استشهاد أسير من غزة في سجن الرملة
أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ، مساء السبت 31 أغسطس 2024، عن استشهاد الأسير نصر سالم سعيد زيارة (65 عاما) من غزة في سجن "الرملة" يوم 16 آب/ أغسطس، وهو واحد من بين العشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا نتيجة لعمليات التعذيب الممنهجة فيما يواصل الاحتلال إخفاء هويات الغالبية منهم واحتجاز جثامينهم.
وأوضحت الهيئة والنادي في بيان مشترك، أنّ "الشّهيد زيارة وبحسب عائلته، اعتقل في 29 كانون الأول/ديسمبر 2023، إلى جانب نجله جهاد زيارة (37 عامًا)، والقابع في سجن ’النقب’ وفقا لما متوفر من معطيات".
وبحسب عائلة الشّهيد زيارة وهو متزوج وأب لسبعة من الأبناء فإن "قوات الاحتلال اعتقلته من منزله في حي التفاح، وقد تعرض هو ونجله لعلمية تحقيق ميداني داخل المنزل، إلى جانب عمليات التّنكيل التي استمرت لساعات قبل اعتقالهما".
وذكرت الهيئة والنادي، أنّه وبحسب أسرى جرى زيارتهم في سجن "الرملة"، فقد "أكدوا أنّ الشهيد زيارة نقل إلى سجن ’الرملة’ قبل استشهاده بأسبوع، وكان يعاني من وضع صحي صعب جدا، ومنها حروق في الجزء السفلي من جسده، ولم يكن قادرا على السير على قدميه، ومكث لمدة أسبوع في سجن ’الرملة’ إلى أن استشهد فيه، فيما أكدت عائلته أنّ الشهيد نصر كان يعاني من مرض السكري ومشاكل في القلب، ولم يكن يعاني من أية حروق في جسده عند اعتقاله".
وأضافا أنّه "باستشهاد الأسير زيارة فإن حصيلة الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين المعلن عنهم بعد تاريخ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، منذ بدء حرب الإبادة بحقّ شعبنا في غزة ترتفع إلى 24 شهيدا، وهم المعلن عنهم فقط والمعروفة هوياتهم، فيما يواصل الاحتلال إخفاء هويات العشرات من الشهداء بين صفوف المعتقلين الذين ارتقوا في السجون والمعسكرات، ولا يوجد رقم نهائي ودقيق لأعدادهم حتى اليوم، هذا عدا عن معتقلين تعرضوا لعمليات إعدام ميدانية".
وأوضحت الهيئة ونادي الأسير "يأتي استشهاد الأسير زيارة مع استمرار تصاعد الشهادات الصادمة والمروّعة لمعتقلين من غزة عن مستوى عمليات التعذيب والتنكيل والإذلال والجرائم التي نفذت بحقهم بمختلف مستوياتها ومنها عمليات اغتصاب، سواء لمعتقلين أفرج عنهم أو من خلال الزيارات المحدودة التي جرت لمعتقلين من غزة في بعض السجون والمعسكرات".
وأشارا إلى أنّ "سلطات الاحتلال لم تصرح حتى اليوم عن العدد الكليّ لمعتقلي غزة منذ تاريخ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وتواصل تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّ الغالبية العظمى منهم، رغم الجهود التي بذلتها المؤسسات مؤخرا في ضوء بعض التعديلات القانونية التي جرت والتي أتاحت لهم فرصة استيضاح أماكن احتجاز كل ما من على اعتقاله أكثر من 90 يوما، وزيارة البعض منهم تحت رقابة مشددة، علما أن الاحتلال فرض تعديلات قانونية في بداية الحرب، لترسيخ جريمة الإخفاء القسري ومنها منع المعتقلين من لقاء المحامي".
وحمّلت الهيئة ونادي الأسير الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير نصر زيارة، الذي "تعرض لجريمة مركبة من خلال عملية اعتقاله والتنكيل به واحتجازه في ظروف مذلة وقاسية كما جميع معتقلي غزة الذين يواجهون عمليات تعذيب غير مسبوقة بكثافتها ومستواها، لتُضاف هذه الجريمة إلى سجل الجرائم المستمرة بحقّ شعبنا، والمتصاعدة منذ بدء حرب الإبادة، وأحد أوجهها التعذيب الممنهج بحقّ الأسرى".
وجددا مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدّولية بتجاوز حالة العجز الدّولية المستمرة أمام حرب الإبادة، واتخاذ قرارات واضحة لمحاسبة دولة الاحتلال الإسرائيليّ ووقف العدوان الشامل على الشعب الفلسطيني، بما فيها الجرائم التي ترتكب بحقّ الأسرى والمعتقلين في سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيليّ.
ونوها إلى أنّه "حتى اليوم لا توجد معلومات واضحة ودقيقة عن كافة أعداد معتقلي غزة بما فيهم النساء والأطفال، والشهداء الذين ارتقوا نتيجة لجرائم التعذيب أو الإعدام، وفقط ما هو متوفر بحسب ما أعلنت عنه إدارة سجون الاحتلال في بداية شهر آب/ أغسطس باحتجاز 1584 ممن صنفهم بالمقاتلين غير الشرعيين في السجون، وهذا المعطى لا يشمل المعتقلين في المعسكرات التابعة للجيش".
ولفتا إلى أن "الاحتلال كان قد كشف عبر وسائل إعلامه بأنه اعتقل أكثر من 4500 مواطن من غزة منذ بدء الحرب، إلا أنّه وبحسب متابعة المؤسسات المختصة فإن أعداد من تعرضوا للاعتقال من غزة، إلى جانب العمال الذين اعتقلوا من الأراضي المحتلة عام 1948 بداية الحرب، تشير إلى أنّ الأعداد تفوق ذلك".
وختمت الهيئة ونادي الأسير بيانهما "يُذكر أنه وباستشهاد زيارة فإن عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 يرتفع إلى 261 وهم فقط الشهداء المعلن عنهم من قبل المؤسسات بحسب ما توفر لهم من معطيات موثقة على مدار العقود الماضية".