شهادات مصابي مذبحة الطحين في غزة تكذب رواية الجيش الإسرائيلي
أدلى عدد من مصابي مذبحة الطحين مساء اليوم الخميس 29 فبراير 2024 ، بشهادات للصحفيين ، كذبت رواية الجيش الإسرائيلي بعد استهداف تجمعا للمواطنين اثناء انتظارهم مساعدات قادمة من الجنوب قرب دوار ال نابلس ي جنوب غرب غزة .
وصباح الخميس أطلقت القوات الإسرائيلية النار تجاه تجمع للفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات في منطقة "دوار النابلسي" جنوب مدينة غزة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ما أدى لاستشهاد 112 شهيدا وإصابة 760.
وزعم الجيش الإسرائيلي في منشور عبر منصة "إكس"، أن "حشودا فلسطينية قاموا باعتراض الشاحنات ونهبها مما تسبب في مقتل العشرات نتيجة الازدحام الشديد والدهس"، وهو ما كذّبه شهود عيان.
صهيب شعبان، أحد مصابي مذبحة الطحين، قال: "أول مرة أذهب إلى منطقة النابلسي للحصول على قوت أمي وأختي الوحيدة التي تعاني من مشاكل في المعدة".
ويضيف شعبان: "ذهبت لانتظار سيارات المساعدات واستلام الدقيق، ركبت على الشاحنة وحصلت على كيس يزن 25 كيلوغرامًا، وبعد نزولي أطلق الجيش النار عليّ، ما أدى لإصابتي".
من جانبه، يقول الطفل المصاب عبد الكريم لبد الناجي من مذبحة الطحين: "ذهبت لدوار النابلسي لأحصل على الطحين بسبب الجوع الذي أصابنا".
ويضيف لبد: "الدبابات الإسرائيلية تقدمت قبل الشاحنات، وأطلقوا النار علينا، فهربنا إلى تلة رملية والرصاص يمر من جانبنا".
ويتابع: "هربنا، أنا و زوج شقيقتي، لكن إطلاق النار أصابنا بشكل مباشر في اليد والظهر".
ولفت لبد، إلى أن "شمال قطاع غزة يعيش بدون طعام ولا يوجد مساعدات".
بدوره، قال الطبيب مصطفى نعيم، رئيس قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى "كمال عدوان": "اليوم (الخميس) استيقظنا على مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال منذ بداية العدوان ليثبت للعالم استمراره في سلسلة التجويع والقتل البطيء".
وأضاف نعيم: "معظم الشهداء والإصابات ممن ذهبوا لاستلام الدقيق ليسدوا رمق الجوع في شمال قطاع غزة".
ولفت إلى أنه "منذ شهر يصلنا حالات سوء تغذية للمواطنين في شمال قطاع غزة جراء نفاد الطعام في ظل الحصار الإسرائيلي".
وناشد الطبيب الفلسطيني "العالم العربي والإسلامي، لوقف سلسلة القتل والاستبداد لأبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة: "الاحتلال كان لديه نوايا مبيتة لارتكاب جريمة ومجزرة جديدة راح ضحيتها 112 شهيداً" على الأقل.
وأضاف القدرة، أن "العدد مرشح للزيادة، وأن معظم الإصابات حرجة في الأجزاء العلوية من الجسم جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص على المواطنين".
بدوره، فند مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، رواية الجيش الإسرائيلي التي قال فيها إن "القتلى نتيجة الازدحام والدهس".
وقال الثوابتة، "الاحتلال الإسرائيلي يمارس التضليل وينشر الأخبار الزائفة ويكذب على الرأي العام، ويحاول التملص من جريمته النكراء والمجزرة المروعة التي ارتكبها بشكل مقصود ومع سبق الإصرار والترصد".
وأضاف أن مواطنين "استشهدوا نتيجة إصابتهم المباشرة بالرصاص الذي أطلقه جيش الاحتلال والقذائف عليهم بشكل مباشر، وكذلك الجرحى، وإصاباتهم تؤكد أنهم أصيبوا بالرصاص المباشر".
وأوضح الثوابتة، أن "الأكاذيب التي ينشرها الاحتلال تعزز من سقوطه المدوي، وتكشف عن فضيحته وانهياره أمام صمود وإرادة شعبنا الفلسطيني".
وأكد أن "الاحتلال ارتكب هذه المجزرة المُروّعة على شارع الرشيد، وقتل خلالها أكثر من 112 شهيداً، وأصاب المئات من الجرحى الذين كانوا يبحثون عن لقمة العيش وعن كيس طحين، حيث أنهم يتعرضون إلى حرب تجويع منذ 146 يوماً".
ولفت الثوابتة، إلى أن "الاحتلال لديه النية المبيتة لارتكاب هذه المجزرة المروعة، وقام بعملية إعدام هؤلاء الشهداء بشكل مقصود ومع سبق الإصرار والترصّد في إطار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لأهالي قطاع غزة".
وأوضح أن "جيش الاحتلال كان يعلم أن هؤلاء الضحايا وصلوا إلى هذه المنطقة للحصول على الغذاء وعلى المساعدات، إلا أنه قتلهم بدم بارد".