كاتب اسرائيلي:الاونروا أنهت قضية اللاجئين وتصفيتها بداية طريق الفلسطينيين نحو الاستقلال
غزة / سوا / قال كاتب اسرائيلي ان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ساهمت من خلال نشاطاتها المالية بترسيخ الرواية التي عفا عليها الزمن بشان عودة احفاد اللاجئين الفلسطينيين الذين رسخوا وجودهم في الدول العربية وتجاهلت ملايين اللاجئين الحقيقيين الذين يواجهون خطر الموت.
وأضاف الكاتب الاسرائيلي رؤوبين باركو في مقال نشره على صحيفة اسرائيل هيوم الصادرة اليوم الاربعاء:" الاونروا دعمت عنصرية الدول العربية التي رفضت منح الجنسية للفلسطينيين وزادت من عبودية الفلسطينيين واعتمادهم المادي على الوكالة الفاسدة والمخترقة من قبل التنظيمات الفلسطينية ومنحت حماس قاعدة لإطلاق النار والهجمات (الارهابية) ضد اسرائيل.
المثل العربي يقول (بحكي معك يا جارة وافهمي يا كنة) كهذا يتابع الكاتب الاسرائيلي ويقول :"امام الفصل المرتقب للفلسطينيين عن انبوب الدولارات، فانهم يحذرون الغرب الخائف من ان تقليص ميزانية الاونروا سيشجع التطرف والانضمام الى التنظيمات الارهابية، رغم انه حسب القانون لا تنتقل صفة اللاجئ بالوراثة، الا ان شهادة اللاجئ لا تزال تعتبر وثيقة مربحة يتم الاتجار بها في السوق.
وقال :" لان الاونروا رسخت بين الفلسطينيين وهم العودة، فقد شكلت الوكالة رافعة لرفض تجنيس الفلسطينيين في اماكن وجودهم، وعملت في الواقع كمثير للحرب وككابح للاستقلال الفلسطيني.
وأكد الكاتب الاسرائيلي ان وقف نشاط الأونروا على الساحة الفلسطينية هو بداية طريقهم نحو الاستقلال.
واستطرد باركو بالقول :"كبار المسؤولين في وكالة الأونروا اعلنوا في مطلع الشهر بأنهم سيضطرون الى تقليص الدعم للاجئين الفلسطينيين بسبب العجز الذي يصل الى 101 مليون دولار، الأمر الذي سيؤدي إلى إغلاق 700 مدرسة في مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط.
وجاء ذلك بعد ان اعلنت الاونروا في كانون الثاني أن العجز سيجعلها تتوقف عن المساعدة بترميم المنازل في غزة والتوقف عن دفع إيجار المنازل لأولئك الذين دمرت منازلهم.
وتذمر المدير العام للأونروا في غزة، روبرت تيرنيز، من عدم وصول اي مبلغ من الـ 5.4 مليار دولار التي تعهدت بها الدول المانحة في القاهرة، في أكتوبر الماضي.
وصرحت نائبة الامين العام للاونروا، ساندرا ميتشل، انه لم يتم حتى الان اتخاذ قرار بتأجيل افتتاح السنة الدراسية في غزة والضفة الغربية والاردن وسوريا ولبنان، وان الامين العام للمنظمة سافر الى السعودية والكويت من اجل تسريع عملية التبرع والتحذير من المعاني السياسية والامنية للعجز المالي.
ويستشهد الكاتب الاسرائيلي بتصريحات المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم حينما قال :"ان تأجيل افتتاح السنة الدراسية يعتبر خطا احمر. وحسب اقواله فان المقصود محاولة من قبل المجتمع الدولي لتصفية قضية اللاجئين بادعاءات مالية ومهنية.
وتقول مصادر فلسطينية ان المقصود لعبة سياسية تدل على ان الاونروا تنازلت عن وظيفتها كي تموه وتقضي على مشكلة اللاجئين وحق العودة، كما حذر احمد بحر، رئيس المجلس التشريعي من ان "غزة تقف على حافة الانفجار، وان خطوات الاونروا تشكل ضربة خطيرة ذات معنى سياسي بعيد المدى".
ويرى مدير منظمة "أرض فلسطين" في لندن، سليمان أبو ستة أن الغرض من المشكلة المصطنعة التي تولدت في الأونروا هي القضاء على الوكالة، التي تعتبر الجانب الوحيد المتبقي من قرار الأمم المتحدة رقم 194 بشأن عودة اللاجئين الى فلسطين. وفقا لهذا القرار، فان مخيمات اللاجئين في الشتات هي "المحطة المرحلية" قبل عودتهم إلى أرض فلسطين. ويشكل قرار الأمم المتحدة رقم 194، "الحل الشرعي الموعود، والوحيد، والأسهل والأرخص"، ولأن العرب يرفضون فكرة التوطين - تجنيس اللاجئين على أراضيهم – فان المؤامرة لتصفية الأونروا، والتي بادرت اليها الولايات المتحدة (الممول الرئيسي للأونروا) وإسرائيل (بمساعدة اللوبي اليهودي في الكونغرس)، مصممة لإعاقة تحقيق "العودة".
وقال الكاتب الاسرائيلي ان التقليص في أموال الأونروا يثير القلق لدى الفلسطينيين، الذين ادمنوا على الدولار ولا يريدون حل مشكلة اللاجئين ابدا في الدول العربية أو في الدولة الفلسطينية التي ستنشأ إلى جانب إسرائيل، فبالنسبة لهم، من الأفضل الرضاعة إلى الأبد من ثدي الأونروا والغرق في حلم العودة الى إسرائيل.