مؤسسات الأسرى: إفادات معتقلي غزة عن التعذيب تعد الأشد والأكثر خطورة
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، اليوم الخميس، إن الإفادات التي تخرج تباعا من معتقلي قطاع غزة حول جرائم التعذيب التي تعرضوا لها تُعد من الأشد والأقسى والأكثر خطورة، لما تعكسه من مستوى غير مسبوق من التوحش، وأساليب تعذيب مورست بحقهم منذ لحظة الاعتقال، مرورا بمرحلة التحقيق، ولاحقا عبر ظروف احتجاز قاهرة وحاطة بالكرامة الإنسانية.
وأضافت المؤسستان في إحاطة، تناولت واقع أكثر من 9300 معتقل في معتقلات ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي، خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أن عمليات التدمير الممنهجة تتم عبر أساليب وسياسات جرى ترسيخها على نحو غير مسبوق منذ بدء حرب الإبادة، بما يشكل جزءا من هذه الحرب، وعمليات المحو الاستيطاني المتواصلة بحق شعبنا في مختلف الجغرافيات الفلسطينية.
واعترفت سلطات الاحتلال، بوجود أكثر من 1400 مواطن من غزة معتقلين في المعتقلات والمعسكرات، غير أن هذا المعطى لا يعكس بالضرورة العدد الحقيقي لهم، لا سيما في ظل استمرار تنفيذ جريمة الإخفاء القسري.
وخلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2025، نُفذت عدة زيارات لعدد من معتقلي غزة في المعتقلات ومعسكرات (النقب، عوفر، الرملة، وسديه تيمان).
ومجددا، نقل المعتقلون صورة صادمة لظروف اعتقال تنتهك أبسط المعايير الإنسانية. ففي قسم (ركيفت) في "الرملة"، أكدوا جملة من المعطيات التي لا تختلف عن تلك التي وثقتها المؤسسات خلال الفترات السابقة، وكان أبرزها ما يلي:
فيما يتعلق بالطعام، يُزود المعتقلون بثلاث وجبات يوميا بكميات ضئيلة للغاية، لا تكاد تتجاوز كونها لقيمات، كما تتعمد إدارة المعتقل سحب الفرشات والأغطية من الساعة الرابعة فجرا وحتى الساعة الحادية عشرة ليلا، ليبقى المعتقلون طوال النهار مستلقين على الحديد أو على الأرض.
وفي كل زنزانة يُحتجز أربعة معتقلين، ينام ثلاثة منهم على (الأبراش – الأسرة)، فيما يُجبر الرابع على النوم على الأرض.
ويُمنع المعتقلون من أداء الصلاة بشكل جماعي، ولا يُسمح لهم إلا بالصلاة فرادى، كما يُحظر عليهم الحصول على المصاحف.
وتستمر عمليات القمع والضرب بشكل يومي، حيث يتعرض المعتقلون للضرب بالهراوات، إلى جانب سياسة متكررة لتكسير الأصابع.
وخلال فترة "الفورة"، يُبقي السجانون المعتقلين مقيدي الأيدي، ويُمنعون من رفع رؤوسهم، فيما تتواصل المسبات والشتائم والإهانات اللفظية بشكل دائم، كما تُمارس سياسة التهديد والضرب قبيل زيارات المحامين، حيث يُهددون في حال إفادتهم عما يتعرضون له، فضلا عن انعدام تام لمقومات النظافة العامة.
أما في معسكر "سديه تيمان"، فقد أكد المعتقلون أنهم يُزودون أيضا بثلاث وجبات يوميا بكميات قليلة جدا. ويُجبرون على النوم من الساعة التاسعة مساء وحتى الرابعة فجرا فقط، فيما يُمنعون من النوم بقية ساعات اليوم، ويُرغمون على الجلوس طوال الوقت. كما يُحظر عليهم التحدث مع بعضهم البعض، سواء داخل الغرف أو خلال "الفورة"، ويُجبرون على خفض رؤوسهم أثناء الخروج إليها.
ويُسمح للمعتقلين بالاستحمام يومي الأحد والثلاثاء فقط، ولمدة لا تتجاوز بضع دقائق، كذلك بتبديل الملابس الخارجية مرة واحدة كل شهر. وتُزود كل زنزانة بلفة محارم واحدة فقط لكافة المعتقلين، ويتراوح عدد المحتجزين في الغرفة الواحدة بين 12 و16 معتقلا.
إلى جانب ذلك، تستمر عمليات القمع والضرب، والشتائم، وسياسة الإذلال الممنهجة، حيث يُجبر كل معتقل على ارتداء سوار يحمل رقما، ويتم التعامل معهم حصريا وفق الأرقام، في مسعى واضح لمحو هويتهم الإنسانية.
وطالبت المؤسستان في الإحاطة، بتفعيل الولاية القضائية العالمية لملاحقة المتورطين في التعذيب وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات ضد المعتقلين، وتعليق كافة أشكال التعاون مع الاحتلال حتى امتثاله الكامل للقانون الدولي.
ودعت إلى ضمان الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، بما يشمل: إنهاء الاعتقال الإداري، وتفكيك نظام المحاكم العسكرية، وإجراء تحقيقات مستقلة في جميع حالات التعذيب والاستشهاد داخل المعتقلات، والتعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية ودعم تحقيقاتها وتنفيذ مذكرات التوقيف بحق المتورطين في الجرائم الدولية، ولسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة المعتقلين والاطلاع على ظروف اعتقالهم.
