ماهي دوافع الحراك الخارجي لحماس في المرحلة الحالية؟
غزة / خاص سوا / يبدو أن العلاقات الخارجية لحركة حماس بدأت تأخذ منحاً جديداً في ظل الأزمة السياسية التي عاشتها خلال الفترة الماضية، فعودة علاقاتها مع المملكة السعودية ومع الدب الروسي ترسم سياسة انفتاح خارجية جديدة لكسر الحصار السياسي المفروض عليها ولتخرج غزة وتنظيمها من الضائقة المالية التي تهدد قاعدتها الجماهيرية.
حماس ترى أن سياستها الجديدة المتمثلة بالانفتاح على أكثر من طرف ومحور في المنطقة يعطيها طوق النجاة وأفق جديد كي لا تحسب على طرف دون آخر، من خلال النظر لها على أنها حركة كبيرة وعنصر فاعل في القضية الفلسطينية وأنه لا حل للقضية الفلسطينية دون العودة لها، وهو ما أكده القيادي في الحركة باسم نعيم لوكالة (سوا) الاخبارية.
ويرى محللون أن التحرك السياسي لحماس على المستوى الاقليمي والدولي هو جزء من استحقاقات المفاوضات بين الحركة واسرائيل والتي تعتبر غزة كيان يحتاج لأن يكون له علاقاته الخارجية، وينبع من رغبة حماس بالخروج من أزمتها.
وقال نعيم إن تحركات حماس لا يمكن وضعها إلا في إطار استعادتها لعلاقاتها مع العديد من الأطراف بعد فتور استمر لسنوات ، مشدداً على أن علاقات حركته لم تنقطع خلال الفترة الماضي مع الكثير من الأطراف.
وأوضح نعيم لـ(سوا) أن علاقات حماس كانت مع موسكو موجودة عبر مستويات أقل من وزير الخارجية سيرغي لافروف وأن الدافع وراء تقوية العلاقة هي رغبة الطرفين في ذلك.
بينما يرجح الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله أن تكون أسباب داخلية دفعت حماس للتوجه للمفاوضات مع اسرائيل وعليه تكون التحركات الخارجية والسياسية الخارجية الجديدة استحقاقاً يمهد لأن تكون غزة كيان منفصل.
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر أن حماس ترغب بعلاقتها مع السعودية وموسكو لكسر الحصار السياسي المفروض عليها بما يمكنها من تخفيف أزماتها الداخلية، بينما تريد روسيا أن تلعب دور في قضية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ضمن سياستها في المنطقة.
فيما يشير القيادي بحماس باسم نعيم إلى أن سبب قبول روسيا تقوية علاقتها مع حماس ادراكها لمكانة الحركة ودورها في المنطقة بعد شعورها بتأثر مصالحها، مضيفاً :" روسيا معنية بأن تتواجد داخل المنطقة بقوة لتدافع عن مصالحها وبالتالي لتحقيق هذه الأهداف هي تتواصل مع القوى الفاعلة في المنطقة وأهمها حركة حماس".
وكشف نعيم أن سياسة حماس الخارجية في ظل الضائقة السياسية والمالية التي عاشتها تنبني على تقديم نفسها كلاعب أساسي في القضية الفلسطينية يحمل اعتبارات وأخلاقيات سياسية خاصة تضمن أن لا تصبح جزءً من الصراع الاقليمي.
وتابع نعيم أن السعودية لن تدعم حماس مالياً لكنها ربما تسمح لبعض الجهات الخيرة ورجال الأعمال والجمعيات الخيرية بدعمها.
وبالعودة إلى المحلل عطا الله فإنه يرى أن حماس وضعت خطوات مرنة في سياستها الخارجية كجزء من الاستعداد المستقبلي فيما لو تم الاتفاق مع اسرائيل والتي يشاع أنها باتت قريبة بما يسمح للحركة بأن يكون لها سفراء وعلاقات كتلك التي بين الدول الرسمية.
وأجمع المحللون على أن الحديث عن انفراجه قريبة لحركة حماس ربما يحتاج لمزيد من الوقت، لأن السعودية لن تحول أموال ودعم مباشرة لحركة حماس.
من جهته يعلق الكاتب الاسرائيلي شلومي الدار في مقال نشره مؤخراً على موقع المونيتور على شكل الدعم السعودي لحركة حماس بالقول :" لن تخصَّص الأموال السعوديّة التي سيتمّ تحويلها إلى الحركة لأهداف التسلّح، فكما جرت العادة، لطالما جرى تقديم الدعم السعودي بشكل مساعدة إنسانيّة إلى الدول العربيّة التي تعيش محنة معيّنة؛ والأمر عينه ينطبق على سكّان غزّة.
من المرجّح أنّه في الترتيبات بين إسرائيل والسعودية فيما يتعلق بالأزمة النوويّة مع إيران، نصّت إحدى القواعد الصّارمة التي عرضها الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على مشعل، على أن يجري استعمال أموال المملكة بشكل حصري لإعادة تأهيل غزّة والتخفيف من محنة سكّانها، وفق ما قاله الكاتب الاسرائيلي