163-TRIAL- كما أوردنا في مقالنا السابق ، فإن الولايات المتحدة الأميركية ترغب في الحل الدبلوماسي في العراق لمصلحتها على حساب العسكري والذي قد يكبدها خسائر على مختلف الصعد خصوصاً في ظل التوتر القائم في اوكرانيا وامكانية ارتفاع سعر برميل النفط إلى أكثر من 150 دولار، ولم يتوقف الخوف الأميركي على هذه الأمور فتدرك أميركا أن هجومها على فصيل ينتمي للسنة قد يشعل موجة عارمة من الحقد في صفوف أهل السنة في المنطقة على الولايات المتحدة التي ساهمت بقوة في اضعاف السنة في العراق لحساب الشيعة خلال السنوات العشر الأخيرة. 
وكما الاسباب السالفة الذكر فإن ارتفاع معدلات التضخم والغلاء في أمريكا وكندا هذا الشهر بسبب ارتفاع النفط إلى أكبر من  توقعات البنوك المركزية   سيقود جهود  رئيسة  البنك المركزي الأمريكي  "يلن " في الاستمرار في التيسير الكمي  لإنعاش الاقتصاد وقد انهالت الصحافة عليها وعلى مسؤولة صندوق النقد الدولي من قلق الأسواق من حدوث ركود تضخمي من أسعار النفط. وهذا لن يتحمله المواطن الأمريكي الذي عبر اوباما عنه بالقول إن  الطبقة الوسطى  أصبحت بالكاد  تتغلب على ظروف الحياة ، وهو ليس بعيداً عن إنتفاضة " إحتلو وول ستريت "  ضد سياسات اصحاب النفوذ والمال .
ومن شأن اجراءات حكومة نتنياهو التصعيدية في الأراضي الفلسطينية أن تزيد المنطقة والعراق اشتعالاً  وتطرفاً، خاصةً أنها جاءت  بالتزامن مع  زيادة التوتر في مناطق متعددة في العالم ، وخصوصاً في بحر الصين واكرانيا والعراق وهذا غير مسبوق  في وقت واحد ، ولن تزيد المشهد العراقي إلا تعقيداً على الولايات المتحدة،  فالأطراف المتنازعة والتاريخ العراقي منذ عهد الحجاج لا يغلب عليه المصالحة وتسوية الخلافات الذي يرجوه اوباما   .
فبعد  انهيار  دول المحور  سياسياً  واقتصاديا  واجتماعياً، أصبحت الطوائف والفئات شيعآ يقتل بعضها البعض.
واقتصاديا بإرتفاع نسبة الفقر وتقلص الطبقة الوسطى، واجتماعياً فإن مراكب الصيد مشغولة في هجرة الشباب شمالاً ، والنساء تركت فباتت نسبة العوانس تقرب 85%  في بعض الدول، أما المشهد  الفلسطيني  فقد سأل نتنياهو في لقاء سابق مع قناة  }  bbc { البريطانية عن الفرق الشاسع بين الدخل السنوي للفرد الفلسطيني والإسرائيلي { الفلسطيني 2000$ دولار والإسرائيلي  30000 $! فرد مهتزاً أن الاقتصاد الفلسطيني إرتفع العام الماضي إلى أكثر من 7 %  مخادعا كأنه لا يعلم أن 7% لا تساوي شيئا  لإقتصاد  فلسطيني يمثل 3 % فقط من الاقتصاد الإسرائيلي !!    لتكون أفضل وصفة  تسيل لعاب  إسرائيل بعد أن  رأت بركات السماء  تأتيها بإكتشاف  النفط والغاز ، ونمو اقتصادي بأكثر من 3 % سنوياً  ، إلا أن ترى هذه الحكومة اليمنية  المتطرفة أن الطريق أصبحت ممهد الى القدس " عاصمة لإسرائيل  بعد أن يتم القضاء على النواحي الحياتية للخليل .. وما نراه من خسارة الخليل لاكثر من {12 مليون }  دولار يومياً  من هذه الحملة إلى دليل واضح للتهجير وإقتلاع الشعب من أرضه .
إنهيار العراق له انعكاسات خطيرة على الولايات المتحدة، فهي يمكن أن تغير مجرات الاقتصاد في العالم بصدمات في أسعار النفط، ويمكن أن تهلك الروح المعنوية العسكرية للجيش الأمريكي ،  وستظهر أمريكا أنها ضعفت لانها دامت المالكي لسنوات طويلة لتحمي مكاسبها في العراق بعد أن خسرت حوالي 4500 جندي وإصابة  أكثر من 32000 مصاب ، وقد تنتهي النتيجة أن أقصر الطرق  هو أولاً كبح تطلعات الحكومات الاسرائيلية ودعم حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني  حتى تكون المنهج والتجربة والنموذج الذي يقتدى به لحل الخلافات في العراق .إلا جانب الدخول في مفاوضات جادة  لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي. 27

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد