لفتة حزينة ومؤلمة، نابع من معانات سلبية متراكمة، مؤديه نتائجها حالة من اليأس والاضطرابات الخطرة، قد تسبب لنا الانقسام الفلسطيني من انعدام تحقيق تكافؤ الفرص والمساواة وغياب العدالة المجتمعية.
مع ولادة الصراع الحزبي بين طرفين فتح و حماس منذ عام 2007، الهدفة إلى السيطرة على السلطة وإدارة الحكم، أدى إلى خلق الفوضى وزعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، ومتأثرة بالعوامل الخارجية غير نظيفة، انعكست في نهاية المطاف إلى التفرد والسيطرة والهيمنة على إدارة السلطة كلَُ على حده، وتوقيع اتفاقيات أمنية مشتركة مع المستعمرة الإسرائيلية: 1- التنسيق الأمني بين رام الله وتل أبيب 2- التهدئة الأمنية بين غزة وتل أبيب.
في ظل المعطيات الصعبة أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية بالقطاع بشكل ملحوظ وغير مسبوق، تركت أثر بالغ وعميق بالنسيج الوطني والاجتماعي، مما دفع أبناء الوطن إلى السعي في تقديم نموذج "إنهاء المعاناة" عبر قاعدة المصالح الوطنية ومطالب مشروعة، وفتح أفاق لتلبية المتطلبات الأساسية عبر العمل على خفض نسبة الفقر والبطالة وتوظيف الكفاءات ولهم الأولوية في ذلك، لتحقيق النهوض التنموي.
تتمحور معانات أبناء غزة حول قلة فرص العمل وازدياد حالة الفقر وقلة تحقيق الدخل، وغياب العدالة المشروعة، ومن المؤسف بعدم رغبة حركة حماس بتفعيل الشراكة والتعددية في إدارة المؤسسات الوطنية والحكومية، واقتصار دورها بالعمل الأحادي عبر التفرد والسيطرة والهيمنة على مقاليد الحكم؛ مما دفعها إلى الالتزام بالتوقيع شراكة أمنية إضافية مع الأشقاء المصريين، والعمل على تسهيل الإجراءات السفر لدى المواطنين، لتخفيف من حدة ضغط الانفجار السكاني الذي وصل تعداده في العام 2022 إلى 2.17 مليون نسمة بمساحة جغرافية لا تتجاوز 365 كم مربع.
إن الهروب الجماعي الكبير من فئات الشباب نحو عالم ضبابي غير واضح بحثاً عن حياة كريمة، وتحسين أحولهم المعيشية، ناتج عن تراكم المعاناة وقلة الخيارات أمامهم وانعدام تكافئ الفرص وفقدان عوامل توفير سبل مستقبليه، يهدف إلى تمكينهم وتثبيتهم على أرض وطنهم، بالإضافة رفض وتعطيل إجراء انتخابات متعددة ديمقراطية التي تعتمد نتائجها على إفرازات صناديق الاقتراع، في المؤسسات المحلية والنقابات والمجلس الطلابي.
وفي كل مواجهة شرسة يتعرض لها قطاع غزة من قبل المستعمرة، تتولى حماس مسؤوليتها باتخاذ القرارات العسكرية مصيرية في ظل ظروف قاسية وصعبة، دون اللجوء إلى الخيارات السياسية الأقل تكبدا في الخسائر والأكثر منفعة، فهل تمتلك حركة حماس العزيمة والإرادة لتنازل عن مصالحها الذاتية لتقديم نموذج ديمقراطي يحتذى به أمام الدول العربية؟.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية