ظروف مناخية تُهدد فنجان قهوتك
BBC/سوا/ لن ندرك التهديد الحقيقي الذي يواجهه محصول البن، ونحن نشرب فناجين الصباح على بُعد آلاف الأميال من الأراضي الزراعية التي يُنتج فيها، فالتغيرات المناخية من جفاف أو أمطار غزيرة وفيضانات، إضافة إلى الآفات والأمراض، كلّها عوامل ربما تتسبب بنهاية مشروب القهوة، حسب تقرير علمي لـ بي بي سي.
وينقل التقرير عن مزارعي البن في المكسيك، أنهم اعتادوا على زخّات المطر المعتدلة، ولكنّ تحولّها إلى أمطار غزيرة الآن يتسبب بتساقط الأوراق والثمار، وفي أماكن أخرى من أمريكا اللاتينية إلى آسيا وإفريقيا، يعيق البرد الشديد النموَّ، وتؤدي الحرارة الشديدة إلى جفاف البذور أو انكماشها قبل النضوج، كما في جبال أوغندا.
ويضيف التقرير أن العالم يستهلك ملياري فنجان من القهوة يومياً، كما يعود جزء من المشكلة إلى طبيعة استهلاك البن، فهناك نوعان منه، يُنتجان تجارياً، هما: "روباستا" الذي يميل إلى الطعم المرّ، و"أرابيكا" المفضّل عالمياً والذي يشكّل 70% من القهوة التي نشربها، ويُعدّ أكثر حساسية للعوامل الجوية، بما أنه ينمو على النحو الأفضل في حرارة تتراوح بين 18 – 22 درجة مئوية، ويحتاج أمطاراً خفيفة ومنتظمة، وبحسب الباحثين فإنه يحتاج مناخاً خاصاً لا يتوفر إلا في أماكن قليلة.
الحشرات الزراعية والديدان التي تنمو في الطقس الخاص أيضاً تتربّص بمحصول البن، كما يؤكّد التقرير العلمي الذي نشرته بي بي سي، إضافة إلى آفات أخرى مثل صدأ الأوراق، الذي تسبب عامَ 2013 بانخفاض إنتاج أمريكا الجنوبية من البن بنسبة 20%، وهي عدوى يمكن أن تتكرر كلما استمر الانحباس الحراري.
ربما يؤدي ذلك كلّه إلى سلسلة من النتائج - بحسب الباحثين - تبدأ من انخفاض الأراضي المستخدمة لزراعة بن "أرابيكا" بنسبة 50% عامَ 2050، بالتالي يمكن لأسعار القهوة أن ترتفع بنسبة 25% في العام نفسه، مقارنةً مع انخفاض أسعار محاصيل أخرى مع تطوّر التكنولوجيا المستخدمة في إنتاجها، لتتحوّل القهوة حينها إلى نوع من أنواع الترف. كما يرجّح التقرير تحوّل المزراعين إلى "محاصيل أكثر استقراراً" تعود عليهم بأرباح أكبر.
وأحد الحلول المقترحة، هو التوسّع في زراعة بن "روباستا" الذي يُعدّ أكثر تحملاً للظروف المناخية والجوية المتغيرة نظراً لارتفاع درجات الحرارة. سيطرأ تغيّر بسيط في مذاق القهوة، قبل أن يعتاد الناس على زيادة المرارة فيها.
خيارات أخرى تتمثّل في تركيب عيدان بن "أرابيكا" في جذور بن "روباستا" لإنتاج ما يمكن أن يكون أكثر قدرة على مقاومة الجفاف كما المحافظة على مذاق بن "أرابيكا" الطيب في الوقت نفسه. أو تطوير نوع جديد يجمع الصفات الحسنة لنوعي البن الأكثر شهرة.
أمام كل هذه التحديات، ينقل التقرير عن بعض المزارعين، شعورَهم بالعجز عن فعل أي شيء.