لا يمكن قبول تجانس الفعل والموقف والنتيجة بين فعل وقصف قوات المستعمرة لمناطق وأهداف سورية، وفعل وتفجير من قبل قوى معارضة مسلحة لمؤسسات وأهداف سورية.
كلاهما يعمل ضد النظام القائم: المستعمرة التي تحتل أراضي الجولان السورية، والمعارضة المسلحة التي تستهدف المس بقوات النظام وإضعافه، وشل فعاليته وقدراته.
ولذلك كيف يمكن التوفيق بين مصالح المستعمرة وأهدافها، وبين مصالح وسلوك وأهداف المعارضة المسلحة؟؟ لا يمكن أن يكون إلا إذا كان أحدهما: المستعمرة والمعارضة المسلحة، يعمل ضد مصالحة؟؟.
حق السوريين في المواطنة والكرامة والتعددية والديمقراطية والاحتكام إلى صناديق في اختيار نوابهم ومراقبة عمل مؤسساتهم، وفي المعارضة المدنية السلمية وصولاً إلى ما ترى أحزابها ومؤسساتها من تطلعات ديمقراطية مدنية.
اما المعارضة التي تمس بجيش بلدها وتتطاول على مؤسساتها الوطنية، وتدمير وتخريب عناوين الإنتاج لبلدها، لا يمكن أن تكون وطنية ونظيفة وأهدافها مشروعة.
المعارضة التي تعمل ضد بلدها، كما تعمل المستعمرة التي تحتل جزءاً من تراب سوريا، وتفعل عسكرياً كما تعمل قوات المستعمرة في انتقاء المواقع وقصفها وتدميرها، لا يمكن إلا أن تكون إما غبية فاقدة الوعي والمسؤولية وعدم إدراكها للأولويات، وإما معارضة مرتبطة بأطراف خارجية تعمل على تدمير سوريا وإضعافها كما تفعل المستعمرة والمعارضة المسلحة معاً في القصف والتدمير والتخريب، وتتكامل الادوار بينهما وتتفق.
الذي نقبله لبلدنا، نقبله لبلد شقيق، والذي نرفضه لأنه ضد مصلحتنا الوطنية وأمننا الوطني، نرفضه لسوريا الشقيقة ولشعبها، لأنه ضد مصلحته الوطنية وامنه الوطني.
لقد دمروا سوريا وأضعفوها، ولم تتمكن قوى المعارضة المسلحة من إسقاط النظام أو تغييره أو تبديله، ولذلك يمكن القول أن المعارضة المسلحة فشلت عبر خيارها الدموي العسكري القتالي، وما أنجزته أنها ساهمت في تدمير قدرات سوريا، وتشريد الملايين من شعبها، ولذلك عليها أن تعيد النظر بأدوات عملها، بدلاً من أن تكون مسلحة وتدميرية وتخريبية، عليها أن تسلك خيار العمل الكفاحي المدني السلمي بالمظاهرات والاحتجاجات الشعبية، لأن مشاركة الجمهور والمواطنين في سلوكها هذا يدل على مصداقيتها وإنحياز شعبها لها، وغير ذلك تكون مغامرة فاقدة للمصداقية أمام شعبها وأمام العالم، وتكون حصيلتها عدم تدمير مؤسسات بلدها، خلاف ما حصل خلال السنوات العشر الماضية من التدمير والخراب والفشل في إسقاط النظام وتغييره.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية