نتنياهو يصل غرفة الطوارئ
بالفيديو والصور: إخلاء بلدات وإغلاق طرق رئيسية.. حرائق جبال القدس خارج السيطرة

أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن طواقم الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية لا تزال تفشل، حتى ساعات مساء الأربعاء، في السيطرة على الحريق الكبير المندلع في جبال القدس ، والذي امتد إلى مشارف بلدات وأدى إلى إخلاء واسع للسكان وإغلاق طرق رئيسية؛ في حين تشير التقارير إلى أن الحريق الثاني في منطقة السهل الداخلي جنوب تل أبيب، بات تحت "سيطرة نسبية"، مع استمرار عمليات الإخماد.
وفي ظل اتساع رقعة النيران، تم الإعلان عن تجنيد عام لجميع رجال الإطفاء في 6 قطاعات لمواجهة الكارثة ومنع تفاقم الأوضاع.
وتشير التقارير الأولية إلى أن سرعة الرياح ودرجات الحرارة المرتفعة ساهمت في انتشار النيران بشكل سريع، مما صعّب من جهود السيطرة عليها.
ووفق قناة كان العبرية، فإن الجيش الإسرائيلي بدأ بالتدخل في الحرائق المندلعة في منطقة بيت شيمش وبيت مئير، حيث تم إرسال فرق من قيادة الجبهة الداخلية لتقديم الدعم لقوات الشرطة والإطفاء العاملة في الميدان
وأشارت إلى أنه في هذه المرحلة، سلاح الجو الإسرائيلي لا يشارك في التعامل مع الحدث.
وقالت السلطات إن الحريق الأكبر اندلع في أحراش غرب القدس، وامتد باتجاه بلدات يهودية مجاورة، مما أدى إلى إخلاء السكان منها على وجه السرعة، فيما قالت الشرطة إن الإخلاء جاء نتيجة "خطر على الحياة"، وطالبت السكان بمغادرة منازلهم بأسرع وقت، بالتنسيق مع فرق الطوارئ. وتم تحويل بعض السكان إلى قاعة رياضية في بلدة مجاورة.
في المنطقة ذاتها، وصلت النيران إلى أطراف المنازل، وقال مسؤول الإطفاء في منطقة القدس، إن النيران "ما زالت مشتعلة في أكثر من محور، وتجاوزت الطريق السريع رقم 1، ونحن نعمل من الأرض والجو لاحتوائها".
وأضاف "أعلنّا تعبئة عامة في ست مناطق إطفاء، واستدعينا عشرات الطواقم الإضافية"، موضحًا أن مركز النيران يقع حاليًا في بلدة "مسيلات تسيون"، التي تسللت إليها النيران وتسببت بأضرار في المنازل.
نتنياهو يصل غرفة الطوارئ المشتركة
ووصل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، وقائد الشرطة، داني ليفي، إلى مركز القيادة وغرفة الطوارئ المشتركة التي أُقيمت في منطقة بيت شيمش لمتابعة التطورات، وعقد جلسة لتقييم الوضع بمشاركة مسؤولين في أجهزة الطوارئ والإنقاذ، بحسب ما جاء في بيان صدر عن الشرطة.
وقال نتنياهو، خلال تفقده مركز القيادة وغرفة الطوارئ المشتركة: "حتى هذه اللحظة، لم يتضرر أي بلدة أو شخص، علينا أن نمنع وقوع خسائر. ولمنع ذلك، ينبغي أولاً مواصلة تشغيل قوات الإطفاء بأقصى طاقتها، وإن أمكن، خلال الليل".
وتابع: "الليل يمثل نقطة ضعف، لأن الجمرات تعاود الاشتعال وتدفعها الرياح. لقد مررنا بهذا سابقًا. لذا، إذا أمكنكم تشغيل طائرات الإطفاء ليلاً، فافعلوا ذلك بحذر، لكنه أمر مهم".
وشدد نتنياهو على أن "الأولوية القصوى لمنع الخسائر البشرية هي التأكد من عدم وجود مصائد نيران، أي أن تبقى طرق الإخلاء مفتوحة، ولا يُسمح للحرائق بمحاصرة بلدات. وإذا لم نتمكن من السيطرة وكانت النار توشك على محاصرة بلدة، يجب إخلاؤها فورًا".
وأضاف: "الأمر الثاني هو حماية خط القدس. لا نعرف كيف ستتطور هذه الحرائق. نأمل أن تتمكنوا من السيطرة عليها، لكن إذا لم يكن ذلك ممكنًا، يجب حماية هذا الخط، وكذلك البلدات المجاورة".
وتابع: "الأمر الثالث – أوصي بالتحضير لمساعدات من دول، مثل اليونان وغيرها"، واختتم بالقول: "يجب تحذير الجمهور بعدم الاقتراب أو الدخول إلى مناطق الحريق. هذا الأمر ينقذ الأرواح".
أما في منطقة السهل الداخلي جنوب شرق "رحوفوت"، فقد تم تسجيل بؤرة حريق واسعة، وتمت السيطرة عليها جزئيًا بعد تدخل الطائرات، فيما أوقفت حركة القطارات في ست محطات، وأُغلق شارع رقم 6 قبل أن يُعاد فتحه جزئيًا بعد أربع ساعات من إغلاقه.
وقالت الشرطة إنها أعادت فتح شارع 6 أمام حركة السير بعد إغلاقه لساعات بسبب اقتراب النيران من الطريق السريع بين مفترقي "نيشريم" و"شورك"، فيما أُفيد عن إصابة شرطية من بجروح متوسطة جرّاء استنشاق الدخان قرب بيت شيمش، ونُقلت لتلقي العلاج.
وأكدت سلطة الإطفاء والإنقاذ أن الحريق في"السهل الداخلي اندلع قرابة الساعة 11 صباحًا، مشيرة إلى أن الرياح القوية ساعدت على امتداده إلى محيط بلدات مجاورة ومحمية طبيعية قريبة من المنطقة.
وفي السياق، أعلنت شرطة المرور أنها تعمل على توجيه حركة المركبات في المنطقة نحو طرق بديلة، بعد أن تم احتجاز عدد من السائقين داخل سياراتهم لحين السيطرة على الحريق، واشتعلت إحدى المركبات التابعة للشرطة دون وقوع إصابات.
وأعلنت سلطات الإطفاء والإنقاذ، مساء الأربعاء، أن أكثر من 110 طواقم إطفاء ومتطوعين يواصلون العمل لإخماد الحرائق المشتعلة قرب جبال القدس ومنطقة السهل الداخلي، بمشاركة ثمانية طائرات إطفاء، ومروحية خاصة، بالإضافة إلى وحدات من هيئة الطبيعة والحدائق وفرق دعم إضافية.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن قوات من وحدة الإنقاذ التابعة للجبهة الداخلية، إلى جانب طواقم من سلاح الجو وسلاح التكنولوجيا واللوجستيات، انضموا إلى جهود إخماد النيران، لا سيما في المناطق القريبة من بلدة "مسيلات تسيون" و"شعاري حغاي" قرب القدس.
وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية أن موجة الحر الاستثنائية أشعلت حرائق في مناطق مختلفة، الأمر الذي دفع إلى وقف حركة القطارات مؤقتا بين مدينتي اللد وبئر السبع، وكذلك بين اللد وبيت شيمش، خشية اقتراب النيران من خطوط السكك الحديدية.
ودعا الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، السكان المخلّين من منازلهم إلى "الالتزام بتعليمات قوات الأمن وتجنّب المخاطر غير الضرورية"، بدورها، قالت وزيرة حماية البيئة الإسرائيلية، عيديت سيلمان، "نحن نتابع الوضع عن كثب ونعمل ميدانيًا لمنع أي خطر على السكان والحفاظ على صحة الجمهور وسلامته".


