صحيفة عبرية: واشنطن قدمت طلباً لتل أبيب لعزيز العلاقة مع الرياض
كشف صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، اليوم الثلاثاء 26 سبتمبر 2023، النقاب عن طلب تقدمت به واشنطن إلى تل أبيب في إطار تعزيز علاقتها مع الرياض.
وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر سياسية، "طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل السماح بإعادة فتح القنصلية الأمريكية للفلسطينيين في القدس في إطار عملية تعزيز التطبيع بين إسرائيل والسعودية".
وبحسب الصحيفة فقد عملت القنصلية حتى عام 2019 في شارع أخرون بالعاصمة، وكانت بمثابة سفارة أمريكية للفلسطينيين من القدس الغربية لكن إدارة ترامب أطلقت القنصلية ضمن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة، وتجدر الإشارة إلى أنه وفقا للبروتوكول الدبلوماسي، لا يمكن لدولة ما أن تقيم سفارة وقنصلية في نفس العاصمة، بالإضافة إلى ذلك، ترفض إسرائيل منذ عام 2018 الموافقة على فتح قنصليات الدول أجنبية في القدس، كي تقوم تلك الدول بنقل سفاراتها إلى المدينة، أو فتح فرع للسفارة هناك.
وأضافت الصحيفة "خلال عامه الأول في منصبه، مارس الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته ضغوطا كبيرة على الحكومات الإسرائيلية لإعادة فتح القنصلية في البداية كانت الضغوط موجهة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، الذي أمر رئيس مجلس الأمن القومي في حينه مئير بن شبات، وسفير إسرائيل في واشنطن جلعاد أردان برفض الطلب وبدلا من إعادة فتح القنصلية في القدس، وهو ما يعني سياسيا منح موطئ قدم للفلسطينيين في العاصمة، عرض نتنياهو على الأميركيين فتح القنصلية في أبو ديس خارج أراضي بلدية القدس لكنه تم رفض الاقتراح من قبل الأمريكيين والفلسطينيين، لأنه كان واضحا أن معناه الرمزي هو دفع الفلسطينيين إلى خارج القد"س.
وأشارت إلى أنه "بعد تغيير الحكومة في إسرائيل في يونيو 2021 أعلن رئيس الوزراء أنذاك نفتالي بينت علنا أنه يرفض الطلب بشكل قاطع، وقد وافق وزير الخارجية آنذاك، يائير لبيد، في البداية على الطلب الأمريكي، لكنه انضم فيما بعد إلى بيئت، ونظرا لرغبة إدارة بايدن في الحفاظ على علاقات جيدة مع الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت، فقد سقطت القضية فعليا من جدول الأعمال، وبدلا من فتح القنصلية، رفع الأميركيون مكانة "القسم الفلسطيني" في السفارة في القدس، قائلين إنه سيعمل بشكل مستقل ولن يكون تابعا للسفير، ولكن بسبب رفض إسرائيل قبول الطلب والتوقيع على الوثائق ذات الصلة لم تتمكن الإدارة من إعادة فتح القنصلية".
وعلمت "يسرائيل هيوم"، أنه مع "تقدم محادثات التطبيع بين إسرائيل والسعودية، عادت القضية إلى طاولة المفاوضات في هذه المرحلة، وليس من الواضح ما إذا كان السعوديون وراء الطلب نيابة عن الفلسطينيين، أو ما إذا كان الأمريكيون يفعلون ذلك بمبادرة منهم، وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية الأسبوع الماضي، امتنع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن تقديم مطالب سياسية نيابة عن السلطة الفلسطينية، وقال إن توقعاته كانت فقط جعل حياة الفلسطينيين أسهل، وزعموا في إسرائيل، قبل ذلك، أن الأميركيين براكمون، في مسألة القضية الفلسطينية، صعوبات أكثر من السعوديين".
وتجدر الإشارة إلى أن الكثيرين في اليمين والليكود عارضوا إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، بسبب الأهمية السياسية لهذه الخطوةـ ومن يترأس المعارضة هو رئيس بلدية القدس السابق، ووزير الاقتصاد الحالي نير بركات.
حيث قاد بركات حملتين مناصرتين للموقف الإسرائيلي في واشنطن لإقناع أعضاء الكونجرس وأعضاء مجلس الشيوخ بمعارضة إعادة فتح القنصلية إضافة إلى ذلك، بادر وهو في المعارضة إلى طرح قانون يمنع فتح قنصليات في العاصمة.