قائد فرقة غزة بالجيش الإسرائيلي: حماس حققت إنجازات كثيرة بالمواجهة الأخيرة

القدس / سوا / أقر قائد فرقة غزة الأسبق في جيش الاحتلال الإسرائيلي "ميكي ادلشتاين" اليوم الجمعة، بإنجاز المقاومة في نقل المعركة إلى داخل اسرائيل خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع صيف عام 2014، معتبرا ذلك "الاختبار الأخطر الذي لم نواجهه منذ حرب أكتوبر عام 1973".

 


وقال ادلشتاين في حوار صحفي مطول في الذكرى السنوية الأولى للعدوان على غزة "تكمن الخطورة في قتال العدو لنا داخل بيوتنا وهذا لم يحصل منذ العام 73 وللتأقلم مع هذا علينا تغيير نظرية الدفاع".

 


وأضاف "اقتنعت بهذا الأمر خلال المعركة الأخيرة، وقلت للجميع إن عليهم أن يفهموا أن هذه الحرب لا تدور فقط على أرض العدو ولكنها امتدت إلى أرضنا أيضاً، ونحن بحاجة لكسب هذه المعركة على طرفيها".

 


وشغل ادلشتاين منصب قيادة فرقة غزة في جيش الاحتلال أثناء عدوانه الأخير على غزة في الفترة من 7 يوليو حتى 26 أغسطس عام 2014، ويخدم حالياً كقائد لقاعدة التدريب الأكبر في الجيش بمعسكر "تساليم" في النقب.

 

 


إنجازات حماس

وأقر ادلشتاين في حديثه بفشل الجيش في حماية ما يسمى مستوطنات غلاف غزة من عمليات كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" خلف الخطوط خلال العدوان الأخير، مشيرا إلى أنه كان يعرف سلفاً بوجود مشكلة في الدفاع عنها.


وقال المسئول العسكري الإسرائيلي إن حركة حماس حققت الكثير من طموحاتها خلال العدوان الأخير، ومع ذلك رأى أن القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف "غير راضي عن نتائج المعركة".


واعتبر أن من بين إنجازات حماس مهاجمة مستوطنات غلاف غزة بصورة متواصلة ودفع الكثير من مستوطنيها لإعادة التفكير في جدوى وثمن وجودهم في ذلك المكان، إلى جانب شل عمل مطار (بن غوريون) في اللد.


وقال إن حماس طورت قدراتها بصورة جوهرية "لكنها لم تتمكن من تطبيق خططها كما أرادت"، مضيفا أن الحركة لم تتوقع توغلا بريا للجيش وأن المعركة ستقتصر على ضربات جوية.


ورفض ادلشتاين تصريحات القسام حول امتناعه عن مهاجمة الأهداف المدنية في مستوطنات غلاف غزة واقتصار عملياته على الجنود، مستشهداً بوجود نفق في عمق مستوطنات الغلاف ومدخلها يتواجد على بعد كيلومتر ونصف في العمق وبعيداً عن خطوط الاحتكاك والدفاع التي يضربها الجيش حول المستوطنات.


في الوقت ذاته رفض ادلشتاين "ادعاءات" مستوطني غلاف غزة بشأن عدم علمهم بمدى خطورة الأنفاق التي أقامتها المقاومة في غزة، قائلاً إنه اجتمع بمسئولي مستوطنات الغلاف قبيل الحرب بأشهر وأحاطهم علماً بقدرات حماس بهذا الخصوص وان تهديد الأنفاق أخطر من أي وقت مضى.

 


إخلاء المستوطنات مستقبلا

واعتبر أدلشتاين أن إخلاء مستوطنات غلاف غزة في أي مواجهة قادمة "سيشكل عامل قوة للجيش" باعتبار أن أن إخلائهم بصورة منتظمة وتحت السيطرة سيمنح الجيش مجال أكبر للمناورة واستخدام القوة وسيمنع المس بالسكان المدنيين.


ورداً على سؤال حول إمكانية استخدام حماس لهكذا إخلاء كنوع من هزيمة الجيش، قال ادلشتاين إن العكس هو الصحيح "فالمهم هو نتائج الحرب في اليوم التالي وليس ما يحصل خلال الحرب"، مشيراً الى اخلاء الجيش سابقاً للكثير من السكان خلال الحرب ومنها هضبة الجولان.


وحول امتناع الجيش عن توسيع عمليته في غزة لتشمل اجتياح كامل قطاع غزة وتدمير حكم حماس، ادعى ادلشتيان أن ذلك منوط بالثمن وكذلك بوضع القطاع في اليوم التالي، منوهاً إلى أنه يفضل "شيطاناً يعرفه كحماس على شيطان غير معروف" على حد تعبيره.


وأقر المسئول العسكري الإسرائيلي بأن "تعامل الجيش مع حماس يقترب من الندية وأن هنالك مصالح مشتركة في أمور لكنهما أعداء في الكثير من المسائل وأنه من الخطأ نسيان أن هذه المصالح مؤقتة لأن الحركة في الأساس ترى فينا عدواً يجب شطبه عن الخريطة".


ورداً على سؤال حول إمكانية احترام حماس لأي تفاهمات جديدة قال ادلشتاين "من ناحية القدرة فلديهم الإمكانية لاحترام التفاهمات ولكن الأمر مرتبط برغبتهم بذلك ولا ننسى أنهم مروا بحدث جلل قبل عام وشكلت الحرب لديهم معضلة داخلية" على حد زعمه.

 


حرب أقصر وأعنف

وحول العبء الذي مثله استمرار القتال على مدار 51 يوماً خلال المواجهة الأخيرة، قال ادلشتاين إن هذه النقطة بالذات لم تشكل إنجازاً للجيش، منوهاً إلى استعانة الجيش في سبيل ذلك بالوسائل التكنولوجية التي يتم تجريبها لإبعاد خطر الأنفاق.


وأضاف أن حماس لم تستعد لهكذا معركة طويلة لكن إطالة أمد الحرب لم يكن إنجازاً إسرائيلياً بحد ذاته".


ودافع ادلشتاين عن جيشه أمام ادعاءات عائلات الجنود القتلى في قطاع غزة حول إمكانية حل مسألة الأنفاق من الجو أو استخدام المزيد من القوة لحمايتهم، قائلاً إن الجيش لم يدخر جهداً في ذلك وضمن حدود المعقول، مشيرا إلى صعوبة تدمير الأنفاق عبر الضربات الجوية لوحدها.


وتحدث الضابط الكبير عن ظروف اختفاء الضابط في لواء (جفعاتي) "هدار غولدين" في الأول من أغسطس من العام الماضي في رفح، قائلاً إن ما حصل يعد خطئاً تكتيكياً تمثل في الانتقال السريع من حالة القتال لحالة وقف إطلاق النار وداخل القطاع.


وتعهد أدلشتاين بالوقوف ضد محاولات إدانة الضباط والجنود الذين اشتركوا في معارك القطاع.


وهو وصف الحرب الأخيرة على قطاع غزة بالناجحة جزئياً، منوهاً إلى أن الجمهور يرى فيها أقل نجاحاً ولكنه برر ذلك بعدم قتال الجيش لعدو كلاسيكي واضح حيث بعثر الجيش قواته على طول 32 نفقا في معركة معقدة.


وقال " كان بإمكاننا التوصل لوقف إطلاق نار خلال عدة أيام من الحرب ولكننا فضلنا مواصلة ذلك بهدف الوصول إلى إنجازات تخدمنا لاحقاً".

 


المعركة القادمة

وحول طبيعة المعركة القادمة مع قطاع غزة واستعداد الجيش لها، قال ادلشتاين إن "هذا ما يشغل قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش خلال العام الأخير وبشكل متسارع بما في ذلك مجموعات عمل تحلل تصرفات العدو".


واعتبر أن "هناك مصلحة بمعركة بطبيعة مغايرة بحيث تكون سريعة وأكثر عنفاً مع وجود خيار بتوسيع المعركة لتشمل العملية البرية أيضاً".


ورداً على سؤال حول كيفية استعداد حماس للمعركة القادمة قال إن الحركة تواصل بناء قوتها تحت الأرض وتستعد للمعركة وتقوم بدارسة معمقة وشاملة لما حصل في المواجهة الأخيرة.


وأضاف أن دراسة حماس لما حصل "جديرة بالاهتمام حتى نتمكن من خوض المعركة القادمة ونحن أمامهم بخطوة، وعلى حماس أن تفهم أن الحرب القادمة لن تخلو أيضاً من المواجهة البرية".


ودعا أدلشتاين سكان اسرائيل إلى الاستعداد لخيارات قيام حماس باستئناف المواجهة، مشيراً إلى إمكانية تحقيق الحركة لانتصارات تكتيكية وأن ذلك حدث أيضاً خلال حرب عام 1967 "فلا توجد حرب تنتهي بصفر ولكن الأهم هو تداعيات هكذا حرب على المدى البعيد".


وادعى ادلتشاين أن اسرائيل تقوم بخطوات كبيرة تجاه قطاع غزة على المستوى الإنساني خلال العام الأخير وأن حماس غير معنية بعرقلة هذه الخطوات.


يشار إلى أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة خلف استشهاد 2217 مواطنًا وجرح أكثر من 11 ألف آخرين إلى جانب تدمير واسع لألاف المنازل السكنية والبني التحتية في القطاع.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد