إسرائيل أبلغت واشنطن معارضتها لبيع أسلحة أمريكية لدول الخليج

القدس / سوا / نشرت صحيفة "هآرتس" تصريحات لمسؤول أمني أمريكي كبير، يكشف فيها انه خلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إلى إسرائيل، قبل أسبوع، أعرب وزير الأمن يعلون ومسؤولين اسرائيليين كبار عن معارضتهم لبيع عدة منظومات أسلحة لدول الخليج العربي في أعقاب الاتفاق النووي مع ايران.

واضاف المصدر المطلع على تفاصيل الزيارة، ان "هناك عدة قدرات عسكرية رئيسية لم ترغب اسرائيل بأن تمتلكها دول الخليج، وهو مطلب طرح ايضا، قبل التوصل الى الاتفاق مع ايران. لقد طرحوا ذلك ونحن نصغي اليهم بانفتاح".

وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما قد قام بعد توقيع الاتفاق المرحلي مع ايران في لوزان، في شهر نيسان، بدعوة قادة دول الخليج للقاء قمة في كامب ديفيد، نوقشت خلاله، ايضا، قضية زيادة المساعدات الأمنية الأمريكية. وبعد زيارة الوزير اشتون كارتر الى إسرائيل، سافر الى السعودية. ويوم امس، عقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لقاء مع نظرائه في دول الخليج في العاصمة القطرية الدوحة. وقال وزير الخارجية القطري في نهاية اللقاء ان دول الخليج – السعودية واتحاد الامارات وقطر والبحرين والكويت وعمان – ترحب بالاتفاق النووي مع ايران لكنها معنية بالحصول على ضمانات من الولايات المتحدة بشأن مواجهة التآمر الايراني في المنطقة.

من جانبه قال كيري ان بلاده معنية بزيادة المساعدات لدول الخليج من خلال منظومات الدفاع الصاروخي، وزيادة بيع الاسلحة الامريكية وتدريب الوحدات الخاصة في دول الخليج، خاصة في مجال محاربة الارهاب. وقال المصدر الأمني الأمريكي انه خلال زيارة كارتر الى إسرائيل لم يقترح عليها "صفقة تعويض" امني للاتفاق مع ايران، وانما طرح سلسلة من المجالات التي ترغب الولايات المتحدة بالتعاون الامني فيها مع اسرائيل.

وحسب اقواله فان الحديث عن تمويل اضافي لمنظومات الدفاع الصاروخي الاسرائيلية، كـ"القبة الحديدية" و"العصا السحرية" و"السهم"، وزيادة التعاون لمنع تهريب الاسلحة من ايران الى حزب الله و حماس والجهاد الاسلامي وغيرها. واضاف المصدر الامني ان العقوبات الامريكية على الدعم الايراني للإرهاب ستتواصل ولذلك ستكون هناك قاعدة واسعة للتعاون بين اسرائيل والولايات المتحدة في هذا الموضوع.

ويشار الى ان رئيس الحكومة نتنياهو رفض خلال الاشهر الأخيرة عدة اقتراحات امريكية ل فتح حوار يهدف الى تطوير القدرات العسكرية للجيش الاسرائيلي في اعقاب الاتفاق مع ايران. وبرر نتنياهو موقفه هذا بأن موافقة اسرائيل على اجراء الحوار سيتم تفسيرها على انها توافق على الاتفاق مع ايران. واوضح المصدر الأمريكي ان الولايات المتحدة ستكون مستعدة لإجراء هذا الحوار في وقت لاحق، عندما تكون اسرائيل مستعدة لذلك.

وكان وزير الأمن الاسرائيلي موشيه يعلون قد صرح قبل عدة أسابيع امام المراسلين السياسيين بأن الخلاف بين اسرائيل والولايات المتحدة في الموضوع الايراني ينبع من رؤية إسرائيل لإيران بأنها جزء من المشكلة بينما تعتبرها الولايات المتحدة جزء من الحل في المنطقة. وقد رفض المسؤول الامريكي تصريح يعلون هذا، وقال: "نحن لا نعتبر ايران جزء من الحل في الشرق الاوسط، ولا نتوقع من ايران تغيير سلوكها بشكل متطرف في اعقاب الاتفاق النووي. نحن لا نعتقد انهم تغيروا وان قيادتهم تريد صنع السلام. نحن نأمل انه ربما يحدث مثل هذا الأمر في المستقبل، ولكننا لا نتوهم بشأن الايرانيين".

واوضح المسؤول الامني انه يعتقد بأن الاتفاق النووي يخفف الحاجة او احتمال القيام بعمل عسكري اسرائيلي او امريكي ضد المنشآت النووية الايرانية. وقال: "سيبقى هذا الخيار مطروحا ولكن الصفقة تقلل من الحاجة اليه". واكد ان "اسرائيل في كل الاحوال تملك حق الدفاع عن نفسها". كما قال ان "الولايات المتحدة تعتبر إسرائيل حليفا وتتعامل مع ذلك بجدية كبيرة، ونحن نستخدم هذا المصطلح لماما". وقال: "معنى التحالف هو انه اذا تعرضتم الى الهجوم فإننا سندافع عنكم".

واضاف المسؤول الأمني الامريكي ان التعاون الاستخباري بين إسرائيل وبلاده سيتعزز في اعقاب الاتفاق مع ايران، و"ستواصل استخباراتنا تعقب ايران بدقة الليزر كي تضمن تنفيذ ايران للاتفاق. ولن تحاول استخباراتنا تضخيم الاتفاق وانما ستعمل على تقييمه بشكل مستقيم". الى ذلك قال وزير الطاقة الامريكي ارنست مونيز، خلال لقاء مع المراسلين السياسيين الاسرائيليين، امس، انه لو كان اسرائيليا لكان سيدعم الاتفاق مع ايران.

واكد مونيز الذي كان شريكا في صياغة الاتفاق النووي ان الاتفاق "يزيل عن الطاولة التهديد الوجودي" بصنع قنبلة نووية. وقال "ان الاتفاق النووي لا يغير بتاتا من موقف الولايات المتحدة في مسألة من هي صديقاتها وحليفاتها في المنطقة، وهي إسرائيل ودول الخليج".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد