تحليلات إسرائيلية: الحرب في المنطقة بلا استراتيجية وحسمها ليس قريبا
قال مسؤولون في جهاز الأمن وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، إنه ليس واضحا إلى أين يتجه التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، والذي بدأ في قطاع غزة ، ثم انتقل إلى الجبهة الشمالية مع حزب الله في لبنان، والاستعداد الإسرائيلي الحالي لتوجيه ضربة إلى إيران.
ونقل محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رونين بيرغمان، عن مسؤول أمني رفيع قوله إن "إسرائيل شنّت حربا على غزة كي تحقق هدفين، تحرير المخطوفين وتفكيك قدرات حماس . وبعد عدم نجاحها في تحقيق أي من هذين الهدفين، تمت إضافة هدف آخر في الجبهة الشمالية، وهو إعادة السكان بأمان إلى بيوتهم، وليس واضحا كيف ستحققه أيضا".
وأضاف المسؤول الأمني: "هم واثقون الآن من أنه إذا أنزلنا ضربة ساحقة على إيران، فإنها ستؤدي إلى إغلاق (أي وقف القتال في) الجبهة الشمالية التي بدورها ستغلق الجبهة الجنوبية. وهكذا نحن ن فتح جبهة تلو الأخرى".
وتابع المسؤول نفسه أن "أي شيء أصبح طبيعيا، وما بدا كأنه مستحيل ولن يحصل بأي حال، يحصل فجأة. ويعتاد الجميع على ذلك، وانعدام الإستراتيجية يتحول من خطأ برمجي، بسبب الفجوة بين القدرات العسكرية والاستخباراتية وبين القدرة على ترجمة ذلك إلى سياسة واتفاقيات وتسويات، إلى ميزة برمجية. وهذه هي الإستراتيجية، التي لا يوجد فيها أي إدارة منظمة ومنظومة واضحة وإلى أين يقود ذلك، وإنما بكل بساطة توجد غارات ونزوات ربما ستقود إلى شيء جيد، وإذا لم يتم ذلك، فهذا ليس مروعا، نجرب شيئا آخر".
من جانبه، لفت المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن "صورة الحرب معقدة. وحتى بعد الإخفاق والمجزرة (في 7 أكتوبر الماضي) وبعد الانتعاش التدريجي للجيش الإسرائيلي، فإن الأضرار التي لحقت بحماس في قطاع غزة وبعد الضربات الشديدة التي أنزِلت على حزب الله في الشهر الأخير، لسنا قريبين من حسم الحرب".
وأضاف أن نقاشا دائرا حول مدى نجاح الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، مطلع الشهر الحالي، ووفقا لهرئيل فإن "صاروخا باليستيا إيرانيا واحدا، الذي سقط في مدينة هود هشارون في وسط إسرائيل، ألحق أضرارا بـ500 منزل وشقة. ولو سقط هذا الصاروخ على مبنى متعدد الطوابق، بدلا من سقوطه في منطقة مفتوحة قريبة من بيوت، لأدى إلى مقتل عدد كبير جدا".
وهدد نتنياهو بأن إسرائيل سترد بشدة ضد إيران، وتعالت دعوات إلى مهاجمة منشآت نووية ونفطية وحتى إسقاط النظام، فيما اعتبر هرئيل أنه "مع مرور الوقت، يتعالى الاشتباه أن إسرائيل ستضطر إلى الاكتفاء بأقل من ذلك.
وتحدث بايدن في هذا الموضوع مرتين وألمح لنتنياهو بنعومة أنه يفضل الامتناع عن مهاجمة المنشآت النووية والنفطية وأن يحرص على تنسيق مسبق مع الإدارة، ودعي غالانت على وجه السرعة لزيارة البنتاغون" التي يمنعها نتنياهو حاليا، "وغالانت قلق من أنه من دون هذه الزيارة سيكون من الصعب التنسيق مع الأميركيين حول استخدام عناصر ضرورية للدفاع عن إسرائيل".
وأضاف هرئيل أن "اتجاه التصعيد في لبنان واضح. فقد انضمت فرقة عسكرية رابعة إلى الاجتياح الإسرائيلي في جنوب لبنان. ورغم ذلك، فإن انطباع خبراء أميركيين استنادا إلى تحليل صور أقمار اصطناعية لجنوب لبنان هو أن العملية العسكرية البرية محدودة نسبيا"، لكن "قوات حزب الله التي بقيت في جنوب لبنان لا تزال قادرة على التسبب بمصائب وقتل جنود إسرائيليين".
وبحسبه، فإن "السؤال هو إذا سيكون الضغط العسكري الإسرائيلي كافيا من أجل إقناع الإيرانيين وحزب الله بالسعي إلى وقف الحرب... وأحد المخاطر من وجهة النظر الإسرائيلية هو تطور حرب استنزاف لسنوات طويلة. وإطلاق قذيفة صاروخية أو قذيفتين يوميا على وسط البلاد كافية كي تعطل الحياة وعمل المرافق التجارية لفترة طويلة".
وأشار هرئيل إلى أن قرار اغتيال أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، اتخذ بشبه إجماع في القيادة الإسرائيلية وأن تعيين زعيما لحزب الله بحجم نصر الله سيستغرق وقتا طويلا، لكن "من الجهة الأخرى، تبحث إسرائيل حاليا عن عنوان: من يتخذ القرارات في لبنان وعلى من ينبغي ممارسة ضغط من أجل التوصل إلى صفقة تشمل إنهاء الحرب".