بقلم/  مصطفى ابراهيم  

الهجوم الذي نفذته المقاومة حركة حماس صباح اليوم مفاجئ جداً، ووضع المنظومة الامنية والسياسية في
مأزق وحرج وشكل صدمة اسرائيلية وعالمية، وسيكون لها تداعيات خطيرة، ويقارن عدد من  المحللين العسكريين والامنيين بحرب اكتوبر المجيدة في ذكراها الخمسين، وفشل او اخفاق بتوقع الهجوم اليوم، كما يقول بعض المحللين الاسرائيليين لشعبة الاستخبارات العسكرية. وفشل شعبة الاستخبارات العسكرية بتوقع هجوم الجيش المصري ولا تزال تداعياته ليومنا هذا.

وستستدعي رد فعل اسرائيلي اجرامي دموي بعد اعلان وزير الامن يؤاف جالانت حالة الحرب وتجنيد الاحتياط.
والانتقادات الاسرائيلية حادة من وسائل الاعلام الاسرائيلية والحديث عن فشل واخفاق المنظومة الامنية بتوقع هجوم المقاومة الفلسطينية بهذه الجراة والاستعداد. خاصة ان الصور والفيديوهات مرعبة وستحدث جرحا اسرائيليا سيغرس في الوعي طويلا.

اي كانت الاهداف التي دفعت حماس للهجوم الاستباقي والتي تحدثت عنه قبل سنوات وعن اقتحام المستوطنات، وهي فعلت ذلك في عدوان ٢٠١٤. لكن هذه المرة الموضوع مختلف، وياتي في ظل اوضاع ملتهبة في الضفة واقليميا ودوليا، وتسارع الحديث عن التطبيع السعودي الاسرائيلي.

 ويحاول المحللين العسكريين وبعض ضباط الجيش السابقين تحليل وفهم خطوة حماس، وهل هي استراتيجية، أو هي مجرد للبدء بمعركة وحدة الساحات، حيث ان حزب الله يبدي استعداده لذلك منذ فترة من الزمن، وان ايران ليست بعيدة عن ما يجري، ويأمل هؤلاء المحللين ان لا يحدث ذلك. واذا ما تاكدت إسرائيل ان هذه العملية قامت بها حماس وحدها فيجب ان يكون الرد قاسي وغير مسبوق.

ومن وجهة نظرهم أن  السبب الرئيسي هو أن إسرائيل تحت قيادة   بنيامين نتنياهو  أنه  غير ذي صلة، ويقود  حكومة من أشخاص متطرفين وعديمي الشخصية والمسؤولية ولا يمتلكون اي كفاءة، وبعضهم حريديم  أصوليبن متطرفين يستمدون مواقفهم من الحاخامات والعهد القديم . 

كما ان الاسرائليين لا يثق بقرارات نتنياهو وحكومته.

وعلى المدى القريب ليس هناك خيار سوى وقف الهجوم  ومنعه بأي شكل من الأشكال ومنع توسيع العملية العسكرية  إلى الجبهة الشمالية، وتثبيت الخطوط. وبعد ذلك مباشرة، وعلى الفور، خلال أيام أو أسابيع، مطلوب استبدال فوري لرئيس الوزراء والحكومة. ويجب ألا يقودوا الرد الإسرائيلي. وهذا الرد يتطلب دراسة وفحصاً منهجياً للبدائل على المستوى الاستراتيجي، وهي أمور لا علاقة لنتنياهو وحكومته بها. فاتخاذ القرارات اها تعرض إسرائيل للخطر .
كما يطالب المحللين بعدم انضمام.

غانتس للحكومة وهو لن  يحل المشكلة. وقد يزيد الأمر سوءاً لأنه سيطيل عمر  حكومة نتنياهو كرئيس للحكومة، وجميع المسؤولين هم ضمن هذا الفشل الذريع. على غانتس أن يطالب باستبدال نتنياهو والحكومة، قدر الإمكان من دونها واجراء الانتخابات، وان تكون سريعة.

الاوضاع خطيرة والتوقعات والسيناريوهات مختلفة في انتظار قرارات الكابينيت، وسيدفع المدنيين ثمن العدوان القادم وجرائم الحرب ضد الفلسطينيين.

المصدر : وكالة سوا

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد