غالانت يستعرض وثيقة يزعم أنها من رافع سلامة إلى يحيى السنوار
نشرت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان")، مساء اليوم الأربعاء 11 سبتمبر 2024، وثيقة تدعي أنها موجهة من رافع سلامة، قائد لواء خانيونس في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس ، إلى رئيس الحركة، يحيى السنوار، وشقيقه محمد السنوار، القيادي في كتائب القسام، استعرضها وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، زاعما أنها "تصف الوضع الصعب الذي تواجهه حركة حماس".
تغطية متواصلة على قناة وكالة سوا الإخبارية في تليجرام
وفي حين تظهر الصفحة الأولى من الوثيقة التي استعرضها غالانت ملاحظات على مقترح صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وفصائل المقاومة في قطاع غزة ، في ما يتعلق بالأعداد والفئات التي قد يشملها المقترح؛ زعم غالانت أن الوثيقة تبيّن "تدمير 70% من الأسلحة و95% من الصواريخ" التابعة لحماس، و"مقتل أو إصابة 50%" من مقاتلي الحركة و"فرار الكثير منهم"، بحيث "لم يتبق سوى 20%".
إقرأ/ي أيضا: نتائج التحقيق الأولي في مقتل الرهائن الستة في رفح
وظهرت الوثيقة التي كشفت عنها الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية واستعرضها غالانت، مطبوعة عبر الحاسوب وليست مكتوبة بخط اليد؛ ويأتي نشرها غداة تصريحات غالانت بأن إسرائيل تنقل "ثقلها" العسكري إلى الشمال، مشيرا إلى أن إسرائيل تتجه إلى "استكمال المهام في الجنوب"، وفي إطار مساعي غالانت والمؤسسة الأمنية للتأثير على الرأي العام الإسرائيلي وفي قطاع غزة والترويج إلى أن الضغط العسكري أدى إلى إضعاف حماس ويسمح بإبرام صفقة تبادل يعرقلها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، في ظل الضغوط السياسية التي يتعرض لها من شركائه السياسيين.
وكان غالانت قد أعلن مرارا في الأسابيع الأخيرة، دعمه التوصل إلى اتفاق مع حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. وأبرزت وسائل إعلام إسرائيلية في الأسابيع الأخيرة، خلافات بين غالانت ونتنياهو والوزراء الموالين له في الكابينيت من أعضاء الليكود والصهيونية الدينية، بسبب هذا الموقف؛ ويزعم غالانت أن "حماس كتشكيل عسكري لم تعد موجودة"، وأنها "منخرطة في حرب عصابات"، وأن الجيش الإسرائيلي سيوصل "مقاتلة مسلحي حماس ونلاحق قيادتها".
وجاء في بيان صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية أنه "خلال زيارة أجراها غالانت إلى وحدة في شعبة الاستخبارات العسكرية، مسؤولة عن جمع الوثائق والمواد التقنية من قطاع غزة، تلقى إحاطة حول النتائج والمواد الجديدة، وتفقد أقسام الوحدة التي تتولى تصنيف وتحليل المواد التي يتم جمعها والتحفظ عليها من قطاع غزة".
وقال غالانت، في بيان مصور من مقر الوحدة في إحدى قواعد شعبة الاستخبارات العسكرية، وسط البلاد، "أريد أن أريكم رسالة تعكس ما يقوله قادة حماس عن وضعهم. هذه الرسالة كتبها رافع سلامة، الذي قُتل على يدنا في تموز/ يوليو، إلى السنوار وشقيقه. يصف فيها الوضع قائلًا: تم تدمير 70% من الأسلحة و95% من الصواريخ، و50% من المخربين قُتلوا أو أصيبوا، والكثير منهم فروا، ووفقًا له، لم يتبق سوى 20%. هذه معاناة حقيقية تؤثر على حماس ويشعر بها كبار قادتها".
وأضاف "نواصل الجهود التي بدأت في تشرين الأول/ أكتوبر، خطوة بخطوة، ونصل إلى جميع قادة حماس. هذه الرسالة التي كتبها سلامة للأخوين سنوار، ونحن سنصل إليهما أيضا"؛ يذكر أن غالانت كان قد شدد في تصريحات لصحافيين أجانب في إسرائيل، أمس الثلاثاء، إن إعادة الأسرى المحتجزين في غزة "هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به". وأضاف أن "التوصل إلى اتفاق هو فرصة إستراتيجية تمنحنا فرصة كبيرة لتغيير الوضع الأمني على جميع الجبهات".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في تموز/ يوليو الماضي، أنه اغتال رافع سلامة قائد لواء خانيونس في كتائب القسام، برفقة قائد كتائب القسام، محمد الضيف، في هجوم استهدف منطقة المواصي غربي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، وأسفر عن استشهاد أكثر من 90 فلسطينيا نصفهم من الأطفال والنساء وإصابة 300 آخرين.
ويعتبر جيش الاحتلال أن سلامة "أحد العقول المدبرة" لهجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ علما بأن سلامة كان قد فقد الكثير من أبناء عائلته في هجمات إسرائيلية، وفي مقدمتهم والدته التي استشهدت أثناء هجوم إسرائيلي على منزل العائلة. وخاله هو جواد أبو شمالة، وهو عضو في المكتب السياسي لحركة حماس ومقرب من السنوار، في بداية الحرب الحالية على غزة.
وبحسب ما تناقلته وسائل إعلام، فإن رافع سلامة كان يعمل في وظيفة مرموقة بمدرسة الحوراني الإعدادية لتابعة للأمم المتحدة في مخيم خانيونس، قبل أن يستقيل ويتفرغ للعمل في كتائب القسام. وقد تعرض لعدد من محاولات الاغتيال، ومنها عملية لجيش الاحتلال عام 2021، أعلن فيها الاحتلال تدمير منزله في غزّة، واصفاً البيت بأنه "جزء من البنية التحتية الإرهابية" التي استهدفتها العملية.