واشنطن تعارض مشروعا بمجلس الأمن يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة
فشل مجلس الأمن، اليوم الثلاثاء 20 فبراير 2024، بتبني مشروع القرار الجزائري الداعي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة ، بعد استخدام الولايات المتحدة حقّ النقض "الفيتو"، فيما ندّد السفير الفلسطيني بالأمم المتحدة بالفيتو "غير المسؤول" لواشنطن.
وبتّ مجلس الأمن الدولي في نصّ أعدّته الجزائر قبل أسابيع يطالب بوقف "فوري" لإطلاق النار في غزة، لكنّ مشروع القرار فشل بسبب فيتو جديد من الولايات المتحدة، هو الثالث لها منذ بداية الحرب.
وحظي مشروع القرار الذي يطالب "بوقف إنساني فوري لإطلاق النار ينبغي أن يحترمه جميع الاطراف" بتأييد 13 عضوا في مجلس الأمن، مقابل اعتراض عضو واحد، وإحجام عضو آخر عن التصويت هو مندوب بريطانيا.
وطالب مشروع القرار بـ"وقف إنساني فوري لإطلاق النار على جميع الأطراف احترامه".
ورفض النصّ "التهجير القسري للمدنيّين الفلسطينيّين". وكما هي حال مشاريع القرارات السابقة التي انتقدتها إسرائيل والولايات المتحدة، لا يدين هذا النص الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
نتنياهو: سنواصل الحرب
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو : "نحن ملتزمون بمواصلة الحرب حتى تحقيق جميع أهدافها"، وذلك خلال مخاطبته عناصر في الجيش الإسرائيليّ، أثناء جولة أجراها اليوم إلى قاعدة "زيكيم".
وحذّرت الولايات المتحدة من أنّ النصّ الجزائري غير مقبول. وأكّد نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة روبرت وود، أمس الإثنين، أنّ بلاده لا تعتبر أنّ هذا النصّ "سيُحسّن الوضع على الأرض، وبالتالي إذا طُرح مشروع القرار هذا على التصويت، فإنّه لن يمرّ".
واعتبر الأميركيّون أنّ هذا النصّ من شأنه أن يُعرّض للخطر المفاوضات الدبلوماسيّة الدقيقة للتوصّل إلى هدنة بما في ذلك إطلاق سراح مزيد من الرهائن.
وفي هذا السياق، وزّعوا مشروع قرار بديلا، أمس، يتحدّث عن "وقف موقّت لإطلاق النار في غزّة في أقرب وقت" على أساس "صيغة" تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن.
ويُعبّر المشروع الأميركي أيضًا عن القلق بشأن رفح، ويحذّر من أنّ "هجومًا برّيًا واسع النطاق يجب ألّا يُشنّ في ظلّ الظروف الحاليّة".
وقال مسؤول أميركي كبير، أمس: "لا نستعجل التصويت على مشروعنا"، مشيرا إلى عدم وجود "مهلة" لذلك.
ويشهد مجلس الأمن منذ سنوات انقساما كبيرا بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتمكّن منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر من تبني قرارين فقط حول هذه القضيّة، طابعهما إنساني أساسا.
وأيدت المجموعة العربية في الأمم المتحدة المشروع الذي تقدمت به الجزائر. وقالت في بيان "لا يمكن لأي عذر أن يبرر عدم تحرك مجلس الأمن، ويجب أن تتقاطع كل الجهود لوقف المجزرة في غزة"، مؤكدة أن "الوقت حان" ليتحرك مجلس الأمن "قبل أن يفوت الأوان".