لليوم الثالث على التوالي يواصل العدو الصهيوني قصفه المجنون من الجو والبر والبحر على جميع مناطق قطاع غزة مستهدفاً الاحياء المكتظة والعمارات السكنية وقد ادى ذلك الى ازالة أحياء كاملة من الخارطة وتدمير عشرات الابراج السكنية ومئات المنازل في عموم القطاع، الامر الذي ادى الى استشهاد ما يزيد عن ٧٠٠ مواطن وجرح الالاف بينهم مئات الاطفال والنساء والشيوخ، 
ان ما يشهده القطاع من قصف بالألاف اطنان المتفجرات  يمثل حرب ابادة شاملة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، هذا التدمير الشامل   ادى الى خروج  الناس هائمين على وجوههم تاركين منازلهم وتشير اخر احصاءات وكالة الاونروا ان العدد فاق  المئة وخمسين الفاً توجهوا الى مراكز الايواء في المدارس التي لم تعد تتسع لاي  اعداد اضافية، وعشرات الالاف توجهوا الى اقاربهم حاملين ما تيسر من متاع في رحلة التيه المتجددة، الكهرباء والمياه مقطوعة  بفعل قرارات النازيون الصهاينة، الادوية تنضب من المستشفيات بفعل الحصار المستمر  وحركة نزوح مكثفة لمئات الاسر تتم مع كل موجة قصف  لم تتوقف، 
من الواضح ان نزعة الحقد والانتقام والفاشية الكامنة لدى قادة الاحتلال انفجرت في اخطر صورها خاصة بعد الصفعة الكبرى التي تلقاها "الجيش الذي لا يقهر" وفي ظل حرب الابادة المستمرة هذه يبرز اخطر ما في الامر عبر دعوات متكررة من قادة الاحتلال بان يتوجه الناس نحو الجنوب نحو مصر وخاصة نحو سيناء،،،  الامر الذي  يرفضه كل الشعب الفلسطيني ويصر على البقاء في ارضه ولن يقبل  ان تتكرر مأساة ١٩٤٨ التي ما زال يعيش تداعياتها المؤلمة حتى اليوم ،، 
إن مخطط اسرائيل الخبيث يتجاوز الانتقام المزعوم بل يتركز على محاولة تهجير سكان القطاع تحت وطأة التدمير الشامل والمجازر المتواصلة وصولاً للدفع بأكثر من مليون نحو الشقيقة مصر في اطار مسعى الاحتلال الدائم لتصفية القضية الفلسطينية وحلها عبر العودة مجدداً لمؤامرة توسيع قطاع غزة جنوباً،،،  
هذه المؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية يرفضها كل الشعب الفلسطيني وسيتصدى لها مؤكداً قول الشاعر توفيق زياد (انا هنا باقون فلتشربوا البحرا)، كما ترفضها مصر الشقيقة رئيساً وحكومة وشعباً، 
اليوم وتحت وابل القصف المجنون على قطاع غزة نقول اننا نتطلع لدور مصري أكثر فعالية وتأثير نثق كل الثقة به على وقف حرب الابادة الجماعية والتدمير الشامل الذي تنفذه دولة الاحتلال واسقاط مخططها الخبيث لتصفية القضية الفلسطينية والمساس بسيادة مصر في نفس الوقت.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد