حماس : لا تفاوض بشأن تبادل الأسرى قبل توقف العدوان
أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان مساء اليوم الاثنين 18 ديسمبر 2023 ، أنه لا تفاوض على صفقة تبادل أسرى حتى يتوقف العدوان بشكل كامل عن الشعب الفلسطيني ، مبينا أنه حركته منفتحة على أي مبادرة من قبل الوسطاء في قطر ومصر.
نص المؤتمر الصحفي للقيادي في حماس أسامة حمدان حول غزة
الرّحمة لشهداء شعبنا الأبرار في قطاع غزَّة، وفي الضفة الغربية المحتلة، وفي مخيمات اللجوء والشتات في لبنان، الذين ارتقوا في هذه المعركة البطولية المتواصلة التي يكتب فصولها بكل تضحية وصبر ورباط وكبرياء أهلنا في قطاع غزَّة، وبكل بسالة وقوّة وإقدام كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام ورجال المقاومة الأبطال.
ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين والمرضى، ونشيد بالصمود والثبات الأسطوري الذي يسطّره أهلنا في قطاع غزَّة، الصابرون المرابطون، رغم المجازر والدماء والجوع والعطش، (ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين)
هؤلاء هم الذين ستتحطم على صخرة صمودهم وكبريائهم كلّ مخططات الاحتلال التي تستهدف أرضنا وثوابتنا ومقدساتنا.
يستمر الاحتلال النازي في حربه العدوانية على شعبنا في قطاع غزَّة، لليوم الثالث والسبعين، فقد صعّد في ارتكاب أبشع الجرائم والمجازر بحق المدنيين العزّل والنازحين والمرضى والجرحى في المستشفيات، بدعم وغطاء وسلاح أمريكي، خلال اليومين الماضيين واليوم، حيث تكشّف حجم المجازر المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال النازي داخل وفي محيط مستشفى كمال عدوان، وجريمة قتله النازحين، ودهسهم وجرفهم وهم أحياء، وارتقاء الشهداء بينهم أطفال ونساء.
كما ارتكب هؤلاء النازيون الجدد، مجزرة أخرى مروّعة في مدينة جباليا بحق مدنيين عزّل، ومجزرة بحقّ عائلتي البرش وعلوان الكرام في جباليا البلد، ارتقى خلال هذه المجازر أكثر من 110 شهداء بينهم 50 طفلاً، وعشرات المفقودين.
واستهدف هذا الاحتلال الفاشي بالقصف الهمجي أيضاً مدخل مستشفى الشفاء ومبنى الجراحة الذي يضمُّ جرحى ومرضى أغلبهم من الأطفال والنساء، حيث ارتقى 26 من النازحين في المشفى.
ولا يزال هذا الاحتلال يقصف ويحاصر المدارس التي تؤوي مئات الآلاف من النازحين في قطاع غزَّة شمالاً وجنوباً.
لقد دمّر هذا الاحتلال خلال 73 يوماً كل المستشفيات في قطاع غزَّة، التي تعدّ شريان الحياة لأكثر من مليوني مواطن فلسطيني، وأخرجها عن الخدمة، ولم يكتفِ بذلك، بل واصل قصفها وحصارها وتدمير بنيتها التحتيّة، واعتقال كوادرها الطبيّة والتحقيق معهم تحت التعذيب والتجويع، حيث لا يزال يعتقل 38 كادراً طبياً بينهم د. محمد أبو سلمية مدير عام مجمع الشفاء الطبي، في إمعانٍ همجي وساديّ، في قتل شعبنا وتشريده وتهجيره.
خلال 73 يوماً من هذا العدوان الغاشم، ارتقى قرابة 19 ألف شهيد، وأكثر من 52 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، ودمّر كلّ مقومات الحياة الإنسانية، من مبانٍ سكنية ومرافق خدمية.
لا يزال هذا الاحتلال النازي يعتقل المئات من أبناء شعبنا في قطاع غزَّة، بينهم نساء، ويمارس بحقّهم أبشع صنوف التعذيب الوحشي، حيث ارتقى عددٌ منهم شهداء، ولا يزال العشرات رهن الاعتقال في معسكرات سديه تيمان قرب بئر السبع، ومعسكر عنتوت قرب القدس .
يريد الاحتلال جعل غزة مكانا غير صالح للعيش، ليسهل عليه مخطط التهجير والنزوح من أرضه، ونقول له ولداعميه: خسئتم!
شعبنا باقٍ في أرضه، لأنَّه ببساطة صاحب الأرض وصاحب الحق، ووهم التهجير مستمد من ثقافة المجتمع اللقيط الذي بنته دولة الاحتلال جالبة الغزاة من كل بلد لتسكنهم في أرض محتلة لا ينتمون لها، وكلّما ساءت ظروف حياتهم يلجؤون إلى الهجرة العكسية والعودة إلى بلدانهم الأصلية كما فعل مئات الآلاف من الصهاينة منذ بدء طوفان الأقصى، وإسقاط التجربة على شعبنا الفلسطيني هو قياس غبي غير مستبعد عن عقلية المحتل، لم يراع أهم فارق بيننا وبينهم.. أننا أهل الأرض منذ آلاف السنين وأنَّهم الطارئون الذاهبون قريباً إلى مزابل التاريخ.
ولم يقتصر هذا العدوان النازي على قطاع غزَّة، فقد تواصل إرهاب جيشه النازي في كل مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، من خلال الاقتحامات والاعتقالات وجرائم القتل وتجريف الأراضي واستهداف حاضنة المقاومة والثائرين من كتائب المقاومة، حيث اعتقل منذ السابع من أكتوبر (4575) مواطناً، وارتقى نحو 300 شهيد.
أمام حجم هذه الجرائم والمجازر وتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزَّة، في ظل حرب التجويع والتعطيش والإبادة الجماعية التي تقع أمام مرأى ومسمع العالم، نؤكّد ما يلي:
- هذه الجرائم والمجازر المروّعة يرتكبها جيش الاحتلال النازي بدعم أمريكي كامل، تجعل الإدارة الأمريكية ورئيسها بادين شريكاً رئيسياً في سفك الدم الفلسطيني وقتل الأطفال والنساء وتدمير كل مقوّمات الحياة الإنسانية في قطاع غزَّة.
- هذا الجيش النازي بقصفه العشوائي الهمجي، لا يستهدف إلاّ المدنيين العزّل، بشكل مُمنهج ومتعمّد، ولا يفرّق بين كبير أو صغير، بين جريح أو مريض، بين مسلم أو مسيحي، إذ إنَّ نحو 75 ٪ من الشهداء والجرحى هم من الأطفال والنساء، كما أنَّ هذا الاحتلال خلال الأيام الماضية، قتل سيّدتين مسيحيتين في دير الراهبات بغزَّة، وقتل دبلوماسياً فرنسياً فلسطينياً بقصف منزله في مدينة غزَّة.
- ندعو الأمم المتحدة، وأمينها العام غوتيريش إلى تحمّل مسؤوليته، والاستمرار في ممارسة كل الضغوط لوقف العدوان وجرائم الحرب النازية التي ترتكب ضد شعبنا، والعمل مع الدول الرّافضة لهذا العدوان للضغط على الإدارة الأمريكية في عدم استخدام الفيتو ضد قرارات مجلس الأمن الدولي.
- على الأمم المتحدة وكل المؤسسات الحقوقية والإنسانية في العالم التحرّك العاجل للضغط على الاحتلال للكشف عن مصير المعتقلين من غزَّة، ووقف جرائم الإعدام الميداني والإخفاء القسري بحقهم، والعمل على الإفراج الفوري عنهم، ونحمّل الاحتلال مسؤولية حياتهم وسلامتهم.
- نجدّد دعوتنا لقادة وزعماء أمتنا العربية والإسلامية إلى كسر الفيتو الصهيو أمريكي والتوجّه إلى قطاع غزَّة، شمالاً وجنوباً، في وفود رسمية وشعبية، تحمل معها كل المواد الإغاثية والطبية والوقود والغاز، وإنقاذ حياة أكثر من مليوني مواطن فلسطيني يموتون قصفاً وجوعاً وبرداً وعطشاً، وهم الآن بلا مأوى ولا علاج ولا دواء.
لقد فشل الاحتلال في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية على أرض غزَّة، ونشره صورة اكتشافه نفقاً طويلاً لكتائب القسّام بعد 72 يوماً، جاء متأخراً، حيث تمّ تنفيذ المهمّة عبر هذا النفق بنجاح، وما نشره لهذه الصورة إلا للتغطية على فشله الذريع في السابع من أكتوبر، وأمام خسائره الفظيعة في جنوده وضبّاطه وعتاده العسكري، التي سترتفع كلّما استمر عدوانه.
وفي هذا السياق، نؤكّد:
- أنَّ المقاومة الفلسطينية وفي مقدّمتها كتائب القسّام، لا تزال تقود المعركة بحكمة واقتدار ومسؤولية، وتواجه الاحتلال من مسافة الصفر، وتثخن في جنوده وضبّاطه، وتصل صواريخها إلى قلب الكيان الصهيوني.
- أنَّ صمود شعبنا الأسطوري وثباته على أرضه، وأنَّ ضربات المقاومة المتواصلة ضد جنود الاحتلال وضبّاطه هي من أفشلت كلّ مخططات الاحتلال في التهجير، وهي من ستفشل وتحبط أهداف عدوانه ضدّ قطاع غزَّة.
استمرار الإدارة الأمريكية في تحميل الحركة مسؤولية خرق التهدئة السابقة، واستئناف الاحتلال حربه العدوانية، يأتي في سياق تبنّي الرواية الصهيونية الكاذبة، التي لم تعد تنطلي على أحد، وهنا نقول بكل وضوح:
- إنَّ وجود الاحتلال، وحربه الشاملة على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، منذ أكثر من سبعة عقود، هو السبب، فمقاومة ونضال شعبنا مستمر ما دام هذا الاحتلال جاثماً على أرضنا.
- نجدّد التأكيد أنه لا تفاوض حول صفقة تبادل الأسرى حتى يتوقف العدوان الصهيوني بشكل كامل، وفي المقابل، نحن منفتحون أمام أيّ مبادرة تهدف إلى وقف العدوان، تصلنا من الإخوة الأشقاء في قطر ومصر، وسنتعامل معها بما يتوافق مع صمود وتضحيات شعبنا ورؤية مقاومتنا.
- لقد فشل الاحتلال فشلاً ذريعاً في تسويق روايته الكاذبة أمام الرّأي العام العالمي، فحتى وفق ما نشره الإعلام الصهيوني نفسه، فإنَّ أغلبية منشورات مواقع التواصل ومقالات وسائل الإعلام الدولية الكبرى ضد الاحتلال الصهيوني، فـ 83% من منشورات الإنترنت المتعلقة بالحرب هي ضدّ الاحتلال و9% فقط لصالحه.
- هذا الفشل سبقه فشل سياسي ودبلوماسي، فهناك 153 دولة صوّتت ضد العدوان الصهيوني في الأمم المتحدة، ما سيزيد من عزلة هذا الكيان الصهيوني، ويعمّق أزمة الإدارة الأمريكية في الدفاع عن هذا الكيان النازي، وتبنّي روايته الكاذبة، والتمسّك بحبل ادّعاءاته السخيفة.
- نشيد بالمظاهرات والمسيرات الجماهيرية التي خرجت في المدن والعواصم العربية والإسلامية والأوروبية والأمريكية، والمعبّرة عن دعم غزَّة وفلسطين، والرّافضة لجرائم الاحتلال، ووقف هذه الحرب، والتنديد بدعم الإدارة الأمريكية لها، وندعو إلى مواصلتها وتصعيدها حتى يتوقف هذا العدوان النازي ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا.
الرّحمة والمجد والخلود لشهدائنا، والشفاء للجرحى والمرضى، والنصر المبين لشعبنا ومقاومتنا،