضح أنه في حال السماح بدخول العجول الأسترالية لقطاع غزة فإن انخفاضاً ملموساً سيحدث في أسعار اللحوم، مؤكداً أن التجار الإسرائيليين وشوا ضد قطاع غزة لمنع دخول العجول الأسترالية بخلاف الكثير من دول المنطقة التي تذبح بذات الطريقة التي جرت في قطاع غزة.


مسلخ بمواصفات عالمية


من ناحيته قال المهندس عبد الرحيم أبو القمبز مدير عام الإدارة العامة للصحة والبيئة في بلدية غزة أكد أن لديهم قوانين تمنع عمليات الذبح خارج إطار المسلخ الرسمي للبلدية، مؤكداً أنه يجري محاكمة التجار وتغريمهم في حال ثبت اجرائهم عميات ذبح ف الخارج.


وأنشأت بلدية غزة مسلخاً مركزياً قبل 25 عاما مصمم على أحدث الطرق العلمية والبيئية بحيث يتعامل مع كل الذباحين في قطاع غزة بطاقة استيعابية يومية تصل لـ 100 إلى 120 رأس كبير و400 – 500 رأس صغير.


وحول عمليات الذبح خارج المسلخ قال أبو القمبز:" لدينا طاقم متخصص للتحري والكشف على محلات الجزارة بحيث يمنع الذبح خارج المسلخ بشكل تام وكل من يثبت أنه خالف ذلك يتم ملاحقته عبر محكمة البلدية التي تفرض عليه جزاء مالي كبير لضمان عدم تكرارها".


وأشار إلى أنه قد يكون هناك عمليات ذبح خارج المسلخ إلا أن البلدية تستمر في ملاحقتها ومتابعتها وفرض غرامات مشددة على المضبوطين وذلك للحفاظ على صحة المواطنين وضمان عدم وجود لحوم فاسدة.


وحذر المواطنين والتجار من الذبح خارج المذبح الرسمي لأن ذلك يسبب إشكاليات على أسعار اللحوم في قطاع غزة، خاصة في حال خروج صور لعمليات ذبح غير مناسبة للدول المربية للمواشي.


ولفت إلى أن عملية ذبح العجل وتجهيزه بشكل كامل في المسلخ تكلف 150 شيكل وهي لا تغطي التكلفة الحقيقية لعملية الذبح، مؤكداً أن تخفيض السعر يهدف لضبط عمليات الذبح والالتزام بالضوابط الصحية والبيئية.


ودعا أبو القمبز التجار في قطاع غزة للالتزام بقوانين وقواعد الصحة العامة التي تفرض على الجميع الذبح داخل المسلخ بطريقة مراقبة وصحية وغير مكلفة.


عيد الأضحى


وتجري الاستعدادات لاستقبال عيد الأضحى على قدم وساق لجلب أكبر عدد من عمليات ذبح العجول في قطاع غزة سواء عبر الشركات أو عبر الجمعيات الخيرية التي توزع الأضاحي على المحتاجين.


وقد وصل سعر كيلو العجول "قائماً" بحسب وزارة الزراعة إلى 24 للعجل الشراري، بينما كيلو لحم العجل الهولندي (أبيض وأسود) بـ"22شيكل"، مؤكدةً أن الأسعار لا يمكن التفاوض عليها لأجل تخفيضها بسبب توحدها عالمياً.


ولفت السقا إلى أنه منذ بداية العام الحالي دخل إلى قطاع غزة حوالي ثلاثون ألف رأس من العجول والأبقار من خلال معبر كرم أبو سالم، فيما توفر 2000 رأس من العجول محلية التربية، وبالتالي يكون المجموع 32 ألف رأس.


وبين أن استهلاك القطاع الشهري 2000 رأس، ويدخل لعيد الاضحى 2000 رأس فيصبح المجموع الكلي 34 ألف رأس، لافتاً إلى أنه في العشرة أشهر ما قبل العيد يكون استهلاك القطاع 20 ألف رأس، فيبقى 14 ألف رأس للعيد من الأبقار والعجول وهذه تكفي حاجة المواطنين من الأضاحي، لأن الاستهلاك يكون ما بين 10-12 ألف رأس في عيد الاضحى.


وبحسب بلدية غزة يذبح مسلخ غزة خلال فترة العيد من 100 إلى 140 رأس كبير يومياً وأكثر من 500 رأس من الأغنام يومياً، من أصل 14 ألف رأس كبير يذبحوا خلال فترة العيد.


واعترف بعجز المسلخ الرسمي عن استيعاب الكميات الكبيرة التي تذبح في قطاع غزة نظراً لقدرته التي تتسع لما بين 400 – 600 عجل طيلة أيام عيد الأضحى الأربعة.


وحذر أبو القمبز المواطنين من ذبح العجول في الشوارع خلال عيد الأضحى، مؤكداً أن الكم الهائل من الأضاحي يصعب على البلدية ضبط عمليات الذبح.


ودعا الشركات والتجار لتوخي قواعد الصحة العامة والنظافة التي تنص عليها البلدية حتى لا يكون هناك مكاره صحية.


وشدد على أنه سيتم مخالفة التجار الذين سيذبحون العجول في الشوارع بالإضافة لتقديمهم لمحكمة البلدية لإيقاع غرامات كبيرة عليهم.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد