مزهر للرئيس عباس ومشعل:كم من البشر والشباب سنفقد حتى تعودوا إلى جادة الصواب
غزة / سوا / وجه عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسئول فرعها في غزة الرفيق جميل مزهر خلال حفل أقامته الجبهة لتخريج مخيمات "طلائع العودة" نداءً عاجلاً طالب فيه الرئيس محمود عباس بالدعوة لعقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية في غضون شهر، من أجل تنفيذ استحقاقات اتفاق القاهرة، وإنجاز المصالحة وترتيب البيت الفلسطيني وإجراء مراجعة سياسية شاملة لمسيرة التجربة الفلسطينية، وإجراء انتخابات للمجلس الوطني وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل، حيثما أمكن وبالتوافق عندما يتعذر ذلك.
كما اشترط مزهر تحقيق ذلك خلال مدة لا تتجاوز ستة أشهر يحافظ خلالها على انتظام اجتماعات الإطار شهرياً لمتابعة الشأن الفلسطيني العام، وصولاً إلى إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل، حيثما أمكن ذلك، وبالتوافق عندما يتعذر ذلك، وتشكيل حكومة وحدة وطنية على قاعدة الشراكة الوطنية، لتكون بمثابة حكومة إنقاذ وطني .
وفي سياق كلمته رفض مزهر محاولة القيادة الفلسطينية عقد جلسة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني في هذا الوقت بالذات رغم مطالبة الجبهة والفصائل بذلك منذ سنوات طويلة ارتباطاً بالعديد من التطورات الخطيرة التي شهدتها القضية الوطنية الفلسطينية لافتاً إلى أن هذه القيادة تحاول تفصيل قيادة جديدة داخل اللجنة التنفيذية على مقاسها الخاص، دون وعي أبعاد وتداعيات هذه الخطوة على المصالحة الوطنية، وترتيب البيت الفلسطيني.
وتساءل مزهر "هل أصبحت المناكفة والخصومة مع أحد أعضاء التنفيذية الذي كان موالياً ويشكّل غطاءً للسياسات الكارثية مبرراً لعقد جلسة للمجلس الوطني؟ هل هذا منطقي؟ أليس هذا استخفافاً بشعبنا واستهانة بقواه الوطنية والإسلامية؟".
كما أكد مزهر على أن سياسة التفرد والهيمنة، وتغييب المؤسسة الوطنية الجامعة لن يقود إلى بر الأمان، بل سيعمق الأزمة ويكرس الانقسام المدمر مشيراً إلى أن هذه الخطوة ت فتح الباب واسعاً أمام تداعيات خطيرة لا يستطيع أحد أن يتحكم بنتائجها السلبية والضارة على إنجاز المصالحة، وترتيب البيت الفلسطيني.
وحذر مزهر من المحاولات المحكومة للاحتلال الاسرائيلي وحلفائه للانقضاض على المقاومة سواء من خلال محاولة تحييد غزة عبر توقيع اتفاق هدنة طويلة الأمد، أو من خلال العودة مرة أخرى لدهاليز المفاوضات والتسوية العقيمة.
وفي ذات السياق تعهد مزهر باتخاذ الجبهة كافة الخطوات اللازمة من أجل مواجهة هذه القرارات المتفردة والخاطئة مؤكداً على أن نداء الجبهة الذي جرى التوافق عليه وطنياً هو الحل العملي والمخرج من هذه الأزمة وتبقى مسألة تنفيذه مهمة تقع على عاتق القيادة المتنفذة التي قامت بتعطيله حتى الآن ،متمماً "على الرئيس الفلسطيني عدم إضاعة هذه الفرصة، فالوقت من دم والأمور إن طالت لن تكون في صالح أحد، وأتمنى من حركة حماس أن تعكس جدية للمشاركة في مؤسسات م.ت.ف وتنفيذ اتفاق القاهرة حتى نخرج من هذا النفق المظلم".
كما دعا مزهر الأشقاء في مصر العروبة والكنانة لاحتضان اجتماع الإطار القيادي المؤقت، كما كانت دوماً الحصن المنيع، والمدافع الأول عن القضية الفلسطينية، والراعي والداعم لجهود المصالحة.
وبخصوص أوضاع أهلنا ومعاناتهم المتزايدة في القطاع وجه مزهر صرخة إلى الجهات المسئولة عن هذا الواقع قائلاً" ارحموا شعبكم وعززوا من صموده، ولا تقتلوا روح المقاومة والانتماء لهذا الوطن، فهل سيستطيع المواطن الفقير أن يفكر بالوطن والتضحيات وهو جائع، ومنتهكة حقوقه وكرامته؟!،إذا استمرت المعاناة سيثور شعبنا كالبركان ويقذف بحممه ليصيب كل المسئولين عن هذه الحالة" .
وتابع القول،"هذا الواقع المجافي، يستدعي من جماهير شعبنا التحرك لانتزاع حقهم، فالدفاع عن الحقوق، لا يمكن أن يتحقق دون فهم أعمق لطبيعة المشكلة، والمتسببين فيها، وإن الصمت والبكاء على الأطلال والاستسلام للواقع لن يستطيع أن يخفف من معاناة المواطنين، بل الحل بالضغط على أصحاب القرار، لانتزاع الحقوق انتزاعاً".
كما توجه مزهر للرئيس أبومازن والأخ خالد مشعل متسائلا: " كم من البشر والشباب سنفقد حتى تعودوا إلى جادة الصواب.. والعمل بشكل سريع لطي صفحة الانقسام والبحث الجدي عن حلول خلاقة وإبداعية للمشكلات والأزمات والمخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية".