ترجيح فوز يساري داعم للفلسطينيين برئاسة حزب العمل البريطاني

لندن / وكالات / يباشر حزب العمل البريطاني المعارض امس الجمعة التصويت على اختيار زعيم جديد له، مع ترجيح انتصار جيريمي كوربين - إشتراكي مخضرم يعتبر معاديا لاسرائيل.

ويحظى كوربين (66 عاما) الذي يعتبر متطرفا ومقربا بآراءه من حزب "سيريزا" اليوناني ورئيسه ألكسيس تسيبراس، بدعم من الطبقات السفلى والناشطين الشباب ميدانيا على وجه الخصوص.

ورغم أنه كان في البداية بطاقة شاذة وغير متوقعة، الا أنه مع تقدم الحملات الانتخابية حصد المزيد والمزيد من الدعم، ما دفع برئيس الوزراء البريطاني السابق عن حزب العمل توني بلير (1997-2007) لأن يكتب أن "الحزب يسير مغمضا عينيه ومادا يديه في اتجاه منحدر في نهايته صخور حادة (...) حان الوقت لوقفه" في مقالة نشرت بصحيفة "غارديان" أمس الخميس.

وكتب بلير "إذا أصبح جيريمي كوربين زعيما لن تكون هزيمة كهزيمتي 1983 أو 2015 في الانتخابات المقبلة. ستعني الهزيمة النكراء وربما القضاء على الحزب".

وسيتم الاعلان عن نتائج انتخابات زعامة الحزب في 12 أيلول/ سبتمبر، ويحق لأكثر من 600 ألف من أعضاء وأنصار الحزب التصويت فيها.

ويتعرض كوربين لانتقادات بسبب قربه من اليسار البريطاني وشخصيات معادية للسامية ولاسرائيل وبينهم من يتهم اليهود بتنفيذ هجوم 11 أيلول/ سبتمبر. وكان قد كتب رسالة داعمة لكاهن يدعي أن إسرائيل واليهود الأغنياء يقفون وراء تفجير مبنيي التجارة العالمية. كما أنه نظم في البرلمان البريطاني حدثا داعما للفلسطينيين. وليس ذلك فحسب بل إن كوربين أكد في الماضي أنه يريد إشراك حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني في محادثات السلام في الشرق الأوسط. حيث أكد أنه سيكون سعيدا بدعوة أصدقاءه من حركة حماس أو حزب الله للقدوم والحديث أمام البرلمان البريطاني.

ويقول أنصار كوربين -- الذي عادة ما يرتدي سترة وسروالا قديمين يتناقضان مع البدلات الأنيقة التي عادة ما تشاهد في ويستمنستر -- أن أسلوبه المباشر وعدم ارتباطه بشخصيات مثل توني بلير تجعل منه شخصية متفردة وجديدة في وقت يشتد فيه التهكم من السياسة.

ويشغل كوربين منصب عضو في البرلمان منذ العام 1983 الا أنه لم ينل أي منصب سياسي بارز، بل أنه عارض الاجراءات التقشفية ومشاركة بلاده في الحرب على العراق في 2003. كما أنه يسعى للتخلص من أسلحة بريطانيا النووية، وإعادة تأميم بعض القطاعات وبينها السكك الحديد.

وقال كوربين في مقابلة مع صحيفة الغارديان هذا الشهر "الأجواء مناسبة وموجودة (...) نحن لا نمارس السياسة التي تعتمد على المشاهير إو الشخصيات إو السياسة المسيئة (..) نحن نعتمد على الأفكار".

وأطلقت انتخابات الزعامة على الحزب عندما استقال زعيمه السابق إد مليباند بعد هزيمته أمام رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في الانتخابات العامة التي جرت في أيار/ مايو الماضي.

ويتنافس على المنصب إضافة الى كوربين ثلاثة مرشحين آخرين أكثر وسطية وهم اندي بورنهام وايفيت كوبر، وهما وزيران سابقان في حكومتي بلير وغوردون براون، اضافة الى النائبة ليز كيندال.

يقول شارلي بيكيت الاستاذ في كلية لندن للاقتصاد ان بورنهام وكوبر "يعانيان من تاريخهما في المشاركة في اخفاقات سابقة لدرجة انه لا يمكن ان يكون لهما صوت خاص بهما" بينما تفتقر حملة كيندال الى "الجوهر".

ورغم أن الثلاثة تجنبوا شن هجمات شخصية ضد كوربين، الا ان كوبر قالت الخميس ان كوربين يقدم "حلولا قديمة لمشاكل قديمة، ولا يقدم أجوبة جديدة لمشاكل اليوم".

وانتشرت مخاوف بشأن نزاهة المنافسة بعد أن سجل مئات من غير أنصار حزب العمال اسماءهم للمشاركة في الاقتراع.

ورفض حزب العمال نحو 1200 طلب من أعضاء أو أنصار الأحزاب الأخرى الذي رغبوا في الانضمام الى الحزب كأنصار مسجلين مقابل دفع 3 جنيهات (5 دولارات/ 4 يورو) والمشاركة في التصويت.

واستقطب كوربين الدعم من مجموعة من الناخبين بينهم شبان مهنيون يعملون في المدن البريطانية وغير راضين عن النخب الحاكمة ويعتبرون ان البرلمان معزول عن النقابات التي تشكل حجر الاساس التقليدية للحزب.

وفيما ترجح المراهنات واستطلاعات الرأي فوز كوربين، الا أن الانتخابات ستجري ضمن نظام يسمح للناخبين باختيار المرشحين الأول والثاني المفضلين لديهم ما يجعل من الصعب توقع النتيجة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد