ثلاثة عناوين لم يتم الاتفاق عليها، ولو ظاهرياً، بين الرئيس الأميركي ترامب ورئيس حكومة المستعمرة نتنياهو في لقاء القمة الذي جمع بينهما في واشنطن يوم 7/4/2025:

أولاً العلاقة مع إيران وكيفية التعامل معها.

ثانياً الموقف نحو الوجود التركي في سوريا.

ثالثاً وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس في قطاع غزة .

بداية لا يعني التعارض والاختلاف بين الولايات المتحدة والمستعمرة، أن ثمة انقلاباً وقع، أو سيقع بين الطرفين التي تجمعهما ترابط وعلاقات استراتيجية مبنية على الرؤى والمصالح المشتركة، وتوجهات عقائدية بين اليهودية والمسيحية الإنجيليكية، وبين الصهيونية كحركة استعمارية نتاج الاستعمار الأوروبي الأميركي العتيق ووريثته، بل ثمة نزوع أميركي يقوده ترامب، في إعطاء الأولوية للمصالح الأميركية في منطقتنا، وأن لا تكون الرؤى والمصالح الأميركية قائمة على الأولويات الإسرائيلية التي يقودها الفريق الحاكم المتطرف لدى المستعمرة المكون من: 1- الأحزاب السياسية المتطرفة، و 2- الأحزاب الدينية اليهودية المتشددة.

الولايات المتحدة قدمت و لا تزال تقدم للمستعمرة كافة احتياجاتها، وتغطية مطالبها، حتى تبقى متفوقة على كافة البلدان المحيطة بها في منطقتنا: عربية كانت أو إسلامية، والدعم الأميركي يُقدم للمستعمرة، سواء من قبل الحزب الديمقراطي سابقاً، أو من الحزب الجمهوري حالياً، وما سبق وأن حجبه الرئيس بايدن عن تل أبيب عاد الرئيس ترامب وقدمه لها لتبقى خياراتها مفتوحة، ولكن وفق استجابتها للمصالح والرؤى الأميركية، ولذلك حينما طلب الرئيس ترامب من نتنياهو وقف إطلاق النار، تم ذلك قبل أن يتولى الرئيس المنتخب سلطاته الدستورية يوم 20/1/2025، دلالة على التزام نتنياهو بما يقوله أو يطلبه او يمليه عليه ساكن البيت الأبيض.

إذن لم ينقلب ترامب على نتنياهو، أو تراجع عن تمسكه بدعم المستعمرة واسنادها، وتوفير كافة احتياجاتها ومطالبها المالية والعسكرية والأمنية، ويجب ان لا تشكل التباينات بين واشنطن وتل أبيب أية أوهام لخصوم المستعمرة: فلسطينياً أو عربياً أو إسلامياً، بل يجب أن يكون واضحا أن ترامب يأخذ المصالح الإسرائيلية بعين الاعتبار، ويتصرف على أساسها.

أولاً أعلن أنه سيعمل على فتح التفاوض المباشر مع إيران، وهذا ما فعله في اللقاء الأولي بين طهران وواشنطن في مسقط برعاية عُمانية، وهذا ما تم يوم السبت 12/4/2025، وهو بداية ناجحة كما صدر من تصريحات الطرفين الإيراني والأميركي.

ثانياً وصف الرئيس التركي أردوغان على أنه صديقه، بما يوحي أنه غير راضٍ عن توجهات نتنياهو العدوانية نحو أنقرة على خلفية الوجود العسكري التركي على الأراضي السورية.

ثالثاً أن لديه توجهات عملية للتفاوض مع حركة حماس لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، بدون أن يكلف نفسه التشاور مع نتنياهو، بما في ذلك التفاوض المباشر مع حركة حماس.

لقد حمّل ترامب الجمايل إلى نتنياهو وذكره أن تل أبيب تتلقى مساعدات تصل إلى أربعة مليارات دولار سنويا، وبذلك أراد أن ينبه نتنياهو علناً وأمام الإعلام والمراقبين، أن المستعمرة هي التي تحتاج للولايات المتحدة وليس العكس، ولا يوجد ما يعيق المصالح الأميركية في منطقتنا حتى تحتاج للمستعمرة حتى يتم تمريرها أو تسهيلها أو حمايتها.

ترامب، بكل انحيازاته للمستعمرة، وفريقه السياسي الأكثر انحيازاً إلى تل أبيب، وضع نتنياهو ومشروعه في حجمه، وأن لا يتجاوز حدوده، كما سبق وفعلها نتنياهو مع الرئيس الأميركي أوباما حينما قبل دعوة الكونغرس الأميركي، وإلقاء خطاب أمام الشيوخ والنواب، بدون رضى ومشاورة صاحب البيت، البيت الأبيض، فهذا لا يمر ولا يقبل به ترامب، والموضوعات التي عمل ويعمل من أجلها، لا يطلب مشورة نتنياهو أو رضاه المسبق، وهذا ما فعله ويبدو أنه سيفعله.

المصدر : وكالة سوا

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد