الأخ الرئيس يحفظه الله ويرعاه
أناشدكم باسم كل أحرار فلسطين أن تبدأوا مساراً دبلوماسياً وإعلامياً متكاملاً يليق بحجم المأساة المترتبة على إحراق منزل عائلة دوابشة، وأن يبدأ الأمر بتوجيه دعوة إلى كل السفراء المعتمدين لدى دولة فلسطين وكل قناصل الدول الأجنبية في القدس الشرقية، للذهاب برفقة الرئيس إلى المنزل والاطلاع على حجم الجريمة التي اقترفتها أيدي الإرهابيين المستوطنين، ويتخلل الأمر إعطاء هؤلاء فرصة ليتحدثوا عن هول ما شاهدوه، ومن ثم يجري تحويل المنزل إلى "مزار" شعبي ووطني ورسمي، بحيث يتوجه إليه كل ضيوف فلسطين قبل أن تجري اللقاءات الرسمية، وألا يعاد ترميم المنزل بحال من الأحوال، ليبقى شاهداً على الجريمة، وبإمكانكم أن تصدروا تعليمات بأن يتم بناء منزل جديد للأسرة بعيد قليلاً عن المنزل الذي تعرض لإرهاب المستوطنين، وبالتالي يكون الاستغلال الدبلوماسي في أرقى صوره تعبيراً عن التضامن مع شعبنا في كل المحافل.
الشق الآخر في المناشدة يقضي بأن يتم التعميم على كل وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والدولية تعبير "الإرهاب الاستيطاني"، فبعد أن سمع العالم كله لسنوات طويلة عن "الإرهاب الفلسطيني"، وأدانت الدنيا كلها صور النضال الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، آن الأوان أن تتم إدانة "الإرهاب اليهودي"، وهو أمر لا يستوجب معركة طويلة، فالاستيطان مدان، وغير شرعي، وخطوة أحادية الجانب، واعتداء على أراضي الفلسطينيين، وجريمة حرب، ومخالف للاتفاقات الدولية والمواثيق والإعلانات العالمية، ومخالف للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، ومرفوض أمريكياً وأوروبياً وروسياً وصينياً ويابانياً وعربياً وإسلامياً، وبالتالي لن أحد غضاضة في إدانته، ولا يمكن لإسرائيل يوماً أن تتدعي أن هناك "مستوطن مسالم" و"مستوطن إرهابي"، وبالتالي ستكون أمام واحد من خيارين: إما الدفاع بشراسة عن فكرة الاستيطان، وهذا يعتبر انتحار سياسي في مواجهة العالم، أو تتبرأ من أفعال المستوطنين وهذا سيدفعها قسراً إلى التبرؤ من الاستيطان نفسه لاحقاً.
إنها فرصة مثالية أما الشعب الفلسطيني ليرد الصاع صاعين، لأن ضيوف هذه الأرض يأتون لإسرائيل أولاً ويضعون أكاليل الزهور على النصب التذكاري للمحرقة في "ياد فاشيم"، ثم يلتقون زعماء إسرائيل، وبعدها يأتوا إلى الضفة الغربية ليضعوا أكاليل الزهور على النصب التذكاري للطفل علي دوابشة ومنزله المحترق، ثم يلتقون بالزعماء الفلسطينيين، ومع الوقت تحدث المقاربة بين الإرهاب النازي والإرهاب اليهودي، وعليه لا ينبغي لأحد أن يقبل بجريمة طمس آثار الاعتداء على منزل عائلة دوابشة من خلال إعادة ترميم منزلتهم الذي أحرقته يد الاستيطان الإرهابي.
ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية