إسرائيل تخشى عودة ظاهرة "المقاوم الفردي"
القدس / سوا/ وثق تقرير نشره في موقع "معاريف"، أول عملية رداً على جريمة دوما، تمثلت بإطلاق النار على سيارة مستوطن قرب مستوطنة "كوخاف هشاحر"، تبعتها عملية رشق سيارة مستوطنين بالحجارة والزجاجات الحارقة، في حي بيت حنينا في القدس المحتلة، وأسفرت عن إصابة إسرائيليين إثنين.
وبحسب التقرير، فإن "تقديرات قيادة جيش الاحتلال، تؤكد الرغبة لدى الطرف الفلسطيني بالرد على جريمة دوما".
ونقل "معاريف" عن مسؤول أمني إسرائيلي، قوله إن "سلسلة العمليات التي نفذها الفلسطينيون، تمت من قبل أفراد، بدون بنية أو تنظيم محدد"، كما أن هذه العمليات لم تخضع لترتيبات واستعدادات سابقة، وهي ما يطلق عليها جهاز أمن الاحتلال "عمليات فردية أو عمليات ناتجة من المناخ العام"، طبقاً للمصدر ذاته.
وتوقعت قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال (المسؤولة عن فرض الأمن في الضفة الغربية )، مزيداً من التوتر، خصوصاً أن العمليات الفردية "مشكلة، لا توجد لها حلول سحرية، عندما يستقل شخص ما سيارته ويقرر تنفذ عملية ضد الجنود".
هذه العمليات ولّدت لدى جيش الاحتلال مخاوف من عودة ظاهرة المقاوم الفردي غير المرتبط بتنظيم محدد، ما يجعل مهمة جمع معلومات استخباراتية عن خلية منظمة شبه مستحيل، فضلاً عن صعوبة إحباط العمليات ذات القرار الفردي.
خلق هذا الواقع حالة الهلع والخوف لدى الاحتلال من كل سيارة مسرعة، خصوصاً أن القدس المحتلة، شهدت العام الماضي سلسلة عمليات دهس استهدفت محطات وقوف الحافلات العامة، والقطار الخفيف، وقد اضطرت سلطات الاحتلال آنذاك إلى نشر كتل إسمنتية، وإعلان حالة التأهب الأمني.
ورغم التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، فإن الأخيرة لا تخفي مخاوفها من وقوع العمليات ضدها.
ووفق مسؤول أمني إسرائيلي، فإن "هذا الأمر قائم في الحسابات رغم التنسيق الأمني، وأيضاً مصلحة أجهزة الأمن الفلسطينية بعدم وقوع عمليات"، معتبراً أن "حركة حماس تحاول تأجيج الأوضاع والإعلان عن أيام غضب دون نجاح لغاية الآن".
ولا يخفي المسؤول ذاته، "التداعيات النفسية واحتقان مشاعر الغضب لدى الفلسطيني، بعد تشييع جثماني كل من الرضيع علي دوابشة ووالده، وسط احتمالات أن يقرر مثل هذا الفلسطيني، في كل لحظة تنفيذ عملية انتقام".
وبحسب المسؤول فإنه "رغم التغطية الاستخباراتية الكاملة للأرض المحتلة (في الضفة الغربية والقدس المحتلتين) فإنه ليس بمقدور أي شخص أن يضمن عدم وقوع عملية، فنحن أيام توتر وفق كل التقديرات".