كاتب إسرائيلي لنتنياهو: التحالف مع السُنة خيار استراتيجي

القدس / سوا / طالب"عوديد تيرا" عضو ما يسمى بمجلس الأمن الإسرائيلي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بدعوة العرب السنة خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، إلى إنشاء تحالف مع إسرائيل، في مواجهة ما وصفه بالحلف الأمريكي- الشيعي.

واعتبر في مقال بصحيفة "معاريف" أن دولا كمصر والسعودية يمكن أن تكون جسرا لإسرائيل تجاه باقي الدول والكيانات السنية، التي يمكن لإسرائيل أن تقدم لها التكنولوجيا لتنمية الاقتصاد والمجتمع، إضافة للتعاون الاستراتيجي، واستعداد تل أبيب للتدخل عسكريا لدعم الدول السنية في التحالف المفترض.

إلى نص المقال..

من المتوقع أن يسافر رئيس الحكومة إلى الأمم المتحدة في نيويورك وأن يلقي كلمة أمام الجمعية العامة في سبتمبر المقبل. لحسن الحظ، تمثل هذه فرصة للبدء في صنع تحالف بيننا وبين الدول السنية والعالم السني المعتدل، الموجود في مجال صواريخ إيران النووية.

دول مثل مصر والسعودية، تلك التي بإمكانها أن تكون جسرا لدول سنية أخرى، هي الجمهور المستهدف. كذلك تحسب الأقلية السنية في أوروبا على هذا الجمهور. على نتنياهو أن يوضح وحدة المصالح الاستراتيجية لدولة إسرائيل مع المجتمعات السنية في أنحاء العالم.

العالم اليوم في ذروة صراع كبير بين الشيعة بقيادة إيران وبين مزيج من الكيانات السنية. يتخوف العالم السني من التهديد الإيراني لسببين رئيسيين: الأول، هناك مخاوف بين السنة من أن يؤدي تصاعد قوة إيران إلى هيمنة استراتيجية على الشرق الأوسط، وتنهار أنظمة سنية نتيجة لذلك. وبالنسبة للإيرانيين فسوف يساعدهم ذلك على بسط الإسلام الشيعي بالمنطقة.

ثانيا، هناك قلق عملي من تعرض دول سنية للهجوم بأسلحة صاروخية، وأن يتضرر مواطنيها دول تمييز. في المقابل يخشى السنة في أوروبا من تدحرج الهيمنة الإيرانية إلى داخل أوروبا أيضا بعد ذلك.

ماذا يمكننا أن نقدم للسُنة؟ أولا، تكنولوجيا لتحقيق تنمية الاقتصاد والمجتمع بالدول السنية المعتدلة. كذلك، تعاون استراتيجي. رغم تأييد الولايات المتحدة للشيعة، أثبتنا أننا قادرون على اتخاذ مواقف وخطوات مستقلة، بل حتى تتعارض مع رغبة الولايات المتحدة.

تتطلب التحالفات الاستراتيجية أيضا استخدام القوة، لصالح الحلفاء. ولا يمكن تجنب ذلك. استخدام القوة يمكن أن يتم عبر المساعدات الجوية والاستخبارية وكذلك الحرب الالكترونية. يمكن أن نوفر لأوروبا قدرة تكنولوجية هامة للمساعدة في تنمية القارة.

يتعين على الحكومة التفكير في مساهمة محتملة أخرى من قبلنا للمجتمع السني المعتدل في المنطقة وفي أوروبا، والإعراب عن ذلك في الأمم المتحدة دون تخوف. علينا إجراء تحالف مضاد لتحالف الأمريكان مع الشيعة. تحالفنا هذا مع السنة سوف يعززنا في عيون الأمريكان والأوروبيين، وسوف يعمل على تهدئة حملات المقاطعة من قبل أوروبا ويقلل الضغط على إسرائيل فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني.

على إسرائيل العمل بالتشاور مع الدول السنية المعتدلة ضد الطفرات السنية كجبهة النصرة والقاعدة وغيرهما. صحيح أن هناك خطرا قائما في نهاية الزمان أن يهب السنة المعتدلون ويتحولون إلى عدو متماسك ضدنا. هنا أقترح أن نخاطر بشكل محسوب، وأن نبقي حل هذه المسألة لحين الوصول إلى الجسر لأن في الشرق الأوسط كل شيء مانع، كما هو معروف.

نتنياهو، هذه فرصتك الكبرى لإحداث تغيير دراماتيكي بالشرق الأوسط برمته، دون مخاطرات لا فائض منها، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها، دون أن يعني ذلك التخلي عن متر واحد من الأرض. فلتدع في الأمم المتحدة إلى تحالف استراتيجي مع السنة. فالعرب أثبتوا أنهم يحبون حلولا مؤقتة مثل "التهدئة" والهدنة وغيرها.

اعتقد أن خطوة كهذه، إذا ما تم إعدادها كما يجب، وحصلت على تأييد كيان سني واحد أو اثنين، يمكن أن تنضج وصولا إلى إحداث تغيير حقيقي بالشرق الأوسط. حتى إذا لم تتمخض هذه الخطوة عن شيء، فلن يعد ذلك فشلا، بل فقط محاولة لاتخاذ خطوة تدعو للسلام، فشلت ليس بسببنا.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد