المركز الفلسطيني لحقوق الانسان يستقبل وفداً سويدياً

غزة / سوا / استقبل المركز الفلسطيني لحقوق الانسان صباح اليوم السيد توماس همربيرغ، المفوض الأوروبي السابق لحقوق الانسان والامين العام السابق لمنظمة العفو الدولية والسفير والمستشار الخاص السابق للحكومة السويدية للشؤون الإنسانية، يرافقه السكرتير الدولي لمنظمة سيفيتاس السويدية السيد شيل يانغ. وكان في استقبال الوفد الزائر كل من جبر وشاح، نائب مدير المركز لشؤون الفروع وحمدي شقورة، نائب مدير المركز لشؤون البرامج ومنى الشوا، مديرة وحدة المرأة.

وقد تناول اللقاء عرضاً لأوضاع حقوق الانسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، خصوصاً في قطاع غزة، حيث تتزامن الزيارة مع مرور عام على وقف العدوان الشامل الذي شنته قوات الاحتلال على القطاع صيف العام الماضي. وما تزال آثار الدمار الشامل الذي خلفه العدوان ماثلة في ظل عملية اعمار ما دمرته آلة الحرب. وقد قدم أعضاء المركز شرحاً عن آلية إعادة الإعمار المعروفة باسم آلية "روبرت سري" التي لم تكن سوى آلية لمأسسة الحصار واضفاء الشرعية الدولية علية. وقد ثبت عجز تلك الآلية وفشلها في تلبية الحد الأدنى من احتياجات القطاع لمواد البناء اللازمة لإعادة الإعمار، فبعد مرور أكثر من 10 أشهر على بدء تنفيذها، لم يتم إعادة بناء منزل واحد من البيوت التي تم تدميرها خلال العدوان.
وشدد أعضاء المركز على ضرورة تكثيف الجهود السويدية والدولية لرفع الحصار غير القانوني وغير الانساني الذي تفرضه سلطات الاحتلال على قطاع غزة كشكل من اشكال العقوبة الجماعية المحظورة وفق قواعد القانون الدولي. وخلافا للادعاءات التي تروجها دولة الاحتلال بإدخال تسهيلات ، فأنه لم يطرأ تغيير هيكلي على القيود المفروضة على تنقل نحو 1.8 مليون نسمة من المدنيين في قطاع غزة، فيما لا تزال القيود المفروضة على المعاملات التجارية دون تغيير جوهري. علما بأن حجم الواردات التي سمح بإدخالها إلى القطاع الشهر الماضي كانت أقل من نصف معدل الواردات إلى القطاع قبل 8 سنوات، ناهيك عن الحاجات المضاعفة الناتجة خصوصا عن متطلبات إعادة بناء ما دمرته قوات الاحتلال في ثلاث حروب شنتها على القطاع في أقل من 6 سنوات.

وشدد أعضاء المركز على ضرورة اتخاذ خطوات دولية لمواجهة التحدي السافر لدولة الاحتلال لمعايير القانون الدولي. وبدون هذا التدخل ستواصل إسرائيل جرائم قتل المدنيين وبناء المستوطنات ومصادرة الأرض وبناء الجدار غير القانوني في عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة، والتطهير العرقي والطرد المنظم للفلسطينيين في مدينة القدس ، علاوة على استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة.

كما استعرض اللقاء الاوضاع الداخلية الفلسطينية في ضوء استمرار حالة الانقسام وغياب دور فعال لحكومة الوفاق الوطني، وهو ما ساهم في المزيد من انتهاكات حقوق الانسان على المستوى الداخلي الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.

كما تم تسليط الضوء على أوضاع النساء الفلسطينيات ومعاناتهن، ان كان بفعل انتهاكات قوات الاحتلال الاسرائيلي، خصوصا ما تعرضت له النساء من انتهاكات منظمة وجرائم الحرب خلال العدوان الاسرائيلي الاخير على القطاع، أو بفعل العوامل الداخلية الاجتماعية والسياسية.

وفي نهاية اللقاء، سلم السيد جبر وشاح درع المركز الفلسطيني لحقوق الانسان إلى السيد توماس همربيرغ وذلك تكريماً وتقديراً له على جهوده وتاريخه الحافل في الدفاع عن حقوق الانسان وتحقيق العدالة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد