مدير عام "الأونروا" في لبنان يؤكد تأمين التمويل الضروري لبدء العام الدراسي

بيروت / سوا / اكد المدير العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا " في لبنان ماتياس شمالي ان "الأونروا" تمكنت وبعد جهود مكثفة لجمع التبرعات من تأمين التمويل الضروري لتتمكن من بدء العام الدراسي في الوقت المحدد.

 

وتوجه شمالي في بيان اليوم الجمعة، الى أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان قائلا: "استكمالا لجهود المفوض العام الحثيثة لحشد الدعم، عقدت وزملائي اجتماعات عدة هنا في لبنان مع رئيس الوزراء ووزراء آخرين، بالإضافة إلى الدكتور حسن منيمنة، رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني وشخصيات لبنانية بارزة مثل النائب بهية الحريري والنائب وليد جنبلاط ورئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، إلى جانب عدد من السفراء وقادة في مجتمعات اللاجئين وزملاء لنا في الأمم المتحدة من أجل شرح الوضع وطلب المشورة والدعم".

 

وأضاف: وقد عبر الجميع عن "تضامنهم معنا وعن عمق قلقهم حيال وضع "الأونروا"، علما أنهم اتخذوا تدابير خاصة لحشد الدعم".

 

 واستدرك: "يبدو جليا من خلال المناقشات معكم والتظاهرات السلمية، الأهمية الكبيرة التي تولونها الى التعليم من جهة باعتباره أمل المستقبل، والى "الأونروا" من جهة أخرى لكونها الشاهد على نكبتكم وعلى حقكم في العيش بكرامة..... تركتم انطباعا قويا ودائما لدينا مع تشديدكم مرارا وتكرارا أن التعليم هو آخر مجال يمكن المساس به اذا أرغمت "الأونروا" على إنقاذ الوكالة".

 

 

وأردف: "لقد حصلنا مؤخرا على مساهمة مهمة أخرى تصل قيمتها الى 2.9 مليون دولار أميركي من الحكومة الأميركية وهي مخصصة للدعم النقدي المقدم الى لاجئي فلسطين من سوريا، ما يسمح لنا بالاستمرار في توفير بدل الغذاء وقيمته 27 دولارا أميركيا للفرد الواحد شهريا وذلك حتى نهاية العام".

 

 

وشدد شمالي على أنه فيما تسعى " الاونروا " إلى الاستمرار في تقديم المساعدة المالية لعام 2016، إلا أن هذا الأمر رهن لتمويل محدود توفره الجهات المانحة وبالتالي فمن المحتمل انتفاء القدرة على الاستمرار في توفير هذه المساعدات خلال العام المقبل".

 

 

وأوضح: "مع إصدار قرار فتح المدارس في الوقت المحدد، حققنا هدفا من أصل هدفين في إدارة أزمتنا المالية. يجب علينا الآن أن لا نتهاون وأن نستمر في التركيز على الهدف الثاني، وهو معالجة القضايا الهيكلية التي وضعتنا في هذا الموقف وتأمين أساس مستدام لتمويل عمل "الأونروا" على المدى الطويل، لذلك سنستمر في مواجهة تحديات مهمة في الأسابيع والأشهر المقبلة بما في ذلك النظر في كيفية إدارة الموارد المؤتمنة الينا في الأونروا بأقصى درجات من المسؤولية والفعالية".

 

 

وقال: "في الأسابيع الأخيرة، عبر العديد منكم عن مخاوفكم بشأن الهدر والفساد، ونحن نصر على الاستمرار في النظر في مثل هذه الادعاءات والتأكد من أننا نقدم خدمات مستدامة وذات جودة. وأنا على ثقة أننا نستطيع في "الأونروا" أن نعول على دعمكم في القيام بذلك. العديد منكم يطرح أسئلة حول مستقبل خدمات الإغاثة في مخيم نهر البارد وأعمال إعادة إعمار المخيم في ما يتعلق بجهود إعادة إعمار المخيم، فنحن نملك التمويل الكافي والذي يتضمن التبرع الأخير المقدم من المملكة العربية السعودية، لضمان عودة نحو 60 في المئة من السكان النازحين بحلول نهاية العام 2016.

 

مشيرا بقوله: ونحن نبذل جهدنا من أجل حشد المزيد من الموارد لدعم العائلات المتبقية والتي يصل عددها الى حوالى 2000 عائلة نازحة ومساعدتها للعودة إلى مخيم نهر البارد. ولتحقيق هذه الغاية، نحن نستعد مع الحكومة اللبنانية ومختلف الشركاء لعقد اجتماع في شهر أيلول لطرح مختلف الخيارات على طاولة النقاش لإنجاز هذا العمل ولحشد المزيد من الدعم المالي".

 

 

وأضاف شمالي: "يؤسفني أن أبلغكم أننا سنتمكن من تقديم المساعدة النقدية الربعية كبدل إيجار لمرة واحدة فقط في منتصف شهر أيلول بقيمة 100 دولار أميركي شهريا لكل أسرة مؤهلة أن تحصل على هذا الدعم، ولكن للأسف ستكون هذه المساعدة الأخيرة من نوعها اذ أنه وبسبب النقص في التمويل سيتحتم علينا أن نوقف هذه المساعدات اعتبارا من الربع الأخير من هذا العام، وسنواصل البحث عن سبل لمعالجة تكاليف الاستشفاء المرتفعة جدا في المستشفيات في لبنان، ونحن بصدد إعداد سياسة استشفاء جديدة والتي من المرجح أن تقلص من ناحية التغطية الكاملة بنسبة 100 في المئة من تكاليف الرعاية الصحية من المستوى الثاني، ومن ناحية أخرى من المحتمل أن تسمح لنا بزيادة تغطية تكاليف الرعاية الصحية من المستوى الثالث بشكل طفيف. ونحن ندرك جيدا أن الدعم الحالي والمستقبلي الذي تستطيع أن توفره الأونروا للمرضى الذين يعانون أمراضا مزمنة مثل السرطان، غير كاف أبدا لتلبية جميع التكاليف، وسوف نحاول باستمرار أن نحشد دعما إضافيا من أجل تخفيف الاعباء الضخمة المترتبة عن التكاليف والمرتبط بالمرض الشديد".

 

 

وختم شمالي مؤكدا أن "الأونروا" تمر بأوقات صعبة، لافتا إلى أن المفوض العام للوكالة يقوم بتذكير المجتمع الدولي في كثير من الأحيان، لا تتعلق هذه المسألة بالمساعدات فحسب، بل بإيجاد حل عادل، مجددا موقف "الأونروا" بالعمل على وصول الخدمات الاساسية للاجئين الفلسطينيين من خلال تعزيز دورها كشاهد على محنة اللاجئين لفترة طويلة من الوقت، آملا بإيجاد وسيلة لوضع الأونروا على أساس أكثر استدامة لتنفيذ ولايتها قدر المطلوب.

 

 

وكان الشمالي التقى اليوم سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، في مقر السفارة في بيروت، وجرى البحث في اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وخصوصا مخيم نهر البارد، والنازحين الفلسطينيين من سوريا.

 

 

وأطلع شمالي السفير دبور على الجهد التي بذلته وكالة "الاونروا" والأمين العام للأمم المتحدة والرئيس محمود عباس ، وهيئات منظمة التحرير الفلسطينية وبعض الدول العربية والاوروبية، في العمل الجاد والدؤوب في محاولة لتأمين العجز التي تواجهه "الاونروا".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد