في الذكرى السنوية الأولى
بالفيديو والصور: صحفيو فلسطين يتحدثون عن الشهيد الصحفي بلال جاد الله رئيس بيت الصحافة
يصادف اليوم الثلاثاء التاسع عشر من شهر نوفمبر للعام 2024، الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الصحفي بلال جاد الله رئيس مؤسسة بيت الصحافة – فلسطين، والذي ارتقى إثر قصف إسرائيلي على مدينة غزة .
صحفيو فلسطين تحدثوا لوكالة سوا الإخبارية عن مواقف ومحطات جمعتهم بالشهيد الصحفي بلال جاد الله، والذي لقبه عدد كبير "بسفير الصحفيين" خاصة وأنه وعلي مدار حياته المهنية كان خير من ينقل المعاناة والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون للعالم الخارجي، ومن أبرز المدافعين عن حقوقهم في المحافل الدولية.
الصحفي نضال المغربي من مكتب وكالة رويترز للأنباء كتب في الذكرى الأولى لاستشهاد الصحفي بلال جاد الله :" ذات يوم ذهبنا سوياً للمطالبة بالإفراج عن احد الزملاء الصحفيين لدى أحد الأجهزة الأمنية والتقينا المسؤول العام وكان من أصولٍ بدوية يتمسكون بالعادات والتقاليد وقدم لنا القهوة فقال بلال يومها: قهوتكم مش مشروبه حتى يتحقق طلبنا وما جئنا من أجله فرد المسؤول بابتسامة وقد فهم ما رمى اليه بلال: لكم ما طلبتم وقد كان".
وأضاف :" اعتدتُ أن اقوم بزيارة بلال صباحا نشرب القهوة او نتناول طعام الفطور ومعه نتجاذب أطراف الحديث في السياسة واين نرى الريح ذاهبة بسفينة غزة وكان دوماً لديه هم كبير وكان دوماً يرى بأن المستقبل دامٍ ومظلم ان لم يتوحد هذا الشعب ويتمترس خلف شعبه ومعه، كان يرى ما وراء الاحداث".
وتابع المغربي :" كان يحدثني عن افكار تخدم الصحافيين وكان يعبر عن سعادته دوما بنشاطات الصحفيين الجدد الشباب والشابات ويتكلم بزهو عن بعضهم وكان يحفظ اسماء البعض مع ان بيت الصحافة خرج ودرب وتعهد ورعى الالاف الخريجين، منهم من اكمل في مسيرة الصحافة ومنهم من اختار طريقا اخرى اهتدى لمنارتها في بيت الصحافة".
وقال :" اليوم نتذكر بلال جاد الله الصحفي الانسان الذي جسد كيف يعني ان تكون صحفيا ملتزماً بوصلتك فلسطين وهمك شعبك، كيف يكون الصحفي محبوباً من كل الأطياف السياسية، كيف يكون مكتبه مزاراً للجميع ويجمع حتى الخصوم الذين كانوا في داخل بيت الصحافة يضعوا الخلافات جانبا ويفكروا فقط من اجل الهم الواحد، من يجمعهم كان بلال، ولربما التاريخ يكشف كم كان ل بلال من جهد في حل قضايا وأموراً عادت بالخير الكثير على اهل غزة لم يتحدث هو يوماً عنها ولم يفاخر وادخر ثوابها عند ربه".
وأردف المغربي :" لك الخلود والمجد ولك منا الحفاظ على العهد والوعد بأن تبقى الصحافة رسالة إنسانية توحد ولا تفرق وتخدم الناس كل الناس".
الصحفي عدنان البرش مراسل قناة BBC في مكتب غزة ، يقول في ذكرى استشهاد الصحفي بلال جاد الله :" غاب جسدا وليس روحا ، فهو لم يدخر جهدا ولم يكل أو يمل من خدمة الصحفيين ، لا سيما الأجيال الجديدة ، إذ كان بمثابة رافعة لهم وداعم أساسي في مؤسسة بيت الصحافة ، التي كانت البيت الكبير لكل الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة".
يوضح البرش أن الشهيد بلال جاد الله أسس بيت الصحافة لغاية وهدف نبيل وهو إثر العمل الإعلامي في قطاع غزة ورفده بالخبراء وأصحاب القامات الإعلامية الكبيرة ، ليظل صوت غزة حاضرا ومسموعا بقوة في كل أرجاء العالم.
يستذكر البرش في حديثه مع سوا ، كيف كان الشهيد بلال جاد الله يستقبله والصحفيين ، بكل حفاوة وابتسامة ، حينما كانوا يزرون مؤسسة بيت الصحافة.
ويضيف :" ابتسامته الجميلة وأخلاقه النبيلة دائما كانت حاضرة وهي ما تميز شخصه الكريم ، كنا نشعر بقدر كبير من الاحترام وحفاوة الاستقبال عندما كنا نلتقيه سواء في بيت الصحافة أو في أي مكان آخر".
ويتابع البرش :" كان دائما يصفني بالغالي ولا ينادي علي إلا بها ، فهو كان يعتبر الجميع لا سيما زملائه والأصدقاء المقربين منه (بالغوالي) وذو قيمة عالية وهذا يعود لأخلاقه الحميدة وتربيته الحسنه.
بدوره كتب المصور الصحفي نعمان اشتيوي مدير وكالة (image AP) ، في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الصحفي بلال جاد الله " في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الصديق والزميل والداعم مؤسس بيت الصحافة في فلسطين الاستاذ بلال جاد الله، رحلت جسدًا، لكن إرثك في مؤسسة بيت الصحافة سيظل شاهدًا على جهودك العظيمة، ودورك الكبير في بناء صرح مهني جعل مهنة الصحافة شامخة لا تغيب".
ويضيف:" نستذكر اليوم عطاءك اللامحدود الذي أسهمت من خلاله في بناء جيل من الصحفيين الذين حملوا مشاعل الحرية والمهنية، لقد كنت قائدًا حكيمًا، لا تقتصر رؤيتك على خدمة الصحافة فحسب، بل كان همك دعم الصحفيين وحمايتهم، فبقي ارثك حيًا في كل خطوة نخطوها نحو مهنة المتاعب".
من جهته كتب الإعلامي عبد الناصر أبو عون:" إلى روح صديقنا العزيز، مؤسس بيت الصحافة ومنارة الكلمة الحرة، حبيبنا الشهيد بلال جادالله (أبا محمد) الحاضر رغم الغياب ، رحيلك مؤلم لنا جميعا وخسارة فادحة كبيرة، وللصحافة من بعدك".
ويضيف :" تحل علينا الذكرى الأولى لرحيلك المؤلم وكم نفتقدك فيها لكن أثرك العميق في تطوير وإثراء الصحافة سيظل حياً في كل حرفٍ وقلم سعيت من أجله وغايته كنت صوتاً للحق وصانعاً للتغيير وأسهمت بحق في مسيرة استنهاض الصحافة ورفدها بكل ما هو جديد وعززت دورها باحتضان جيل شاب من خريجي الإعلام والعمل على تطوير مهاراتهم ودعمهم في أولى مراحل حياتهم المهنية وخطواتهم بل كنت ملهما لهم، وستبقى ذكراك خالدة في قلوبنا وفي مسيرة الإعلام المهنية التي تشهد لك بالعطاء والانجازات تغمدك الله بواسع رحمتك والبركة في رفقاقك الحاليين من بعدك لاستكمال مسيرة التميز والوفاء لك بالمحافظة على ذات المكانة التي سعيت لتحقيقها".
الصحفي محمد أبو جياب كتب هو الآخر في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الصحفي بلال جاد الله :" الصديق الحبيب الشهيد بلال جاد الله، أبو محمد، في الذكرى السنوية الأولى لاستشهادك، تتعثر كلماتي وتخونُنِي الألفاظ والمعاني، في وصفك وأثر فقدك على نفسي".
وأضاف :" لقد غابت كثير من ساعات اللقاء الجميل الاسبوعي، التي عادةً ما كان يتخللها الضحك والنقاش والاقتصاد والسياسة، لم انسى أبدا يا صديقي، عندما هربنا معا من ضغوط العمل إلى مياه البحر الهادئة على شواطئ خان يونس، عندها قلت لي وانت تداعب مياه شواطئ غزة الجميلة : "هون بس بإمكانك تكون في راحة بعيد عن هموم البلد والسياسة، وانت يا جياب سيبك من حساباتك الاقتصادية، واسبح وانت ساكت".
بدوره قال الصحفي أحمد قنن :" في ذكرى رحيلك ننقب عن المواقف في ثنايا الذاكرة، مواقف جمعتنا وعشنا فيها بين أروقة العمل، كنا على قلب رجل واحد، هدفنا الأسمى وما زال هو العمل بحيوية ونشاط لأجل الإنسان".
وتابع :" عام على رحيلك، عام وأنا أسير نحو أهداف وضعناها معا وستتحقق، أنجزنا معا الكثير وخططنا لأكثر، صديقي وحبيبي أستاذ بلال إن روحك تلفني من حولي وتدعمني بقوة الإنسان".
وأضاف الصحفي قنن :" أحن لتلك الأيام التي عملنا فيها معا، جعلت من بيئة العمل التي جمعتنا (بيت الصحافة) خلية نحل عنوانها التميز والإبداع.. على أية حال إن آلة الحرب الإسرائيلية سرقت جسدك منا لكنك ستبقى فينا".