كاتب اسرائيلي: الانسحاب الاسرائيلي غير ممكن وحل الدولتين ميّت

القدس / سوا / كتب محلل شؤون الشرق الأوسط، آفي يسخاروف، مقالًا في موقع "والاه" الإسرائيلي، تناول فيه ما أسماه "الطريق المسدود الذي وصلت اليه عملية السلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية"، فقال: "سافرت إلى دوما، القرية التي قُتل فيها الطفل الرضيع إبن الـ18 شهرًا علي دوابشة، فيما يبدو كعمل إرهابي إرتكبه يهود. وعند مفترق شيلو رأيت مزيجًا من البيوت الحجرية مع كروم العنب في مشهد يعطيك انطباعاً بأنك في دولة أجنبية، قبل أن تعود وتتذكّر بأنك في الضفة الغربية، وأنه لا يمر أسبوع تقريبًا من دون وصول تقارير عن مواجهات عنيفة بين سكان "إش كودش" وجيرانهم الفلسطينيين في قصرة".

واضاف: "الحساب بسيط جدًا، حوالي 400,000 مستوطن يعيش في الضفة الغربية (من دون الأخذ بعين الاعتبار الأحياء اليهودية في القدس الشرقية التي تقع وراء الخط الأخضر)، والأرقام في ازدياد. حتى لو نجح رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في التوصل إلى إتفاق سلام غدًا، سيكون على إسرائيل تحويل حوالي 95% من أراضي الضفة الغربية إلى السيادة الفلسطينية. هذا يعني أن الكتل الاستيطانية ستظل تحت السيادة الإسرائيلية ـ أي ثلثي السكان اليهود. وبكلمات أخرى، سيكون على إسرائيل إجلاء 130,000 يهودي من الضفة الغربية من أجل اتفاق السلام مع الفلسطينيين".

وتابع الكاتب الصهيوني "أن الجيش الإسرائيلي نجح في إجلاء المستوطنين من غزة في غضون أيام قليلة. ولكن في وقتها كان هناك أقل من 10,000 مستوطن، وبدا الجيش مختلفا أيضا". والسؤال هنا يدور بحسب الكاتب: هل هناك حقًا من يعتقد بجدية بأن الجيش بشكله الحالي، جيش مرّ بتغييرات اجتماعية هامة على مدى العقدين الماضيين، جيش أفضل ضباطه هم أعضاء في الحركة الصهيونية الدينية ويعيشون في المستوطنات، أن بإمكانه تنفيذ مهمة من هذا القبيل؟ تبدو الفكرة غير واقعية إن لم تكن سخيفة".

واشار الى انه "لذلك قد يكون الوقت قد حان لنقولها بصوت عال، لليمين الإسرائيلي: لقد انتصرتم. لن تكون هناك دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وربما قد حان الوقت لنقول أيضا لأعضاء اليسار: لقد خسرتم. عليكم إيجاد أجندة جديدة".

وختم يسخاروف قائلاً "هنا يجب أن نضيف أيضا ملاحظة نحذر فيها أعضاء معسكر اليمين، انتصاركم هو انتصار باهظ الثمن. إنه مؤقت، وسيستمر لسنوات قليلة فقط. بالنسبة إلى المتطرفين، هو يمثل إنجازًا هائلًا. فالسياسة الإسرائيلية التي يفتخر بها اليمين بصورة كبيرة، وهي عدم حل الصراع، بل إدارته، هي إستراتيجية تؤمن حماس بأنها ستقودها إلى النصر. من دون فصل، ومع تغيير ديمغرافي سريع، سيصبح العرب أغلبية بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد