تحويل متاجر فلسطينية إلى مستوطنات إسرائيلية
الخليل/سوا/ يمنع الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين في البلدة القديمة بمدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، من الوصول إلى محلاتهم التجارية المغلقة منذ عشرات السنين، في الوقت الذي يُسهّل فيه للمستوطنين التغلغل في أزقة المدينة، والاستيلاء على تلك المحلات لتحويلها إلى شقق وأحياء استيطانية.
ووصل عدد المحلات التجارية التي يُغلقها الاحتلال منذ نحو الـ20 عاماً إلى 512 محلاً، في حي شارع الشهداء، ومنطقة الحسبة، وسوق الذهب، والسهلة، وصولاً إلى مستوطنة "كريات أربع"، القريبة من وسط المدينة، فعُزلت جميعها ومُنع على الفلسطينيين الدخول إليها.
ويقول المدير العام للجنة "إعمار الخليل" عماد حمدان إن "إجراءات سلطات الاحتلال وإغلاقه المحلات التجارية، ومنع الفلسطينيين من الدخول إليها، سهّل كثيراً على المستوطنين السيطرة عليها واستباحتها وسرقة كل أدواتها ولوازمها، إضافة إلى تحويلها إلى شقق سكنية استيطانية من دون حسيب أو رقيب".
ويضيف في تصريح نقلته صحيفة " العربي الجديد" أن "المستوطنين استباحوا تلك المحلات التجارية، ووضعوا فيها غرف نوم، وكافة مقومات الحياة وأوصلوا الكهرباء، واستخدموها كما لو أنها منازل لهم على علم ومرأى من جيش وسلطات الاحتلال، حتى تحولت معظم تلك المحلات التجارية المملوكة للفلسطينيين إلى أحياء استيطانية".
واكتشفت الوحدة القانونية التابعة للجنة إعمار الخليل الأمر، وفقاً لحمدان، وذلك حين نظمت جولة في سوق الذهب. كما تمّ اكتشاف عدد من المتاجر التي تحولت إلى غرف نوم للمستوطنين ويعيشون فيها بشكل طبيعي، في الوقت الذي تمّ فيه نهب وسرقة محتويات تلك المتاجر، والتي كان معظمها من الذهب والملابس، بالإضافة إلى تحطيم وتكسير بعض المحلات التجارية.
واستخدم المستوطنون بحسب حمدان أساليب ماكرة لإخفاء أعمالهم التخريبية بطرق تجميلية، ويلفت إلى أن "المحلات تبدو من الأمام وكأنها مهجورة منذ سنوات عدة، ولا يقترب منها أحد، إلا أن المستوطنين قاموا بزرع بعض الأشجار المعمّرة كالزيتون واللوز أمامها، لتخفي ما بداخلها من حفريات وحرق".
ويُشير حمدان إلى أن "المستوطنين علّقوا في المكان يافطات كُتب عليها بالعربية والإنجليزية أن هذه المحلات التجارية بناها العرب على أراضٍ يهودية". ويدلّ هذا وفقاً لحمدان على "أن جهات إسرائيلية تعمل على تهويد البلدة القديمة وتحويلها منطقة يهودية مهجرة من السكان الأصليين الفلسطينيين، وإفراغها منهم بشكل كامل".
وطالبت لجنة إعمار الخليل جميع الأطراف الفلسطينية والدولية ومنظمات حقوق الإنسان، بـ"التحرك الفوري من أجل إنقاد البلدة القديمة في الخليل، خصوصاً منطقة شارع الشهداء والسهلة وسوقي الذهب والخضار القديمين، من اعتداءات المستوطنين التي أصبحت ملموسة وواقعية".
وستباشر اللجنة خلال الأيام المقبلة حملة دولية لمناصرة شارع الشهداء والمناطق المغلقة، تشمل محاور سياسية وقانونية وشعبية وتضامنية أجنبية عدة لإعادة فتح الشارع وإعادة فتح المتاجر المغلقة.