مطالبة الحكومة بتعزيز صمود المزارعين في المناطق الحدودية
غزة / سوا / طالب القطاع الزراعي بشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية بضرورة تضافر الجهود من اجل تعزيز صمود المزارعين في المناطق الحدودية وتأمين الحماية لهم بما يمكنهم من الوصول الامن لهم لأراضيهم وتوفير مختلف الخدمات المطلوبة واعادة تأهيل المنازل والبنية التحتية المدمرة.
وطالبت المنظمات الاهلية الزراعية المؤسسات الحكومية والبلديات بإعفاء المزارعين من دفع الضرائب والرسوم المفروضة واعلان المناطق الحدودية مناطق اولوية قصوى بما يثبت المواطن على ارضة ويخفف من معاناته.
جاء ذلك خلال الجولة الميدانية التي نظمها القطاع الزراعي في شبكة المنظمات الأهلية اليوم بمشاركة ممثلين عن مؤسسات اهلية فلسطينية وأممية دولية ووسائل الإعلام إلي منطقة جحر الديك وذلك للاطلاع على حجم معاناة المزارعين الفلسطينيين واهل المنطقة حيث كان في استقبالهم رئيس بلدية جحر الديك سالم ابو عيادة وعشرات المزارعين من المنطقة.
وفي كلمته أكد مدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا أن هذه الجولة التي ينظمها القطاع الزراعي في الشبكة جاءت للتضامن مع المزارعين الفلسطينيين في منطقة جحر الديك ، وكذلك لاطلاع المؤسسات الدولية ووسائل الإعلام على معاناة المزارعين عن قرب وحجم المشاكل التي تواجههم جراء استمرار الاعتداءات الإسرائيلي حيث تم تدمير الاراضي الزراعية ومزارع الدواجن ومئات المنازل والبنية التحتية.
واشار الشوا الى ان منطقة جحر الديك تعتبر مصدر مهما للأمن الغذائي في قطاع غزة، موضحا انها احدى المناطق المنطقة مهمشة في عمليات التطوير والتأهيل.
وطالب الشوا بضرورة تكاتف الجهود من اجل تعزيز صمود المزارع على أرضه خصوصا المناطق الحدودية مؤكدا أن هذه الجولة تحمل رسالة واضحة للعالم أن المزارع متمسك بأرضه رغم كل العراقيل والاعتداءات التي تواجهه وعلى الرغم من التقصير تجاه تلبية احتياجاته.
وطالب الشوا الحكومة الفلسطينية أن تتحمل مسؤوليتها تجاه المزارعين والعمل الجدي من اجل تعويضهم ودعمهم وبما في ذلك إعادة تأهيل الأراضي الزراعية، مطالبا بدعم بلديات المناطق الحدودية من أجل استمرار خدماتها المقدمة للمواطنين وعلى وجه الخصوص المزارعين وذلك لتأمين استمرار الانتاج الزراعي وانتاج الدواجن.
وبدوره أكد رئيس البلدية سالم أبو عيادة أن منطقة جحر الديك تتعرض للاجتياحات والتوغلات الاسرائيلية بشكل مستمر اضافة الى تعرضها للدمار خلال العدوان الاسرائيلي الماضي منوها انه تم تدمير 580 بيت هدم كلى و تجريف مساحات واسعة الأراضي الزراعية وتدمير آبار المياه ومزارع الدواجن وهذا اثر بشكل كبير على واقع حياة المزارعين في منطقة جحر الديك.
وأوضح عيادة أن هذه المنطقة مهمشة ومهملة من قبل الجهات المعنية والمسؤولين بعد ان تم تدميرها لا يوجد دعم لمساندة المزارعين ولا حتى اصحاب البيوت المدمرة والحياة فيها بائسة، مشيرا الي ان هذه المنطقة تعتبر جنة المزارع لكنها الان لم تعد كذلك تم تدمير الاراضي والمزارع والبيوت اصبحت الحياة فيها عدم بفعل ما قام به الاحتلال من تجريف لها اعدم الحياة فيها.
وطالب عيادة المؤسسات الدولية والأهلية بدعم المزارع ومساندته في ازمته التي يواجها لوحده دون دعم لكي يعيد الحياة للأراضي الزراعية وتأمين الحماية للمزارعين.
ودعا عيادة المؤسسات الحقوقية الى ضرورة تسليط الضوء على معاناة المزارعين في المناطق الحدودية وفضح جرائم وممارسات الاحتلال المستمرة ضد المزارعين واستهداف انتاجهم او اثناء ممارسة ادائهم داخل اراضيهم او حتي مزارعهم.
وبدوره أكد احد متضرري العدوان نبيل شمالي ان منطقة جحر الديك عانت الامرين من ممارسات الاحتلال الاسرائيلي فهي المنطقة الاكثر تدميرا واستهدافا متكرر في الحرب الاخير والحربين الاولى والثانية لأنها بالقرب من المناطق الحدودية، وهذا أدى عدم تمكن المزارعين حينها من الوصول إلى مزارعهم لأنها عرضة لإطلاق النار المباشر.
واشار شمالي ان مزارع الدواجن التي يمتلكونها تتعرض للاجتياحات المتكررة منذ عام 2000 حتى يومنا هذا ولكن لا احد يدعمه او يسانده في اعادة اعمار مزارعهم، حيث أن آثار الدمار واضحة لم يتم ازالتها بعد، قائلا أن انتاج المزرعة من الدواجن تقلص بعد استهداف المزارع في الحرب الاخيرة حيث وصل انتاج المزرعة من الدواجن من 60 ألف طير من الدجاج قبل العدوان الأخير أصبحت لا تتجاوز ال 30 ألف طير منها.
وأوضح شمالي أن مزارعهم يعمل بها أكثر من 50 عامل على نفتهم الخاصة دون ادني مقومات للعمل او دعم مادي لتعويض الاضرار التي لحقت بمزارع الدواجن وتحتوي المزرعة على عدد لا يقل عن 250.000 طير من الدجاج البياض.
وطالب شمالي المؤسسات الداعمة سواء الاهلية او الدولية بدعم المزارعين وازالة الدمار سواء من البيوت او المزارع او حتى الآبار وتوفير اقفاص للدواجن عوضا عن تلك التي استهدفت وبداخلها الدواجن حيث ان جرافات الاحتلال قامت بآلياتها الوحشية بتجريف مزارعهم.
وبدوره أكد المزارع فرحان أبو عيس أن الاحتلال استهدف أرضه و بئر المياه الموجود وسطها مشيرا الي ان الجهات المعنية لا تهتم للمزارعين المتواجدين في المناطق الحدودية حتي انهم لم يحصلوا على تعويضات للخسائر التي لحقت بأراضيهم.
واشار الي ان المزارعين في المناطق الحدودية يعانوا الامرين ، سواء من تجريف الاراضي او حتي عدم الوصول الي تلك المناطق خوفا من الاستهداف.
وبدوره أكد المهندس محمد المقيد مدير البرنامج المتكامل لتطوير وادي غزة في مؤسسة التعاون أن منطقة جحر الديك من أكثر المناطق مهمشة بما فيها المزارعين حيث أن الاحتلال الاسرائيلي لا زال يمنع مواد الاعمار بعد عدوان عام 2008 وتم الحصول على منحة قيمتها 28 مليون دولار لتطوير منطقة وادي غزة من الناحية البيئية ولم تصل أموال المنحة كما ولم نتمكن من الاستفادة منها وذلك بسبب الحصار.
واشار المقيد أن بعد حرب الأخيرة قامت الجمعية بتحديد الموازنة اللازمة لإعادة إعمار وتأهيل ما تم تدميره من القطاع الزراعي والدواجن وتم تقديم الموازنة المتوقعة إلى الصندوق الكويتي والبنك الاسلامي للتنمية، وبعد حرب 2008 تم تقديم مقترحات بإنشاء 4 آبار زراعية ضمن مشروع قرية وادي غزة ولم يتم انجاز تلك المقترحات حتى يومنا هذا.
ونوه المقيد أن معاناة المزارعين ازدادت بعد الدمار الذي تعرض له القطاع الزراعي في المناطق الحدودية بعد الحرب الاخيرة نتيجة لتدمير المناطق الزراعية واستهدافها وتجريفها وكانت لدي الجمعية خطة منذ عام 2012 بإصلاح وتأهيل 700 ألف دونم زراعي حسب الميزانية التي تم تحديدها حينها لذلك الغرض إلا أن تلك الخطة لم تنفذ لغاية الآن. أما فيما تم انجازه.
وأشار المقيد أنه تم اطلاق مشروع تمكين اقتصادي ل 111 أسرة من المزارعين حيث تم تقديم 11 راس من الماعز لأسر المزارعين الذين تدمرت مزارعهم بشكل كلي في الحرب الأخيرة تم اعادة بناء 94 بيتا بشكل جزئي من بيوت المزارعين كما سيتم اعادة بناء 100 من 120 منزل مدمر كليا. سيتم عمل خطة عمل ثابته لإنجاز إعادة بناء المنازل المدمرة كليا وجزئيا إلى جانب إصلاح الاراضي الزراعية وتعويض المزارعين ,سيقوم مختصون بزيارة المناطق الزراعية المدمرة ومتابعة اعادة بناء وتأهيل ما تم تدميره. كما سيتم اعادة بناء الآبار.
وطالب المقيد بتكاتف جهود المؤسسات المحلية والدولية الرسمية والغير الرسمية لأجل مساندة ودعم المزارعين في المناطق الحدودية بما يضمن استمرار الانتاج الزراعي وقطاع الدواجن وكذلك بما يضمن حياة كريمة امنة لحياة المزارعين وأسرهم وتمكينهم الاستمرار في العمل والإنتاج.
وطالب المزارعون المؤسسات الدولية والأهلية والجهات الحكومية بدعم ومساندة المزارعين وإعفائهم من الضرائب المفروضة والترخيص والإسراع بإعادة وتأهيل اراضيهم الزراعية.