1316 طالبا وافدا من الأردنيين والفلسطينيين أخفقوا في امتحانات السنة الأولى بكلية الطب بإحدى الجامعات المصرية (التي أحجم عن ذكر اسمها).

معلومة رقمية مدققة بوثائق عن الجامعة وبالأسماء، تكشف زيف النتائج وأنها مقصودة لأسباب ودوافع مالية بحتة، وبغطاء أكاديمي مضلل غير مبرر، تعكس طمع الجامعة في تحصيل المزيد من الرسوم المالية وتكرارها، مما يتطلب اليقظة والتدخل لتعرية مثل هذه المؤسسات التجارية المحضة، رغم ما تدعيه أنها تبذل جهوداً مضنية في توفير مناخ ملائم للطلبة.

مجزرة تتكرر بحق الطلاب الأردنيين والفلسطينيين والعرب في هذه الجامعة بالذات، تعكس جشع القائمين عليها، لتحصيل المزيد من العملة الأجنبية "الصعبة"، طالما أن هؤلاء الطلبة وعائلاتهم ترغب في اختيار كلية الطب للدراسة، وهي مفتوحة التسجيل بأي عدد، بعكس الجامعات المصرية الحكومية العريقة التي تحرص على سمعتها وتحصيل طلبتها ما يستحقون من برامج أكاديمية تؤهلهم للنجاح والتقدم والخبرة، وتم ذلك عبر عشرات السنين، تخرج منها آلاف الطلبة الأردنيين والعرب وباتوا أطباء ومهندسين وحقوقيين وغيرهم من المهن أثبتوا حضورهم المهني والاجتماعي وساهموا في نهضة هذه العناوين المهنية، في خدمة مجتمعنا وتغطية ضروراته.

جامعة تقبل عدداً غير محدود من الطلبة الأردنيين، فالعدد مفتوح بلا قيود، وبلا حد أعلى من عدد المقبولين، وبدون معدلات مرتفعة مما يُسهل كسب خيار الطلبة لتكون هذه الجامعة وكليتها في الطب موضع رغبة واختيار، وهذا ما يحصل من قبل عدد الطلاب الكبير الذين يرغبون ويختارون هذه الجامعة.

لقد بات لدينا كليات طب في أكثر من جامعة خاصة، إضافة إلى الجامعات الرسمية الحكومية، تضم كليات طب، مدققة ومراقبة من قبل مجلس التعليم العالي ووزارة الصحة، مما يُوفر أماكن أوسع وأفضل للطلبة الأردنيين الراغبين في دراسة الطب، ولا شك أن الكلفة المالية التي تتكبدها عائلات هؤلاء الطلاب هي الأقل من خيار الدراسة خارج الأردن.

وما دمنا نتحدث عن دراسة الطب، في ظل معطيات تشير إلى وجود عدد غير قليل من العاطلين عن العمل، فهذا المؤشر لا يقتصر على مهنة الطب، بل كافة المهن لدينا منها فائض عن حاجة سوق العمل، في الطب والهندسة والقانون والتربية والهندسة الزراعية وغيرها، ولكن الواضح أن الطالب المجتهد المتفوق المخلص لمهنته ومتابعة تطوراتها وتنوعها واختصاصاتها تُ فتح له مجالات العمل أكثر من المهنيين الذين ينتظرون التعيينات.

ثمة طبيب ناجح وطبيب فاشل، وصحفي ناجح وصحفي فاشل، ومهندس ناجح ومهندس فاشل، ولذلك أن التحديات المفتوحة تنحاز للمهني الناجح المدقق المتابع، بعكس المهني الكسول الذي ينتظر التعيين ولا يصل إليه ولن يصل طالما أنه لا يسعى نحو التفوق والمتابعة والمزيد من التحصيل المهني ومواكبة قدرات العصر واحتياجاته.

المصدر : وكالة سوا

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد