باحثان بغزة يطوران حلاً بإمكانيات محلية لمرضى "حساسية القمح"
غزة / سوا / آلاء الهمص / استطاع الباحثان محمد العسقلاني وعبد الفتاح قرمان، من سكان قطاع غزة أن يطورا منتجا محليا لمرضى "حساسية القمح" وبإمكانيات متاحة، ليحل بديلا عن دقيق القمح ، في ظل الصعوبات التي يواجهها المرضى في توفير المنتج المستورد من الخارج، بسبب الحصار واغلاق المعابر.
ويوضح العسقلاني، مدير دائرة البحث وخدمة المجتمع في جامعة الاسراء لوكالة (سوا)، أنه لجأ لهذا الابتكار نتيجة الصعوبات التي تتعرض لها زوجته المصابة بنفس المرض، خلال فترة إغلاق المعابر وارتفاع ثمن المنتج المستورد.
ويقول " بدأنا حينها في التفكير بإنتاج شيء بديل يلبي حاجات المرضى بشكل عام فكانت هذه هي البداية"، مشيرا إلى وجود حالتين ممن يعانون من هذا المرض توفيتا خلال فترة العدوان الاسرائيلي على القطاع عام 2008 نتيجة عدم توفر البديل الغذائي لهم .
ويبن أنه قرر وزميله قرمان الاعتماد على المواد المتاحة في غزة لأن الهدف الرئيسي من انتاجه هو ابتكار منتج غير متوفر دائما في القطاع إلى جانب اعتمادهم على المواد المصرح بها للاستخدام الغذائي.
وبحسب العسقلاني، فإنه استمر في الابتكار قرابة خمس أعوام، "لم نستخدم المنتج إلا بعد اجتيازه للفحوصات اللازمة وتأديته للدور المطلوب، حيث تم فحصه في جمهورية مصر العربية وفي هيئة الغذاء والدواء في المملكة العربية السعودية وأثبتت الفحوصات أنه خالي من مادة الغلوتين لتجيز بذلك استخدامه" .
وعن أبرز الصعوبات التي واجهت الباحثان خلال العمل، هي "عدم وجود جهات داعمة وراعية للبحث العلمي، مما دفعنا للسفر إلى مصر وارسال طرد للسعودية بالبريد لفحصه في واحدة من أهم المؤسسات في العالم لحفص الغذاء والدواء"، وفق قوله.
وأضاف "في المرحلة الأولى اعتمدنا على امكانياتنا الشخصية لكننا احتجنا لبعض الدعم، وقدمته لنا جامعة الاسراء ".
ويؤكد العسقلاني على حاجة المجتمع الكبيرة لهذا المنتج، مبينا أن ما يقارب 2.5 % من سكان قطاع غزة من المرجح أن يكونوا مصابين أو حاملين للمرض أو المشكلة الوراثية، إلى جانب أن الحالات المكتشفة تصل إلى حوالي 700 مريض، يحتاج كل فرد منهم لـ 20 كيلو شهريا من المنتج لسد احتياجاته الكاملة من التغذية .
ويناشد كل الهيئات الاغاثية التنموية الداعمة لتطويره، منوها إلى أنه استطاع تجهيز مشروع متكامل لتقديمه لمجلس الوزراء يكلف 313 الف دولار، وهو عبارة عن مصنع ومختبر ووحدة تسويق بالإضافة إلى احتواءه على مركز للأبحاث بهدف تطوير منتجات أخرى تغطي احتياجات الضفة وغزة .
وبدوره، قال المدير التنفيذي لجمعية أرض الانسان عدنان الوحيدي إن جمعيته تعتبر المؤسسة الوحيدة في فلسطين التي تتابع مرضى حساسية جلوتين القمح منذ إنشائها عام 1990، لافتا إلى أن عدد المرضى المسجلين في الجمعية يصل إلى 615 حالة ، ويحتاج كل منهم ما بين 15-20 كيلو من الدقيق شهريا توفره الجمعية لهم من خلال استيراده من الخارج .
وبين الوحيدي لوكالة (سوا) أن أهم الصعوبات التي تواجههم في توفير الدقيق للمرضى هو عنصر التمويل غير المتوفر بشكل منتظم ومتواصل، كما أن المنتج المستورد يخضع عند استيراده من الخارج للصعوبات التي يواجها أي منتج على المعابر.
ويشدد الوحيدي على ضرورة توافر الدعم لإنشاء خط انتاج متكامل ومتواصل ومتنوع في قطاع غزة، موضحا أن الأمر غير مقتصر على الدقيق فقط بل منتجات أخرى يلزم تناولها للمرضى .