جريمة "دوابشة".. هل ستشعل شرارة انتفاضة ثالثة؟
غزة / آلاء الهمص / سوا / ازدادت وتيرة اعتداءات المستوطنين "البشعة " بحق الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية وكان آخرها حرق منزل يعود لعائلة دوابشة في قرية دوما جنوبي مدينة نابلس ما أدى إلى استشهاد الرضيع علي دوابشة وإصابة باقي أفراد عائلته بجراح خطرة .
وفور اعلان الخبر ثار الرأي العام وتعالت أصوات السياسيين على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي في الشجب والاستنكار، واندلعت العديد من المواجهات بين شبان فلسطينيين في الضفة الغربية وقوات الاحتلال ، استشهد إثرها الفتى ليث الخالدي.
وفي المقابل توقع الاحتلال ردا فلسطينيا على جريمته، حيث ذكر موقع واللا الاسرائيلي أن التقديرات الأمنية تشير إلى أن هجوماً انتقامياً من الفلسطينيين ضد المستوطنين في الضفة الغربية مسألة وقت .
وفي هذا السياق تباينت أراء المحليين الفلسطينيين حول اندلاع انتفاضة شعبية ثالثة ردا على اعتداءات المستوطنين .
المحلل السياسي ناجي شراب أكد أن بذور الانتفاضة موجودة وبشكل قوي في الضفة الغربية ، المتمثلة بالظروف الاقتصادية والسياسية.
وبين لوكالة (سوا) أن عوامل الانتفاضة والثورة سمة من سمات الشعب الفلسطيني، موضحا أن الانتفاضة تحتاج إلى فتيل يشعلها وقوة دفع ذاتية ، وستكون جريمة حرق الطفل الرضيع دوابشة على يد المستوطنين بمثابة الشرارة.
ولفت شراب إلى أن حادثة حرق الرضيع قد يكون لها نتائج وتداعيات خطيرة، معتبرا أن تصريحات السلطة بالذهاب للأمم المتحدة ومجلس الأمن تأتي في إطار احتواء غضب الشارع الفلسطيني.
وأشار إلى أن استمرار المستوطنين في ارهابهم ضد الفلسطينيين سيدفع شرارة الانتفاضة للانطلاق ولن تكون هذه المرة في الأراضي الفلسطينية بل ستمتد داخل اسرائيل.
وقال :" حالة الضعف الفلسطيني وانشغال المجتمع الدولي يشكلان عاملا لإحباط أي رد ممكن حدوثه".
ونوه شراب إلى أن الأمر يحتاج إلى مقاومة شعبية متكاملة على المستوى الرسمي والشعبي وتطبيق سياسة أمنية قائمة على ركيزتين وهما المقاومة الشعبية المدعومة رسميا والمقاومة الرسمية المدعومة شعبياً.
لكن المختص بالشأن الاسرائيلي أكرم عطا الله استبعد اندلاع انتفاضة ثالثة ، نظراً لغياب حالة التوحد الفلسطيني ،وقال :" المسألة لن تتعدى تظاهرات وتحركات في الضفة على الصعيد الشعبي والجماهيري وليست بالحد الذي يسمح بصناعة حالة قادرة على مواجهة اسرائيل".
واعتبر عطا الله خلال حديث مع وكالة (سوا) أن جريمة حرق عائلة دوابشة لن تمر مرور الكرام رغم أن الحالة الفلسطينية ليست موحدة ، مشيرا إلي أهمية وجود ردا على هذه الجريمة في سياق الدراسة مع الكل الوطني.
وتوّقع عطا الله قيام بعض الفصائل الفلسطينية بتنفيذ عمليات عسكرية تتناسب مع حجم الجريمة ، مشيرا الي ان ردة الفعل متوقعة لان الجريمة كانت مستفزة للكل الفلسطيني، وأضاف:" حجم الجريمة سيدفع الفلسطينيين للانتقام بشكل أو بآخر".