صحيفة: إسرائيل تُبلغ مصر للمرة الأولى اعتزامها تنفيذ عمليات نوعية في رفح
قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، اليوم الجمعة، إن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا للمرة الأولى نظراءهم المصريين، اعتزام الاحتلال تنفيذ عمليات «نوعية» في رفح على الجانب الفلسطيني، قبل تنفيذ الاجتياح البري الذي جرى تأكيد العمل على التخطيط لتنفيذه.
وأضافت الصحيفة، أن هذا الأمر يأتي في الوقت الذي لا تزال تحذّر فيه مصر من «تداعيات اقتحام رفح من دون التعامل مع المعاناة الإنسانية التي يعيشها نحو 1.5 مليون شخص على الشريط الحدودي».
وبحسب ما ذكرت مصادر مصرية لـ "الأخبار"، فإن "تنفيذ هكذا عمليات سيجري بأعداد محدودة من القوات بهدف تحرير الأسرى"، وهو ما يشكّك المصريون في القدرة على تنفيذه وفقاً للمعطيات الميدانية الحالية، في ظل الكثافة السكانية في المنطقة.
أيضاً، تضمّن الإبلاغ الإسرائيلي للجانب المصري «وجود تحركات بأسلحة ثقيلة على الحدود في إطار التعزيزات التي سيتم الدفع بها، لكن من دون توغل على محور فيلادلفيا».
وفور تقديم البلاغات الإسرائيلية، أجرى مسؤولون مصريون اتصالات مع نظرائهم الأميركيين الذين أكدوا «التزام واشنطن بمنع حدوث أي اقتحام لرفح من دون إيجاد آلية لحماية السكان المدنيين»، الأمر الذي استبطن فيه المسؤولون المصريون «موافقة أميركية على الخطوة الإسرائيلية، التي قد تشمل مشاركة جوية بإنزال قوات، لإجلاء أسرى يُعتقد أنهم موجودون وسط المدنيين في رفح». وفق الصحيفة
وفي المقابل، تعتقد القاهرة أن تسريب هذه الأنباء بمثابة «محاولة للضغط على المقاومة لتقديم تنازلات في المفاوضات» غير المباشرة مع الاحتلال، التي ترعاها مصر وقطر والولايات المتحدة، علماً أن موعد استئنافها «لا يزال غامضاً، رغم تواصل الاتصالات على مستويات ثنائية».
وفي هذا الوقت، تترقّب مصر ما يجري على الشريط الحدودي، بحسب ما أفاد به مسؤول عسكري مصري، «الأخبار»، مشيراً إلى «وجود حالة استنفار قصوى منذ بداية رمضان على مدار الساعة، بعدما دفعت قيادة الجيش بتعزيزات نوعية ومزيد من وسائل الرصد الحديثة، لقوات حرس الحدود المصرية، وسط مخاوف من تصاعد الأوضاع أو تحركات عسكرية مفاجئة للاحتلال».
وعلى خط مواز، تكثّف مصر من «تجهيزات لوجستية لإدخال المساعدات إلى القطاع بأسرع وقت وبشكل مستدام»، حسب ادّعاء المصادر التي أشارت إلى «استعداد مصري لتحمل مسؤولية إدخال المساعدات الكافية للقطاع بالكامل، في حال استلزمت الحاجة».
وبحسب الخطة التي بدأ تنفيذها بالفعل، فإن «ثلاثة مواقع يجري تجهيزها في الوقت الراهن لاستقبال المساعدات وتخزينها»: الأول «بالقرب من معبر رفح مباشرة، وهو نقطة ارتكاز كبرى بمحاذاة الطريق، وسيكون مقراً لاستقبال البضائع والسلع الآنية المطلوب إدخالها سريعاً، إلى جانب سيارات المحروقات الكبرى».
أما النقطة الثانية، فهي «بالقرب من مدينة بئر العبد، ومرتبطة بتخزين التجهيزات اللوجستية للخيام ومستلزمات الإعاشة والمستلزمات الطبية، على أن تستقبل المساعدات التي تزيد عن إمكانات التخزين في المنطقة الأولى قرب المعبر».
فيما المنطقة الثالثة «سيتم تجهيزها في مطار العريش، لتخزين الأدوية والمساعدات التي تصل من الخارج لنقلها بشكل مباشر بشاحنات إلى المعبر، وعدم إفراغها على سيارات نقل وتخزينها، بحيث تخرج الشاحنات من المطار إلى المعبر مباشرة».
وفي السياق، وبعدما أجرى مسؤولون عسكريون مصريون اجتماعات مع نظرائهم في قبرص، خلال الأيام الماضية، لـ«متابعة مسألة تدفّق المساعدات بحراً»، أكد المسؤولون الإسرائيليون «استمرار تدفق المساعدات عبر معبرَي كرم أبو سالم ورفح بشكل اعتيادي وفق ما يجري العمل به في الوقت الحالي».
أما في شأن المساعدات الإغاثية التي تُرسل جواً، وفي ظل محدودية الكميات المرسلة وعدم قدرة القاهرة على الاستمرار بتوفيرها على نفقتها، فطلبت مصر من الإمارات والسعودية «إرسال المزيد من المساعدات التي وصلت إلى شمال سيناء عشرات الشاحنات منها بالفعل»، وسط «تحسين عملية تنظيم العاملين في تفريغ وتعبئة الحاويات وإشراف مباشر من الجيش».