محدث: تصاعد الاحتجاج في إسرائيل: آلاف من قطاعات جديدة تُطالب بوقف الحرب

تصاعدت حدة الاحتجاجات في إسرائيل، خلال الساعات الماضية، بعد توقيع الآلاف من أكاديميين، ودبلوماسيين، وعسكريين على عريضة تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة ، مقابل إعادة الأسرى المحتجزين.
ووفق وسائل إعلام عبرية، فقد وقّع آلاف الإسرائيليين من مختلف القطاعات، بينهم نحو 3,500 أكاديمي، و3,000 من العاملين في مجال التعليم، وألف من أولياء الأمور، ونحو 1,500 من جنود سلاح المدرعات، إضافة إلى عشرات السفراء وكبار الموظفين السابقين في وزارة الخارجية، على عرائض تدعو إلى وقف الحرب على اغزة فورًا مقابل الإفراج عن الأسرى، وذلك في انضمام إلى احتجاج الطيارين وتصاعد جديد للاحتجاجات المدنية ضد استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة.
وقبيل انتصاف ليل الإثنين الثلاثاء، أصدر المئات عن عناصر وضباط وحدات السايبر الهجومي في الجيش والشاباك والموساد، إلى جانب المئات من ضباط ومقاتلين احتياط في وحدة العمليات الخاصة التابعة للاستخبارات العسكرية، عريضتين احتجاجيتين شديدتي اللهجة ضد استمرار الحرب في غزة، داعين إلى وقفها الفوري وإبرام صفقة لإعادة الأسرى، ومطالبين برحيل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو .
وشملت العرائض دعمًا مباشرًا للعريضة التي صدرت عن ضباط وطيارين احتياط في سلاح الجو الإسرائيلي، طالبوا بإنهاء الحرب كشرط لاستعادة الأسرى. ومن بين الموقعين على عريضة العاملين السابقين في وزارة الخارجية، سفراء والقاضي المتقاعد في المحكمة العليا والملحق السابق في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، إلياكيم روبنشطاين.
وجاء في عريضة العاملين السابقين في الخارجية الإسرائيلية أن "استئناف القتال لم يسفر عن تحرير أي أسير. نحن نطالب بتحرك فوري من أجل الإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة، حتى وإن كان الثمن وقف الحرب" التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وهاجم الموقعون على عريضة عناصر الوحدة الخاصة في شعبة الاستخبارات العسكرية، حكومة نتنياهو بشدة، وكتبوا في العريضة: "جرائم نتنياهو لا تُعدّ ولا تُحصى، لكن الخلاصة واضحة – نتنياهو يمثل خطرا على حياة الأسرى، وعلى أمن الدولة، وعلى ديمقراطيتها". وشددوا على أن الحرب المتواصلة لا تخدم إلا المصالح السياسية لرئيس الحكومة "المتهم جنائيًا"، وتؤدي إلى "تثبيت واقع من الحرب الدائمة"، دون أن تحقق أهدافها.
وطالبوا بـ"تحقيق فوري في إخفاقات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وتجنيد مئات الآلاف من طلاب المدارس الدينية الذين يرفضون الخدمة، ووقف محاولات تسييس الجهاز القضائي"، إلى جانب "وقف التحريض ضد كل من يطالب بإنهاء الحرب".
عريضة من مقاتلي الكوماندوز البحري
وفي ذات السياق، وقع أكثر من 200 مقاتل ومحارب قديم من وحدة الكوماندوز البحري الإسرائيلية "شايطيت 13"، من بينهم عناصر لا يزالون في الخدمة الفعلية، على عريضة تطالب بعودة جميع المختطفين الإسرائيليين، حتى لو تطلب الأمر إنهاء الحرب. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، تفاصيل العريضة التي تعكس موقفا لافتا داخل وحدة النخبة العسكرية.
ويأتي هذا التحرك ضمن سلسلة من الرسائل والعرائض التي نشرت في الفترة الأخيرة، أبرزها "عريضة الطيارين" التي أثارت جدلا واسعا في الأوساط العسكرية والسياسية. وقد عبّر الموقعون من وحدة "شايطيت 13" عن دعمهم الكامل لمضمون تلك الرسالة.
وجاء في بيانهم: "نحن، مقاتلو وقدامى المحاربين في الأسطول البحري الثالث عشر، نؤيد ما ورد في رسالة الطيارين الصادرة بتاريخ 9 نيسان/أبريل 2025، ونطالب بعودة المختطفين إلى ديارهم دون أي تأخير، حتى لو كان الثمن وقفًا فوريًا للقتال".
ودعا مئات الجنود الإسرائيليين في عريضتين جديدتين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى وقف الحرب على غزة وإعادة المختطفين، في أحدث الخطوات التصعيدية للضغط على الحكومة داخل الجيش الإسرائيلي.
ونقل الموقع الإلكتروني "واللا" أن الجنود قالوا في العريضتين إن نتنياهو يحرض ضد سلطات فرض القانون ويعرض أمن مسؤوليها للخطر ويحاول عرقلة التحقيقات في قضايا تتهمه ومقربين منه بالفساد.
وأضاف الموقع الإلكتروني أن مئات من جنود الاحتياط في وحدة "السايبر" الهجومي ومنظومة العمليات الخاصة ينضمون لدعوات وقف الحرب في غزة.
ووقع نحو 150 جنديا إسرائيليا خدموا في لواء "غولاني" عريضة تطالب بإعادة المختطفين الإسرائيليين المحتجزين بالأسر في قطاع غزة، ولو كان الثمن وقف الحرب فورا.
وخلال الـ 48 ساعة الأخيرة، انضم آلاف الإسرائيليين العسكريين في الاحتياط والمدنيين من قطاعات مختلفة إلى الرسالة التي وقعها المئات من جنود الاحتياط في سلاح الجو من بينهم طيارون، ودعت إلى وقف الحرب لإعادة الأسرى.
وتعكس هذه الرسائل والعرائض تزايد الأصوات داخل المؤسسة العسكرية التي تطالب بإعطاء الأولوية لإعادة الأسرى والمختطفين، حتى لو تعارض ذلك مع استمرار العمليات العسكرية في غزة، ما يشير إلى تصاعد التباينات داخل المجتمع الإسرائيلي حول كلفة الحرب وأهدافها.
"تسونامي" رسائل الاحتجاج ضد الحرب مستمر
ومن جانبها، وصفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، رسائل الاحتجاج ضد الحرب بـ "تسونامي" مشيرة إلى أنها مستمرة، وأن الجيش الإسرائيلي يختار الحوار بدل الإقالة.
وأوضحت، "قيادة الجيش لا ترغب بالدخول في مواجهة مع جنود الاحتياط، بل تتجه نحو فتح قنوات حوار مع موقّعي رسائل الاحتجاج، في ظل انشغال القادة بإدارة حرب معقدة في قطاع غزة".
وأضافت، " حالياً، يُقدّر في الجيش أن الشرخ داخل الصفوف بات واقعًا، وهناك تخوف من أن يمتد إلى احتجاجات من الجانب الآخر سياسيًا".
وتابعت يديعوت، "يحاول الجيش في هذه المرحلة احتواء الحدث قدر الإمكان وتقليل الأضرار، ويأمل أن لا يزيد السياسيون من تأجيج الموقف".