برشلونة يضبط إيقاعه على ساعة توم كروز في "المهمة المستحيلة"

برشلونة / سوا / ثلاث دقائق فقط، المهلة التي منحت لتوم كروز بطل الجزء الخامس من فيلم المهمة المستحيلة، ليقفز داخل الماء ويحقق المهمة المطلوبة منه وفي المقابل، يطالب ميسي ورفاقه بتسجيل خمسة أهداف في الجزء الثاني من مهمتهم "المستحيلة" في مواجهة اتلتيك بلباو في لقاء الرد من السوبر الإسباني.

ما بين خيالية توم كروز الذي دوما ينجح في مهماته المستحيلة، وواقعية ليونيل ميسي الذي يأمل في إنجاز الكثير لتغيير الصورة السلبية التي وضح عليها وجميع رفاقه في مباراة الذهاب في بلباو، فارق كبير، فما يجري في مخيلة المخرجين، قد يتغير عن ما تنفذه أقدام اللاعبين.

لويس أنريكي مدرب برشلونة، قد يصعب عليه القيام بدور برايان دي بالما - مخرج الفيلم - القادر على إيجاد الحلول دائما للأبطال، ولكن هل هناك قدرات سحرية خارقة ما زالت لدى لويس أنريكي ليقوم بنفس الدور، ويمد يد المساعدة لميسي ورفاقه للخروج من ورطة أتلتيك؟.

على أرض الواقع، لا يوجد مستحيل في كرة القدم، والمؤشرات والدلائل كثيرة، خاصة مع الفرق الكبيرة التي تمتلك العديد من الأسلحة الفتاكة والقادرة على العودة بالفريق في أي لحظة، وما زالت بأيدي أنريكي ولاعبيه عددا من هذه الأسلحة والتي يمكن استثمارها على النحو التالي:

أولا: إعادة قوة الفريق الضاربة وإكمال صفوفه بالعناصر الأساسية التي تسبب غيابها في مباراة الذهاب بانهيار المنظومة الدفاعية للبرسا، ونقصد هنا عودة بيكيه لقيادة الخط الدفاعي ومعه جيرمي ماثيو لضبط المنطقة اليسرى وعودة سيرجيو بوسكيتس للمساهمة في إغلاق العمق الدفاعي، والزج بالقائد الميداني انيستا ومعه راكيتيتش لتدعيم المنطقة الوسطى، والقيام بدور صناعة الألعاب وبدء تشكيل الخطر من العمق.

ثانيا: إعادة النظر في فكرة تدوير مركز حراسة المرمى، حيث أثبت الحارس الشاب تير شتيجن أنه لم ينضج بالشكل الكافي في المباريات الكبيرة، حيث تلقى مرماه ثمانية أهداف في مباراتين فقط - السوبر الأوروبي ولقاء الذهاب من السوبر الإسباني، ولذلك فلا بد من منح الحارس الأصيل برافو فرصة الوقوف أمام احتمالات التسجيل التي تعني انتهاء الفرصة تماما أمام برشلونة في تحقيق اللقب.

ثالثا: الاستفادة من عامل الأرض الذي يؤثر كثيرا في نجوم الفريق، فملعب الكامب نو قادر على تحفيز النجوم ودفعهم لتحقيق مزيد من الأهداف والتي قد توصلهم إلى هدفهم في النهاية.

رابعا: فهم مدى المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق النجوم، خاصة وأن الفريق يسعى نحو تحقيق السداسية التي كانت قاب قوسين أو أدنى بعد الفوز بالسوبر الأوروبي.

خامسا: دفع نجوم الخط الهجومي الذي يقوده النجم ليونيل ميسي وبجانبه لويس سواريز وبيدرو، نحو ا ستثمار أشباه الفرص لتهديد مرمى حارس بلباو ايزوز، والخروج بالحصيلة التي تعيد الفريق إلى نقطة الصفر بمعادلة النتيجة ثم التفكير بكيفية الحسم.

على الجانب المقابل، يتوقع من مدرب اتلتيك ايرنيستو فالفيردي، تشديد الإغلاق الدفاعي في محاولة لكسب الوقت واستهلاكه للوصول إلى النقطة التي لا يمكن فيها تحقيق الهدف المستحيل للبرسا، إضافة إلى تشديد الرقابة على ميسي، وهو ما فعله في المباراة السابقة بالضعط عليه بأكثر من مدافع في لحظة تسلمه الكرة.

كما سيحاول فالفيردي استثمار حالة الاندفاع الهجومي المتوقع للبرسا، والانطلاق بهجمات مرتدة، قد يصيب من خلالها أدوريز أو ليكوي الشباك، وينهي المسألة بشكل مبكر.

لكن في الوقت ذاته، فإن التركيز على ميسي في وقت مبكر من المباراة، قد ي فتح المجال أمام سواريز وبيدرو في التحرك بشكل أكثر حرية، كما سيتيح لراكيتيش المساحات للانطلاق من العمق وتهديد المرمى سواء بالتسديدات المباشرة أو التمريرات الحاسمة.

على كل الأحوال..المهمة قد لا تبدو مستحيلة في حال أدرك أنريكي خطورتها وتعامل معها باستثمار كل ثانية في المباراة كما ينبغي، وقد تتحول إلى مستحيلة بالكامل في حال نجح فالفيردي في تنفيذ مخططه بالإغلاق الدفاعي واستهلاك الوقت، وتحقيق المطلوب للفوز بهذا الكأس.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد