الأمم المتحدة تدحض مزاعم إسرائيل حول عدد شهداء حرب غزة
أكدت الأمم المتحدة أن عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يتجاوز 35 ألفا، ونفت الادعاءات الإسرائيلية حول "تلاعب بالأرقام"، فيما أوضحت أن وزارة الصحة في غزة أصدرت تحديثا لتصنيف الضحايا؛ ووصفت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، هجوم المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة على شاحنات المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة بأنه "أمر مروع".
وردا على سؤال بشأن مزاعم الإعلام الإسرائيلي بأن "الأمم المتحدة خفضت عدد الضحايا في غزة إلى النصف"، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، أن ذلك غير صحيح، وأن الأمم المتحدة كانت تستخدم بيانات وزارة الصحة في غزة منذ البداية؛ وأكد حق أن الأمم المتحدة تعتقد أن الأرقام "موثوقة".
وأضاف أن وزارة الصحة في غزة لم تغير الأرقام، بل غيرت أرقام الفئات كما تم التحديد، مذكرا بأن الأمم المتحدة ليس لديها القدرة على تحديد الأرقام ميدانيا. وذلك بعد أن تساءلت إسرائيل عن "سبب الانخفاض المفاجئ"، على حد مزاعمها، في أعداد القتلى بين النساء والأطفال إلى النصف.
وقال حق إن الأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة والتي تستشهد بها المنظمة الدولية بانتظام في تقاريرها عن الحرب الإسرائيلي المتواصلة منذ سبعة أشهر، تعكس الآن تصنيفا للقتلى البالغ عددهم 24,686 على أنهم "أشخاص تسنى التعرف عليهم تماما".
وأضاف "يوجد ما يزيد على عشرة آلاف جثة أخرى لا يزال يتعين التعرف عليها بالكامل، وبالتالي فإن تصنيف هؤلاء - أي منهم من الأطفال وأي منهم من النساء - سيتم التحقق منه بمجرد اكتمال عملية تحديد الهوية".
وقال حق إن هذه الأرقام تخص الجثث التي تسنى التعرف عليها، وهي 7,797 طفلا و4,959 امرأة و1,924 مسنا و10,006 رجال. وأضاف "تقول وزارة الصحة إن عملية التوثيق لتحديد التفاصيل الخاصة بالقتلى بشكل كامل مستمرة".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية للإعلام الأجنبي، أورين مارمورستين، قد زعم أمس، الإثنين، أن حركة حماس "تتلاعب بالأرقام"، قائلا: "إنها ليست دقيقة ولا تعكس الواقع على الأرض". وأضاف في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "ترديد رسائل حماس الدعائية تلقائيا دون استخدام أي عملية تحقق أثبت مرارا أنه معيب منهجيا ويفتقر للمهنية".
بدوره، شدد حق على أن فرق الأمم المتحدة في غزة لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من أرقام وزارة الصحة في غزة نظرا للحرب المستمرة والعدد الهائل من القتلى. وأضاف "للأسف كانت لدينا تجربة حزينة في التنسيق مع وزارة الصحة بشأن أرقام القتلى كل بضع سنوات نظرا للعدد الكبير من القتلى والجرحى في غزة".
وأكد أنه "في الأوقات الماضية أثبتت أرقامها أنها دقيقة بشكل عام"، فيما قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، إن المنظمة "لديها تعاون طويل الأمد مع وزارة الصحة في غزة ويمكننا أن نشهد أن وزارة الصحة لديها قدرة جيدة في جمع وتحليل البيانات وأن تقاريرها السابقة تعتبر ذات مصداقية".
وأضافت "الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك".
وفيما يخص المعلومات الواردة من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أفاد حق أن الاشتباكات العنيفة والهجمات البرية بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي مستمرة شرق مدينة رفح ومدينة غزة ومخيم جباليا.
وأوضح أن الأمم المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء الفشل في حماية المدنيين وعمليات المساعدات الإنسانية، وشدد على ضرورة حماية المدنيين ومنح الراغبين بالمغادرة بدائل آمنة ووقتا كافيا.
هجوم المستوطنين على المساعدات الإنسانية أمر مروع
وعلى صعيد آخر، أدان حق اعتداءات المستوطنين والإسرائيليين المتطرفين على شاحنات المساعدات التي كانت متجهة إلى غزة، أمس الإثنين، وإلقاء طرود المواد الغذائية على الطريق وإضرام النار في إحدى الشاحنات، في أحدث حلقة من سلسلة الاعتداءات التي تأتي في وقت تعهدت فيه إسرائيل بالسماح بدخول الإمدادات الإنسانية إلى القطاع.
وأفاد حق أنهم في الأمم المتحدة يعارضون هذه الأعمال بشدة، في إشارة إلى أنه لا ينبغي مهاجمة قوافل المساعدات الإنسانية. وقال بهذا الصدد: "هذا سلوك مروع"، مبينا أنه وفقا للأمم المتحدة فإن المستوطنات غير قانونية وإن المنظمة الأممية تعارضها.
ومساء الإثنين، هاجم مستوطنون 9 شاحنات مساعدات كانت في طريقها إلى غزة، ونهبوها وأعطبوها وأضرموا النيران في واحدة على الأقل منها ة عند معبر ترقوميا قرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية؛ فيما ادعت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت 4 متظاهرين أعاقوا مرور شاحنات المساعدات.
وردا على الحادث، قال نائب متحدث وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل: "يجب عدم إعاقة نقل المساعدات إلى غزة. نتوقع من الحكومة الإسرائيلية اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان نقل المساعدات".
كما علق مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض/ جيك سوليفان، على الاعتداء قائلا إن الإدارة الأميركية تدرس "الأدوات المتوفرة لديها" للرد على منع المستوطنين شاحنات المساعدات من الأردن من المرور إلى غزة.
وأضاف "إنه لأمر صادم أن يكون هناك أشخاص يهاجمون وينهبون الشاحنات القادمة من الأردن إلى غزة. ونحن نتحدث مع الإسرائيليين على أعلى المستويات حول هذه القضية (..) هذا سلوك غير مقبول على الإطلاق"، بحسب المصدر ذاته.