(صور) فتيات بغزة يتمردن على العادات والتقاليد بلعبة كرة السلة

غزة / خاص سوا/ صبا الجعفراوي/ على غير العادة، تتدرب مجموعة من فتيات غزة اليافعات على رياضة كرة السلة في مواجهة جريئة لصعوبات وتحديات فرضتها عادات وتقاليد مجتمعهن على ممارسة مختلف أنواع الرياضة.

وتقف مجموعة الفتيات مع مدربهن وسط ملعب رياضي ليتدربن على التمارين الرياضية الخاصة بكرة السلة، يملأهن ال حماس لمعرفة قوانينها واتقانها لتحقيق طموحهن بالمشاركة في بطولات على المستوى المحلي والدولي.

اقتربت مراسلة "سوا" من الفتيات، لتلتقي بالفتاة شام البطنيجي التي ما زالت تواظب على تدريبها منذ أن انضمت لصفوف زميلاتها قبل خمسة أشهر، غير مكترثة للمضايقات التي تتعرض لها من بعض أقاربها لعدم تقبلهم فكرة تعلمها رياضة كرة السلة.

وتقول الفتاة شام (15 عاماً) إن تشجيع والداي أهم شيء، وعدم معارضتهم ممارستي لعبة كرة السلة حفزني أكثر على تعلمها وتطوير أدائي بها.

وتطمح شام أن تكمل تعلمها لكرة السلة حتى لو تقدمت في السن، وتحقيق هدفها بأن تكون ضمن فريق يمثل قطاع غزة والمشاركة ببطولات على المستوى المحلي.

ويعتبر نادي غزة الرياضي النادي الوحيد في قطاع غزة الذي يدرب الفتيات على لعبة كرة السلة، من خلال مدربين متخصصين في اللعبة في الملعب التابع للنادي شمال قطاع غزة.

وبالانتقال إلى الفتاة داليا نصر التي عبرت عن سعادتها عندما علمت عن فتح باب التسجيل لانضمام الفتيات لتعلم كرة السلة، وتقول لـ"سوا":"كرة السلة كانت إحدى هواياتي وأنا صغيرة وكنت ألعبها دائما مع أختي، والآن أنا أتعلم لعبها وبدأت أتقنها شيئاً فشيئاً".

وتعتبر داليا (15 عاماً) أنه لا فرق بين ولد أو بنت في ممارسة مختلف أنواع الرياضة، ومهما كان رأي المجتمع في ممارسة الفتيات للألعاب الرياضية فهو ليس أمر خاطئ ولا يخالف الأخلاق.

وإلى جانب لعبة "التايكوندو" القتالية، انضمت لعبة كرة السلة إلى قائمة الألعاب الرياضية التي تمارسها الفتاة هايدي إسليم، دون أن تلقي بالاً لصعوبة تقبل المجتمع ذلك.

"تشجيع الأهل له دور كبير في دعم الفتاة بممارسة الرياضة مهما كان حجم التحديات التي تواجهها" تقول هايدي (15 عاماً).

وتنتظر هايدي بشغف يوميّ التدريب المخصصين للعبة كرة السلة التي بدأت تعلمها منذ أسابيع، فهي تعتبرها مجالها الوحيد للترفيه وتفريغ الطاقة التي بداخلها.

وفي الآونة الأخيرة استقبل نادي غزة أعداداً من الفتيات اللواتي بدأن يقبلن بصورة أكبر على تعلم أنواع الرياضة خاصة لعبة كرة السلة، بعد أن استأنف النادي فتح باب التسجيل للفتيات قبل 5 أعوام.

وفي هذا السياق، يقول المدرب حمادة ساق الله لـ"سوا"، إن الوضع السياسي والأحداث التي تعاقبت على القطاع كان لها تأثير ودور كبير في إيقاف استقبال الفتيات بالنادي، لكن عدنا لتدريبهن وفتح المجال لهن في تعلم أنواع مختلفة من الرياضة وفقاً لسياسة النادي الذي يهتم بهن منذ سنوات".

ولم يخفِ المدرب ساق الله وجود تحديات وصعوبات تواجه النادي في تدريب الفتيات، من أهمها عدم تقبل المجتمع لارتياد الفتاة الملاعب للتدريب، وتوقفهن عن اللعب عند وصولهن لسن معين، فالفئة العمرية تكون ما بين 13-17 عاماً وبعد ذلك من الصعب أن يكملن اللعب.

ويضيف المدرب أن غياب دور وزارة الشباب والرياضة بالاهتمام بالرياضة النسائية أثرّ بشكل كبير على قلة الرعاية بهن، منوهاً إلى أن الانقسام كان له الجزء الأكبر بعدم إفساح المجال لتجديد أنشطة الوزارة وإيجاد التمويل لذلك نظراً لصعوبة التواصل ما بين الضفة الغربية والقطاع.

تصوير// محمد الثلاثيني

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد