لندن / سوا / تخيل مستقبلاً تتحرك فيه كل الأشياء حولك بمجرد إشارة من يدك !.. ليس سحراً بل هو مشروع جديد من جوجل اسمه سولي Soli، ويعمل عن طريق رقاقة صغيرة للغاية تحمل جهاز رصد يتعرف على حركات الأصابع البسيطة:

يقول إيفان بوبيريف المشرف الرئيسي على المشروع أن هذا الابتكار سيقوم بتغيير الطرق المألوفة التي تعودنا استخدامها للتحكم بمختلف أنواع الأجهزة الالكترونية، ويكمل قائلاً أن العالم بأسره قد تحول إلى أداة نستطيع التفاعل معها مع انتشار البرمجيات في كل شيء من الهاتف إلى التلفاز وحتى السيارة، ويبدو أن المستقبل (كما يقول) سيكون في التقنيات التي تعتمد على الإيماءات، فمثلاً أصبحت الكاميرات المزودة بأجهزة استشعار متوفرة بالفعل مثل كاميرا (Leap Motion)، التي يمكنها التقاط إيماءات حركات اليد في الهواء، ولكن هذه التقنية مرهقة وتتطلب الحصول على أجهزة إضافية، ولكن تكمن روعة نظام جوجل الجديد في أنه يستخدم رادارات غير مرئية مدمجة في رقاقة يمكن أن تكون جزءا لا يتجزأ من كل شيء تقريباً.

أشار الفريق المطور لهذه التقنية إلى أن التحدي الأكبر الذي واجههم كان تقليص حجم جهاز الرادار بحيث يصبح صغيراً بما يكفي لتثبيته داخل شريحة صغيرة، لكن بالاستفادة من التقدم الكبير الذي يشهده مجال الاتصالات والذي يجري تجهيزه للاستخدام في الجيل المقبل من أجهزة الـWi-Fi والذي سيدعى بالـWi-Gig، استطاع الفريق أن يقلص من حجم مكونات الرادار لتصبح لا تتجاوز الملليمترات في 10 أشهر فقط، وذلك بالتعاون مع مصنع الرقاقات الألماني (Infineon).
يقول بوبيريف أن هذه الرقاقات أو الشرائح المزودة برادارات داخلية أصبحت الآن جاهزة للإنتاج على نطاق واسع، حيث أنه سيكون من السهل وضعها في أي مكان، فيمكن أن تكون مثلاً جزءاً من قطع الأثاث، أو السيارات، أو ساعات اليد أو لعب الأطفال، أي بمعنى آخر، في أي مكان يريد فيه الشخص التواصل فيه مع الأجهزة.

الجدير بالذكر أن بإمكان تقنية سولي أن تلتقط حركات اليد على بعد مسافة تقدر بمتر واحد، تماماً كما هو الحال في فيلم Minority Report حيث تقوم الشخصيات بالتلاعب بالأشياء الافتراضية عن طريق تحريك أيديهم في الجو.

Kinect-Minority-Report-UI-2

والمثير هو أن هذه التكنولوجيا ستكون مفتوحة المصدر وستصبح متاحة للمطورين في وقت لاحق من هذا العام حتى يمكنهم إنشاء تطبيقاتهم عليها. يبدو أن ما كنا نشاهده في أفلام الخيال العلمي سيصبح أقرب مما نتصور !