نشطاء يمنحون المسؤولين اللبنانيين ثلاثة أيام للاستجابة لمطالب المتظاهرين
بيروت/وكالات/ إنتهت، مساء السبت، مظاهرات نظمها عشرات الآلاف من اللبنانيين الذين اكتظت بهم ساحتا “الشهداء”، و”رياض الصلح” وسط العاصمة بيروت، للمطالبة بمحاسبة المسؤولين اللبنانيين “الفاسدين”.
وانتهت المظاهرة التي دعت إليها حملة “طلعت ريحتكم” (في إشارة لرائحة فساد المسؤولين اللبنانيين)، وشارك فيها حوالي 100 ألف متظاهر، بمنح المسؤولين اللبنانيين مهلة ثلاثة أيام للاستجابة لمطالبها بمحاسبة المسؤولين عن الفساد، وبدء العمل على إيجاد حلول لإخراج البلاد من أزماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها منذ عشرات السنوات.
الإعلان عن انتهاء التحرك، لم يمنع العشرات ممن أصروا على البقاء أمام السياج الشائك في ساحة “رياض الصلح”، مطلقين شعارات حادة منددة بالحكومة اللبنانية، في حين أصر عدد قليل من الملثمين على اقتحام السياج ورشق عناصر الأجهزة الأمنية بالحجارة والمفرقعات الكبيرة.
وبعد أكثر من ثلاث ساعات من هذه المحاولات، ومغادرة عدد كبير من المتظاهرين، عمدت قوات مكافحة الشغب، بعد بثها عدة تحذيرات عبر مكبرات الصوت بضرورة مغادرة المواطنين الساحة، التعامل مع “المشاغبين بالطرق المناسبة”، للإلتفاف على المتظاهرين من جهة أخرى، الذين أخلوا الساحة فورا، دون وقوع أي اشتباك.
واعتقلت الأجهزة الأمنية عددا من الذين شاركوا بأعمال الشغب، بعد أن أغلقت كل الطرق المؤدية لساحة “رياض الصلح”.
وكان عشرات الآلاف من اللبنانيين قد تجمعوا اليوم في ساحتي “الشهداء”، و”رياض الصلح”، وسط العاصمة اللبنانية، وعلى مقربة من السراي الحكومي (مقر الحكومة اللبنانية) ومبنى البرلمان، وحملوا الأعلام اللبنانية ولافتات تندد بـ “الفساد”.
وسار المتظاهرون من أمام مقر وزارة الداخلية، في منطقة “الصنائع″ إلى ساحة “الشهداء”، فيما نظم فريق من المتظاهرين مسار التظاهرة وحركة السير في الطرق التي ستمر بها، لينضموا بعدها إلى ساحة “الشهداء”.
كما ردد المتظاهرون هتافات مثل “الشعب يريد إسقاط النظام”، و”يسقط حكم الأزعر (أي الفاسد)”، ومطالبين كذلك بإجراء انتخابات نيابية ورئاسية.
وتشهد العاصمة اللبنانية منذ 22 آب/ أغسطس الجاري، تظاهرات حاشدة، يشارك فيها الآلاف، مطالبين بحل أزمة تراكم النفايات في العاصمة، والقضاء على الفساد وصولاً إلى إستقالة الحكومة.
يذكر أن أزمة النفايات في بيروت، هي المحرك الرئيس للاحتجاجات الحالية في العاصمة، حيث دخلت شهرها الثاني في ظل غياب الحلول الجذرية، وتزايد مخاوف اللبنانيين من إعادة انتشارها في شوارع وأزقة العاصمة، مع اعتماد الدولة حلولا مؤقتة، تقضي بنقل النفايات من الحاويات الكبرى إلى مكبات مؤقتة، تهدد الصحة العامة، بحسب مصادر طبية.