تقرير: أزمة في خطة ترامب لغزة وإسرائيل تفرض واقعًا ميدانيًا جديدًا
كشف تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم تنجح حتى الآن في دفع خطتها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة نحو المرحلة الثانية، رغم مشاركتها العسكرية إلى جانب إسرائيل في حربها ضد إيران وضغوطها على كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وحركة حماس لإتمام صفقة تبادل الأسرى كخطوة أولى ضمن المبادرة.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل أصبحت أقل تقييدًا في عملياتها داخل غزة بعد الإفراج عن الأسرى الأحياء، إذ تبقى الولايات المتحدة مانعًا نسبيًا لعودة الحرب الشاملة، لكنها —وفق المحلل العسكري عاموس هارئيل— تسمح لإسرائيل بمواصلة استهداف مناطق داخل القطاع بذريعة منع محاولات تقدم لعناصر حماس باتجاه "الخط الأصفر" شرق غزة.
خطة أميركية بلا تنفيذ فعلي
وأوضح هارئيل أن إدارة ترامب تبدو عاجزة عن فرض خطتها على الأرض، مشيرًا إلى وجود فجوة واضحة بين قدرتها على فرض الإجراءات الميدانية وبين التخطيط السياسي بعيد المدى، سواء في غزة أو في أوكرانيا. ويرى أن هذا العجز سيؤثر سلبيًا على مستقبل المبادرة الأميركية طويلة المدى في الشرق الأوسط.
ويواصل الجيش الإسرائيلي، وفق التقرير، محاصرة عشرات من مقاتلي حماس داخل شبكات أنفاق في رفح وخانيونس، وسط اشتباكات يومية متواصلة.
مفاوضات متجمدة وتباينات واسعة
وأكد هارئيل أن المفاوضات المتعلقة بخطة ترامب ما تزال متوقفة، مع صعوبة رؤية أي تقدّم في المرحلة المقبلة، في ظل إصرار حماس على عدم تسليم سلاحها، ورفض إسرائيل الانسحاب من "الخط الأصفر" داخل غزة.
وأضاف أن واشنطن كانت ترغب في انتشار قوة الاستقرار الدولية في القطاع قبل نهاية العام، إلا أن التنفيذ تعثر؛ فإندونيسيا لم تُرسل القوة التي وعدت بها، ودول الخليج لم تتعهد بعد بتمويل مهمات تلك القوة، فيما لا ترغب أي دولة بالمخاطرة بنشر قواتها في المناطق التي ما تزال توصف بـ"غزة القديمة" الخاضعة لسيطرة حماس.
تداعيات الجمود
وفق التقرير، يمنح هذا الجمود حركة حماس فرصة لإعادة بناء جزء صغير من قدراتها العسكرية، بينما لا يلحظ سكان غزة أي تغيير جذري في ظروف حياتهم سوى تراجع عدد الغارات نسبيًا.
وأشار هارئيل إلى أن تجاوز حالة الركود يتطلب تدخلًا مباشرًا من الرئيس ترامب، غير أن ذلك لا يحدث حاليًا، في ظل انشغال مبعوثه ستيف ويتكوف بالأزمة الأوكرانية ومواجهته انتقادات بسبب علاقاته المرتبطة بروسيا.
الدور السعودي
كما لفت التقرير إلى أن إدارة ترامب كانت تعوّل على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإحداث اختراق سياسي بعد زيارته واشنطن الأسبوع الماضي، لكن يبدو أن الرياض لن تتقدم نحو التطبيع مع إسرائيل دون تحقيق تقدم حقيقي في غزة، وهو ما لا يظهر في الوقت الراهن.
