وصول خمسة أمريكيين كانوا محتجزين في إيران إلى الولايات المتحدة
وصلت، اليوم الثلاثاء 19 سبتمبر 2023، طائرة تقل الأميركيين الخمسة الذين أفرجت عنهم إيران، إلى الولايات المتحدة الأميركية، غداة مبادلتهم بخمسة إيرانيين كانوا محتجزين في الولايات المتحدة، فضلا عن الإفراج عن ستة مليارات دولار كانت مجمدة لدى كوريا الجنوبية، ضمن اتفاق نادر بين طهران وواشنطن.
يأتي هذا بعد عملية تبادل جرى ترتيب خطواتها بعناية وتم الاتفاق عليها بعد أشهر من محادثات بوساطة قطرية،وانطلقت عملية التنفيذ أمس، الإثنين، بتحويل الأموال التي كانت محتجزة في أرصدة لدى كوريا الجنوبية، عبر سويسرا، إلى حسابات بنوك في الدوحة.
وبعد تأكيد عملية التحويل أقلعت طائرة قطرية تقل السجناء الأميركيين الخمسة، بالإضافة إلى اثنين من أقاربهم من طهران، وفي الوقت نفسه وصل اثنان من السجاء الإيرانيين الخمسة إلى الدوحة في طريق عودتهم إلى وطنهم، واختار الثلاثة الآخرون عدم العودة إلى إيران.
ويزيل الاتفاق نقطة خلاف بين الولايات المتحدة، التي تعتبر إيران "دولة راعية للإرهاب"، وبين طهران التي تصف واشنطن بأنها "الشيطان الأكبر".
ومن غير المرجح أن يؤدي الاتفاق إلى تقارب بين الجانبين بشأن أي قضايا أخرى مثل البرنامج النووي الإيراني ودعم طهران لجماعات مسلحة بالمنطقة أو الوجود العسكري الأميركي في الخليج والعقوبات الاقتصادية على إيران.
ومن بين الأميركيين المفرج عنهم مزدوجي الجنسية سياماك نمازي (51 عاما) وعماد شرقي (59 عاما)، وهما من رجال الأعمال، بالإضافة إلى الناشط البيئي مراد طهباز (67 عاما) الذي يحمل أيضا الجنسية البريطانية، ولم يتم الكشف عن هوية الاثنين الآخرين.
فيما رحب الرئيس الأميركي، جو بايدن، بعودة السجناء إلى بلدهم، أعلنت إدارته فرض عقوبات جديدة على إيران. وقال أمس الإثنين، "سنواصل تحميل إيران عواقب أفعالها الاستفزازية في المنطقة".
ووصف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي وصل إلى نيويورك لحضور الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، تبادل السجناء بأنه عمل إنساني.
وقال: "قد تكون بالتأكيد خطوة يتسنى على أساسها اتخاذ إجراءات إنسانية أخرى في المستقبل".
وتدهورت العلاقات بشكل خاص بين الولايات المتحدة وإيران منذ 2018 عندما انسحب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، من اتفاق يهدف إلى كبح طموحات إيران النووية وشدد العقوبات الأميركية.
وتتهم الولايات المتحدة إيران بأن برنامجها النووي يهدف إلى تطوير أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران.
وترك وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية فيما يتعلق بالبرنامج النووي، لكنه رجح عدم حدوث شيء قريبا.
ويشكك محللون أميركيون في احتمالات حدوث تقدم مرتقب.
وقال الباحث هنري روم، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، "من المرجح أن يمهد تبادل السجناء الطريق لجولة دبلوماسية إضافية بشأن البرنامج النووي هذا الخريف، لكن تظل احتمالات التوصل إلى اتفاق بعيدة للغاية".