بعد مرور عقود على إحتلال فلسطين من قبل المستعمرة الإسرائيلية، ووقوع صدامات ومواجهات متقطعة ومستمرة، بين الفلسطينيين والإسرائيليين على كامل خارطة فلسطين بدأ من وعد بلفور وإحتلال الجزء الأول من مساحة أرض فلسطين عام 1948، وما رفقها من طرد وتهجير وتدمير ومصادرة الممتلكات لدى الفلسطينيين، وتحويلها إلى ملكية غير مشروعة إلى المستعمرة، بهدف توطين المستعمرين الأجانب وتوفير لهم سبل البقاء من أجل البدأ في تنفيذ مشروعهم الصهيوني التوسعي الإحتلالي الإحلالي على كامل خارطة فلسطين ومن ثمة ما يلحقها من خطوات نحو سوريا ومصر ولبنان والأردن وأجزاء أخرى من الوطن العربي.
مما لا شك فيه أنها أُقيمت المستعمرة على المجازر والجرائم والقتل المتعمد المقصود ضد الفلسطيين بهدف تطهير الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين، حتى يتسنى إليهم تحقيق ما يحلم به من إقامة دولة يهودية عبرانية صهيونية خالصة لها، دون وجود مسلمين ومسيحيين ودروز على أرض العرب والمسلمين، ومع تنامي أفعالهم العدوانية والإجرامية الوحشية طيلة الإحتلال، يجعلها في مكانة غير مقبولة دولياً بين الأمم، وقد تصل إلى مرحله العزلة شبة كاملة وغير مقبولة لدى أغلبية الشعوب والبلدان الأوروبية والأمريكية والأسيوية والإفريقية والإسلامية.
لكن ما مدى قدرة بقاء المستعمرة أمام الصمود والنضال الفلسطيني؟
جرت المفاوضات بين الرئيس الراحل ياسر عرفات وإسحاق رابين، بناءً على نتائج الإنتفاضة الأولى 1987، والتوقيع على إتفاق أوسلو 1993، بين الطرفين بقبول ورضى أمريكي أولاً، عمل اليميني الإسرائيلي بزعامة الليكود على إغتيال رئيسهم رابين نتيجة تخليه عن "المحرمات والأرض اليهودية" المزعومة.
وكذلك حينما قرر السفاح شارون، إتخاذ قرار الإنسحاب الأحادي من قطاع غزة وتسليمها والتخلي عنها لصالح الفلسطينيين عام 2005، نتيجة وقوع عمليات كفاحية وجهادية من قبل الفصائل الفلسطينية فتح و حماس والجهاد الإسلامي والتنظيمات الأخرى، مما دفعة إلى إتباع بقرار إزالة المستوطنات وفكفكة قواعد الجيش والرحيل عنها، ولكن بدأت تتنامى فكرة زوال وإنهاء الإستعمار التوسعي الإستيطاني الإسرائيلي في عقول قادة المشروع الوطني التحرري الديمقراطي الفلسطيني، كي يستعيدو حقوقهم المسلوبة منذ عقود دون التخلي عنها أو إسقاطها، مهما كانت ثمن التكلفة، وها هي المبادرة الفلسطينية الكفاحية 7 أكتوبر 2023، تعيد دوامة المواجهة الشرسة بين الطرفين من أجل إنتزاع حقوقهم المسلوبة وإستعادتها، رغم تعنت رئيس حكومة المستعمرة بنيامين نتنياهو ، في إصرارة على مواصلة الحرب دون إيقافها، كي لا يتعرض إلى المسألة والمحاكمة من قبل لجنة التحقيق، نتيجة الإخفاق والفشل الذي مني به من قبل حماس والفصائل الأخرى، وهو يدرك نتنياهو أن تكلفة المواجهة المفتوحة ستكون عوقبها وخيمة له ولبرنامجهم ومشروعهم الإجرامي التوسعي، في إنهاء مكانة المستعمرة مهما حصلت على الدعم والغطاء والإسناد من حلفائها.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية
