تناقض بالتصريحات داخل "الاونروا" حول أزمتها المالية

غزة / خاص سوا / تعاني وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) من أزمة مالية خانقة، جراء عدم ايفاء الدول المانحة بالتزاماتها المالية للأونروا، الأمر الذي دفع الأخيرة الى الاعلان عن توقف بعض خدماتها التي تقدمها للاجئين في مناطق عملياتها الخمس وفي مقدمة هذه الخدمات العملية التعليمية.


أزمة الاونروا الحالية دفعت اللاجئين الفلسطينيين للتعبير عن غضبهم، واتهام إدارة الاونروا بان الازمة مفتعلة ولها أهداف سياسية، فيما اعتبرت فصائل فلسطينية ان "اونروا" تريد سحب البساط رويداً رويداً من تحت أقدام اللاجئين الفلسطينيين.


وبلغت ذروة هذه الاحتجاجات، حينما رشق نشطاء فلسطينيون المقر الرئيسي للأونروا بغزة بالأحذية والحجارة ، في تعبير واضح عن حجم الغضب وعدم الرضا عن الوكالة الدولية، خصوصا وان الامر يمس حياة اللاجئين الفلسطينيين.


وتعاني الوكالة من أزمة مالية، هي الأشد عليها منذ نشأتها، بحسب تصريحات سابقة لمفوضها العام، بيير كرينبول، حيث تعاني من عجز مالي قدره 101 مليون دولار، قد يمنع افتتاح العام الدراسي في موعده نهاية الشهر الجاري.


لكن المستغرب بحسب متابعون فلسطينيون لهذه الازمة هي كثرة التصريحات المتناقضة التي تخرج على لسان أكثر من مسؤول داخل المنظمة الدولية، حيث أكد سامي مشعشع المتحدث الرسمي باسم (اونروا) ان هناك مؤشرات أولية لإنهاء الأزمة المالية للأونروا، الا ان متحدث آخر نفى وجود مؤشرات أو انفراجه في هذه القضية.


وقال مشعشع لوكالة (سوا) أمس الثلاثاء ان :" هناك بداية طيبة ومؤشرات أولية لإنهاء أزمة الاونروا ولكن ليس انفراجه كما يتحدث البعض".


وأضاف :" حتى اللحظة ما رشح من بعض العناصر لا يرتقى لتغطية المبلغ المالي كاملاً للأونروا"، مبيناً ان هناك جهد مضاعف لتأمين خدمات الوكالة للسنوات المقبلة أيضا وليس لهذا العام أو العام المقبل".


الا ان متحدث آخر للأونروا نفى وجود مؤشرات لإنهاء أزمة المنظمة الدولية، مؤكداً ان العجز ما زال كبيراً والتهديد لا زال ماثلا امام متخذي القرار في الاونروا.


وقال عدنان أبو حسنة وهو متحدث باسم الاونروا ان الانباء التي تتحدث عن انفراجه حقيقة في ازمة الاونروا "غير صحيحة"، مشيرا إلى أن هناك جهود كبيرة تبذل من أجل التغلب على الازمة المالية.


بدوره، قال رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير زكريا الآغا، إن المنظمة والدول العربية المضيفة تواصل جهودها في الضغط على الأمم المتحدة والدول المانحة، من أجل إنهاء الأزمة المالية لـ " الأونروا "، وعدم تأجيل العام الدراسي.


وأضاف الآغا في حديث لإذاعة موطني اليوم الأربعاء: "الأيام القليلة المقبلة حاسمة، لاقتراب بدء العام الدراسي"، كاشفاً أن المؤشرات والمعلومات- التي وصفها بالموثوقة إلى حد ما- تؤكد أن هناك تحركا إيجابيا، وانفراجاً قد يكون غير كامل.


ونوه إلى أن الجميع يدرك خطورة الوضع، وعدم سد العجز المالي "للأونروا" وتعطيل العملية الدراسية سيكون له آثار خطيرة، معربا عن أمله بأن تتوج الجهود المبذولة بالنجاح وأن تنتهي الأزمة.


وأشار إلى وجود توجه لوضع خطة استراتيجية، هدفها تجنب مثل هذه الأزمات في الأعوام القادمة، من خلال مطالبة الأمم المتحدة بوضع آلية لإيجاد مصادر دائمة، لا تتأثر بالظروف الطارئة ولا تعتمد على التبرعات الطوعية.


وأوضح أن إمكانية تأخر الإعلان عن أي قرار يخص الأزمة واردة، في فترة أقصاها أسبوع أو أسبوعين، حتى يتم التوصل إلى النتيجة النهائية:" قائلاً:" الأيام القادمة ستكون حاسمة، وأنا متفائل بتجاوز هذه الأزمة.


وكان رئيس الوزراء رامي الحمد الله، قال إن أزمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في طريقها للحل خلال أيام.


وأوضح الحمد الله في تصريح صحفي مؤخرا ، أن جهوداً تبذل لضمان بدء العام الدراسي في مدارس وكالة الغوث في موعده المحدد، مشيراً إلى أن الرئيس محمود عباس ما زال يتواصل مع الدول المانحة من أجل دعم الوكالة لضمان تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد