هل تقرّب زيارة الرئيس عباس وجهات النظر بين طهران وحماس ؟

غزة / خاص سوا / يسعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إعادة تقوية أواصر العلاقات مع دولة إيران خلال المرحلة القليلة المقبلة، خاصة بعد توقيع الأخيرة الاتفاق النووي الذي جعلها أكثر قوة بين الدول العربية والأوروبية.


وكان أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد زار إيران الأسبوع الماضي، وبحث خلالها ترتيبات لزيارة الرئيس عباس مع المسؤولين الإيرانيين خلال الشهرين المقبلين.


ويشار إلى أن علاقات السلطة الفلسطينية مع إيران تشهد حالة من "الفتور" منذ سنوات عدة، نظراً لدعم الأخيرة فصائل المقاومة الفلسطينية، إلى جانب معارضة طهران لعملية السلام بين السلطة واسرائيل.


ويرى محللون سياسيون أن زيارة الرئيس "أبو مازن" لإيران تأتي في إطار إعادة حيوية القضية الفلسطينية من جهة، والدور الإيراني الداعم للقضية من جهة أخرى خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي.


الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، قال إن السلطة الفلسطينية تحاول استغلال قوة إيران في الفترة الراهنة، لبحث سبل حل القضية الفلسطينية، خاصة في ظل انسداد افق المفاوضات مع اسرائيل.


وأوضح الدجني في حديث لوكالة (سوا) الإخبارية، أن السلطة الفلسطينية تريد أن تلعب دوراً مهما في المعادلة الإقليمية الجارية في الوقت الحالي المتعلقة في إعادة رسم المحاور في المنطقة.


واستبعد أن يكون هدف عباس من زيارته تخريب علاقة حماس مع إيران، أو أن تكون ضمن المناكفات السياسية معها، مضيفاً "زيارة عباس جاءت لرغبته في كسب موقف إيران والغرب، الذي أصبح لاعباً مهما في المستقبل القريب في العديد من القضايا والتي تشمل الفلسطينية والسورية".


وبالعودة إلى مجدلاني، فإنه أكد ذلك بالقول "الزيارة تركز على بحث فتح الآفاق وإعادة تصحيح وتصويب العلاقات الفلسطينية مع إيران، وتطوير العلاقات الثنائية".


وهذا ما أشار إليه الدجني في الوقت ذاته، بالقول "إيران معنية باستمرار علاقاتها مع حماس"، متوقعًا أن يكون هناك زيارة قريبة من قيادات وازنة في الحركة إلى إيران، في حين أن الأخيرة تسعى لعلاقات متوازنة مع كل الألوان السياسية.


بدوره، أكد المحلل السياسي محمد هواش من الضفة، أن علاقات السلطة الفلسطينية مع ايران لم تنقطع.


وقال هواش في حديث لوكالة (سوا) الإخبارية: "العلاقة ليست جديدة لكنها تتغير بسبب الظروف الحالية في المنطقة الاقليمية والدولية".


وأوضح، أن إيران أصبحت دولة قوية بعد توقيع الاتفاق النووي، "السلطة تستغل الفرص للاستفادة من هذه القوة لصالح القضية الفلسطينية".


وأشار إلى أن علاقة الرئيس عباس بالمملكة العربية السعودية وإيران مازالت مستمرة، ولم تنقطع، مشددًا على أن "الزيارة ليس لها أي توجهات أو إضرار بحركة حماس أو غيرها، بل تأتي في مسارها الطبيعي".


وأضاف أن "تلك الزيارة ربما تكون بمثابة التسهيل على حماس في استعادة علاقاتها بشكل أقوى مع ايران، وتفتح الآفاق أمام علاقة ثلاثية تجمعهما، لإيجاد حلولاً مجدية للقضية الفلسطينية".


وأعرب المحللان عن أملها بأن تكون تلك الزيارة "فاتحة خير" نحو تطوير علاقة السلطة مع إيران من جهة، وتقوية العلاقة الثلاثية "السلطة- حماس- ايران" لحل القضية الفلسطينية، تزامناً مع اعتراف الدول العربية والأوروبية بأن إيران دولة ليست إرهابية".


ولم يسبق أن زار عباس إيران منذ انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية في كانون ثان/يناير عام 2005 باستثناء مشاركته في آب/أغسطس عام 2012 في قمة دول عدم الانحياز التي عقدت في حينه في طهران.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد