(صور) معبر رفح.. فتح استثنائي لا يفي بحاجة العالقين

غزة / خاص سوا / تنفس أبو عبد الله الصعداء، عند سماعه خبر فتح معبر رفح البري ، فحالته الصحية لم تعد تحتمل الانتظار بعد اجراءه عملية في القلب بجمهورية مصر العربية قبل أشهر .


ويجلس أبو عبد الله في صالة المغادرة بمعبر رفح، وعلامات التعب والارهاق بدت على ملامحه، ينتظر دخول الحافلة الأولى لتتمكن حافلته من الخروج من قطاع غزة وعبور البوابة المصرية.


ويقول لوكالة (سوا) الإخبارية: "خرجت قبل عدة أشهر وأجريت عملية في القلب وكان من المفترض أن أعود لمصر خلال ثلاثة أشهر للمراجعة وتدهورت حالتي الصحية بعد نفاد الدواء لدي".


ومنذ ساعات الصباح الاولى تكدس آلاف المواطنين من مرضى وطلاب وأصحاب الاقامات التي شارفت على الانتهاء، أمام صالة المعبر الخارجية، أملا في أن يلتحقوا بركب المسافرين خلال الأيام الأربعة لفتحه .


ويوضح أبو عبد الله أن اغلاق المعبر أثر سلبا على حالته الصحية لا سيما أن الطبيب المشرف على حالته الصحية، أكد على ضرورة عودته مجددا إلى مصر لمتابعة واستكمال علاجه .


ويتمنى أبو عبد الله أن تفتح السلطات المصرية معبر رفح أو تعلن عن مواعيد محددة لفتحه، ليتمكن من العودة مجددا للقطاع بعد إنهاء فتره علاجه، مشيرا إلى أن وضعه الاقتصادي لا يحتمل زيادة أعباء مالية إضافية، في حال طالت مدة اغلاق المعبر اثناء تواجده داخل الأراضي المصرية.


ويحتاج مئات المرضى في قطاع غزة، للسفر، لتلقي العلاج اللازم لهم في المستشفيات المصرية، نتيجة نقص الأدوية والامكانيات الطبية في غزة، لكن بوابة المعبر تقف سداً منيعًا أمامهم.


ولم تقتصر معاناة السفر على الحاج أبو عبدالله فحسب، بل أنها طالت آلاف العالقين في الجانبين الفلسطيني والمصري.


فالحاج غصوب سعد (50عاما) يسكن في الضفة الغربية وهو والد لأسير حُرر بصفقة شاليط وأبعدته السلطات الاسرائيلية إلى قطاع غزة .


وتمكن سعد من رؤية فلذة كبده بعد أربعة أعوام من الافراج عنه وإبعاده للقطاع، حيث دخل غزة قبل أشهر عن طريق معبر رفح بعد محاولات عديدة خلال السنوات الماضية لدخوله من معبر بيت حانون "باءت بالفشل" .


يقول سعد " حاولت خلال السنوات الماضية القدوم إلى غزة لرؤية ابني، وبصعوبة بالغة استطعت ذلك، وانا الآن بعد مرور أشهر على وصولي غزة أسعى للعودة إلى الضفة"، مبينا أنه كان يرغب بزيارة إلى غزة خلال فترات قصيرة، لكن وضع المعبر غير المستقر واغلاقاته المتكررة منعته من ذلك .


ويبين أنه مُسجل للسفر في وزارة الداخلية منذ ما يقارب الشهرين لكن اقتصار السفر على الحالات الإنسانية أخّر خروجه من غزة .


ويضيف "تركت مصالحي وعائلتي لأشهر عدة وأنا انتظر ان يفتح المعبر للعودة لبيتي وأهلي وعملي".


وكانت السلطات المصرية أبلغت الجانب الفلسطيني قرارها فتح معبر رفح، في كلا الاتجاهين، لمدة 4 أيام بدأت من الاثنين وستستمر حتى الخميس المقبل.


بدوره، أوضح مدير معبر رفح، خالد الشاعر أن العمل على المعبر يسير بشكل جيد، مبينا أن إدارته تتعامل ضمن الحالات المتفق عليها مع الجانب المصري وهي المرضى وأصحاب الاقامات والطلبة.


وأثنى الشاعر على تعاطي الجانب المصري مع إدارة المعبر الفلسطينية والمسافرين، مناشدا السلطات المصرية بفتح المعبر بشكل دائم .


وبيّن أن فتح معبر رفح لمدة أربع أيام بعد 50 يوما من الاغلاق، غير كاف لحل ازمة المسافرين والعالقين في الجانبين، منوها إلى أن أعداد المسجلين للسفر لدى وزارة الداخلية تجاوز 20 ألف مسجل .

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد