-
خطبة عن قضاء حوائج الناس pdf - خطبة الجمعة القادمة مكتوبة
خطبة الجمعة القادمة محمد حرز- خطبة عن قضاء حوائج الناس pdf ، ي هذه الأثناء، يكثر عدد الخطباء والأئمة من استثمار وقتهم في التجهيز لخطبة يوم الجمعة المقبلة، التي ستتناول موضوع " خطبة عن قضاء حوائج الناس pdf "، حسب إعلان وزارة الأوقاف".
تسعى وكالة سوا الإخبارية جاهدة لتزويد القارئ بكل ما يبحث عنه، وهذا ما سنقدمه في الفقرات التالية من هذا المقال، لذلك ستقدم خطبة الجمعة القادمة التي سيلقيها الشيخ محمد حرز بعنوان " خطبة عن قضاء حوائج الناس pdf "، وذلك غدًا يوم الجمعة الموافق 9 صفر 1445 هـ، الموافق 25 أغسطس 2023 م، ستكون هذه الخطبة مناسبة هامة للمسلمين حول العالم، حيث سيتناول الشيخ فيها معاني، ستكون هذه الخطبة ذات أهمية كبيرة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، سيتناول الشيخ في محاضرته معاني مهمة تهم الجميع.
خطبة الجمعة القادمة بعنوان: قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 9 صفر 1445هـ ، الموافق 25 أغسطس 2023م.
للحصول على خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023م بصيغة word بعنوان : خطبة عن قضاء حوائج الناس pdf بين الواجب والمندوب ، للدكتور محمد حرز(اضغط هنا).
للحصول على خطبة الجمعة القادمة 25 أغسطس 2023م بصيغة pdf بعنوان : خطبة عن قضاء حوائج الناس pdf بين الواجب والمندوب ، للدكتور محمد حرز(اضغط هنا).
خطبة عن قضاء حوائج الناس pdf ، محتوى خطبة يوم الجمعة المقبلة في 25 أغسطس 2023م سيكون بعنوان: "قضاء حوائج الناس: بين الواجب والمستحب".
أولاً: تحقيق حاجات الناس يعكس التعاون على البر والتقوى.
ثانياً: تتجلى ثمار تحقيق حاجات الناس في تعزيز الروابط الاجتماعية ونمو الخير في المجتمع.
ثالثاً وأخيراً: هناك العديد من الأبواب التي ت فتح أمام النفع للناس وتلبية حوائجهم، وهذا يشمل مختلف جوانب الحياة.
ولكي تطلع على محتوى خطبة الجمعة القادمة في 25 أغسطس 2023م بعنوان: "تحقيق حاجات الناس: بين الواجب والمستحب"، قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب.
خطبة عن قضاء حوائج الناس، خطبة قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب للدكتور محمد حرز مكتوبة
خطبة الجمعة القادمة : قضاءُ حوائجِ الناسِ بينَ الواجبِ والمندوبِ
للدكتور محمد حرز ، 8 صفر بتاريخ 1445هـ، الموافق، 25أغسطس 2023م
خطبة عن قضاء حوائج الناس pdf، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، كثيرِ الجودِ والعطاءِ والكرمِ، اصطفَى مِنْ خلْقِه مَنْ يَبذلُ الخيرَ، ويَسعَى في حَاجةِ الخلقِ مَحبةً لربِّه واحتَسابًا للأجرِ، الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَـاتٍ لّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً) الزخرف: 32.وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ كمَا في سننِ ابنِ ماجةَ عنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ هَذَا الْخَيْرَ خَزَائِنُ وَلِتِلْكَ الْخَزَائِنِ مَفَاتِيحُ فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ مِغْلاَقًا لِلشَّرِّ وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ مِغْلاَقًا لِلْخَيْر )) فاللهُمّ صلّ وسلمْ وزدْ وباركْ على المختارِ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلمْ تسليمًا كثيرًا إلي يومِ الدينِ.
أمَّا بعدُ …..فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوَى العزيزِ الغفارِ(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (آل عمران :102) عبادَ الله) : قضاءُ حوائجِ الناسِ بينَ الواجبِ والمندوبِ) عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا.
خطبة عن قضاء حوائج الناس
عناصر اللقاء:
أولًا: قضاءُ الحوائجِ تعاونٌ على البرِّ والتقوى.
ثانيــــًا: ثمراتُ قضاءِ حوائجِ الناسِ.
ثالثــــًا وأخيرًا: أبوابُ نفعِ النَّاسِ وقضاءِ حوائجِهم كثيرةٌ وعديدةُ
أيها السادةُ: ما أحوجنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلي أنْ يكونَ حديثُنَا عن قضاءِ حوائجِ الناسِ بينَ الواجبِ والمندوبِ، وخاصةً وقضاءُ حوائجِ الناسِ عبادةٌ مِن أعظمِ العباداتِ التي تنفعُ الإنسانَ قبلَ أنَ تنفعَ غيرَهُ، فمَن سارَ في قضاءِ حوائجِ الناسِ قضَى اللهُ عزَّ وجلَّ حوائجَهُ، وخاصةً وأنَّ خدمةَ الناسِ ومسايرةَ المستضعفين وقضاءَ حوائجِهِم دليلٌ على طيبِ المنبتِ، ونقاءِ الأصلِ، وصفاءِ القلبِ، وحسنِ السريرةِ، وربُّنَا يرحمُ مِن عبادِهِ الرحماءَ..جعلنَا اللهُ وإياكُم منهم بمنِّه وجودِه وكرمِه …وللهِ درُّ القائلِ
اقضِ الحوائجَ ما استطعتَ*** وكُنْ لهَمِّ أخيكَ فارِجْ
فَلَخيرُ أيَّامِ الفَتى***يَومٌ قَضَى فِيهِ الحَوائجْ
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب
أولًا: قضاءُ الحوائجِ تعاونٌ على البرِّ والتقوَى.
خطبة عن قضاء حوائج الناس، أيُّها السادةُ: السعيُ في قضاءِ حوائجِ الناسِ مِن الأخلاقِ الإسلاميةِ العاليةِ الرفيعةِ التي ندبَ إليها الإسلامُ وحثَّ المسلمينَ عليهَا بالليلِ والنهارِ, وجعلَهَا مِن بابِ التعاونِ على البرِّ والتقوَى الذي أمرَنَا اللهُ تعالَى بهِ فقالَ في محكمِ تنزيلِهِ: (( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) سورة المائدة (2), ودينُنَا هو دينُ الخيرِ والتعاونِ وقضاءِ حوائجِ الناسِ، ودعَا إلى الخيرِ والتعاونِ وقضاءِ حوائجِ الناسِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، وما أرسلَ اللهُ مُحمدًا ﷺ إِلّا بالخيرِ وإنَّ مِن أسمَى الغاياتِ، وأنبلِ المقاصدِ أنْ يحرصَ الإنسانُ على قضاء حوائج الناس ِ، ويسارعَ إليها، وبهذا تسمُو إنسانيتُهُ، ويتشبَّهُ بالملائكةِ، ويتخلقُ بأخلاقِ الأنبياءِ والصديقين… فكم تنشرحُ النفسُ وتقرُّ العينُ حينما تسعَى في قضاءِ حوائجِ الناسِ وكيف لا؟ وإنَّ عملَ الخيرِ – سواءٌ كان قولًا أو فعلًا – مقصدٌ شرعيٌّ، ومطلبٌ إنسانيٌّ، وهو مِن أسبابِ القربِ مِن اللهِ، وتحصيلِ الأجورِ والدرجاتِ، وانشراحِ الصدورِ وسعتِهَا، ودفعِ الهمومِ والأحزانِ لذا أوصَى الإسلامُ الحنيفُ الإنسانَ أنْ يفعلَ الخيرَ مع الناسِ، بغضِّ النظرِ عن معتقداتِهِم وأعراقِهِم، فقالَ جلَّ وعلا ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾البقرة: وكيف لا؟ ومِن فضلِ اللهِ علينَا وكرمِهِ وجودهِ أنْ فتحَ لنَا كثيرًا مِن أبوابِ الخيراتِ، وحثّنَا على الـمسارعةِ إلى الخيراتِ وتركِ المنكراتِ، والتسابُقِ إليها في كلِّ وقتٍ وحينٍ، لِـمَـا في ذلك مِن جلبِ الحسناتِ، ورفعٍ للدرجاتِ، ومـحوٍ للسيئاتِ، وانشراحٍ للصدورِ، ودفعٍ للهمومِ والأحزانِ قالَ جلَّ وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾الحج: 77، وبيَّنَ ربُّنَا جلَّ وعلا أنَّ كلَّ عملِ خيرٍ مهما كان صغيرًا أو بسيطًا فإنَّهُ يعلمهُ، قال ربُّنَا ( وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ (النساء: 127). وكلُّ عملٍ ستراهُ في صحيفةِ أعمالِكَ قال جلَّ وعلا): فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه)الزلزلة: 8 ، نعمْ فكلُّ ما تعملُهُ مِن خيرٍ ولو كان وزنَ ذرةٍ ستراهُ في الآخرةِ في صحيفتِكَ. روى الإمامُ أحمدُ في مسندهِ عن أبِي هريرةَ، قال: قرأَ رسولُ اللهِ ﷺ هذه الآيةَ(يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا قال “أتدرونَ ما أخبارهَا؟ قالوا: اللهُ ورسولهَ أعلم قال: “فإنَّ أخبارَهَا أنْ تشهدَ على كلِّ عبدٍ وأمةٍ بما عَمِلَ على ظهرِهَا، أنْ تقولَ: عملَ كذَا وكذا، يومَ كذا وكذا، فهذه أخبارُهَا)) فهنيئًا لمَن كانتْ أعمالُهُ كلُّهَا خير و يا سعادةُ مَن وفقَ لعملِ الخيرِ .وكيف لا؟ وقضاءُ حوائجِ الناسِ خلقٌ عظيمٌ مِن أخلاقِ الدينِ, ومبدأٌ كريمٌ مِن مبادئِ الإسلامِ, وشيمةُ الأبرارِ المحسنين مِن الناس, وصفةٌ مِن صفاتِ المؤمنين، وهي عبادةٌ جليلةٌ ، وسهلةٌ وميسورةٌ ، أمرَ بهَا الدينُ ، وتخلَّقَ بها سيدُ المرسلين ﷺ، تدلُّ على سمو النفسِ وعظمةِ القلبِ وسلامةِ الصدرِ ورجاحةِ العقلِ ووعيِ الروحِ ونبلِ الإنسانيةِ وأصالةِ المعدنِ وكيف لا؟ والسعيدُ أيُّها السادةُ هو مَن سخرَهُ اللهُ جلَّ وعلا لقضاءِ حوائجِ الناسِ اللهُ أكبرُ، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا عَنْهُمْ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ))أخرجه الطبراني ) وكيف لا؟ والسعيُ في قضاءِ حوائجِ الناسِ مِن الشفاعةِ الحسنةِ التي أمرَنَا اللهُ جلَّ وعلا بهَا فقالَ )) مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85) سورة النساء، وعن أَبِي مُوسَى رضي اللهُ عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا جَاءَهُ السَّائِلُ أَوْ طُلِبَتْ إِلَيْهِ حَاجَةٌ قَالَ: اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ﷺ مَا شَاءَ)متفق عليه وكيف لا؟ ومِنْ أجملِ الأعمالِ وأجلِّها عندَ اللهِ المسارعةُ في نَفْعِ النَّاسِ وقضاءُ حوائجِهم وتفريجُ كُربهِم وبَذْلُ الشفاعةِ الحسنةِ لهم، قال تعالى:{لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمً}[النساء: 114، وَبَيَّنَ النَّبِيُّ ﷺ أَنَّ نَفعَ النَّاسِ مِن أَعظَمِ الأَعمَالِ وَالقُرُبَاتِ، فعن ابنِ عُمَرَ رضي اللهُ عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال:(مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)متفق عليه، وقال ﷺ:(مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ) رواه مسلم )، ، وقال ﷺ: (مَن كانَ معهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ به على مَن لا ظَهْرَ له، وَمَن كانَ له فَضْلٌ مِن زادٍ، فَلْيَعُدْ به على مَن لا زادَ له. قالَ: فَذَكَرَ مِن أَصْنافِ المالِ ما ذَكَرَ حتّى رَأَيْنا أنَّهُ لا حَقَّ لأَحَدٍ مِنّا في فَضْلٍ) رواه مسلم، وكيف لا؟ ونفعُ الناسِ والسعيُ في كشفِ كروباتِهِم، مِن صفاتِ الأنبياءِ والرسلِ عليهم الصلاةُ والسلامُ، فالكريمُ يوسفُ بنُ يعقوبَ بنُ إسحاقَ عليه السلامُ مع ما فعلَهُ إخوتُهُ بهِ جهزَهُم بجهازِهِم ولم يبخسْهُم شيئًا منه، وموسى عليه السلامُ لمَّا وردَ ماءَ مدينَ وجدَ عليه أمةً مِن الناسِ يسقونَ ووجدَ مِن دونِهم امرأتين مستضعفتين، فرفعَ الحجرَ عن البئرِ وسقَى لهما حتى رويتْ أغنامُهُمَا، اللهُ أكبرُ! فكانت نتيجةُ قضاءِ حوائجِ المسلمين، وكشفِ كرباتِهِم، أمانٌ بعدَ الخوفِ ،ورزقٌ بعدَ الفقرِ، وزوجةٌ بعدَ العزوبةِ هذا جزاءٌ في الدنيا حصلَ عليهِ نبيُّ اللهِ موسَى- عليه السلامُ -، فكيفَ بجزاءِ الآخرةِ؟!.وها هو نبيُّنَا ﷺ كان أكثرَ الناسِ نفعًا وقضاءً لحوائجِ المسلمينَ، تَقُولُ َأُمُّ المُؤمِنِينَ خَدِيجَةُ رضي اللهُ عنها عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ)) ،وعن أنسٍ رضي اللهُ عنه أنَّه قَالَ:(إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ المَدِينَةِ، لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ) رواه البخاري ، وقال جابرٌ رضي اللهُ عنه: (ما سُئِلَ رَسولُ اللهِ ﷺ شيئًا قَطُّ فَقالَ لا) رواه البخاري، ومسلم، وكيف لا وهو القائلُ كما في حديثِ أَبِي أُمَامَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَال صنائعُ المعروفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ))رواه الطبراني ,وهكذا كان صحابتُه الكرامُ رضي اللهُ عنهم والتابعون لهم بإحسانٍ كانوا أحرصَ ما يكونونَ على خدمةِ المسلمينَ والسعيِ في قضاءِ حوائجِهم، قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما: (ثَلَاثَةٌ لَا أُكَافِئُهُمْ: رَجُلٌ بَدَأَنِي بِالسَّلَامِ، وَرَجُلٌ وَسَّعَ لِي فِي المَجلِسِ، وَرَجُلٌ اغبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي المَشيِ إِلَيَّ إِرَادَةَ التَّسلِيمِ عَلَيَّ، فَأَمَّا الرَّابِعُ فَلَا يُكَافِئُهُ عَنَّي إِلَّا اللهُ، قِيلَ: وَمَن هُوَ؟ قَالَ: رَجُلٌ نَزَلَ بِهِ أَمرٌ فَبَاتَ لَيلَتَهُ يُفَكِّرُ بِمَن يُنزِلُهُ ثُمَّ رَآنِي أَهلًا لِحَاجَتِهِ فَأَنزَلَهَا بِي) رواه البيهقي. وعلى هذا النهجِ القويمِ سارَ الصحابةُ والصالحون، فقد كان عمرُ بنُ الخطابِ -رضي اللهُ عنه- يتعاهدُ الأراملَ، يسقِي لهنَّ الماءَ ليلًا… وكان أبو بكرٍ الصديقُ رضي اللهُ عنه يحلبُ للحيِّ أغنامَهُم ، فلمَّا استُخلفَ قالت جاريةٌ منهم : الآن لا يحلبُهَا ، فقال أبو بكرٍ : بلى وإنِّي لأرجُو أنْ لا يغيرنِي ما دخلتُ فيه عن شيءٍ كنتُ أفعلُهُ وللهِ درُّ القائلِ:
أحسنْ إلى الناسِ تستعبدْ قلوبَهُم * * * فطالمَا استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
وكُنْ على الدّهرِ مِعْوَانًا لذي أملٍ * * * يرجُو نَداكَ فإنّ الحُرَّ مِعْوانُ
واشْدُدْ يديكَ بحبلِ اللهِ معتصمًا * * * فأنّه الرّكنُ إنْ خانَتْكَ أركانُ
مَن كان للخيرِ منّاعًا فليسَ لهُ * * * على الحقيقةِ إخوانٌ وأخْدانُ
مَن جادَ بالمالِ مالَ النّاسُ قاطبةً * * * إليهِ والمالُ للإنسانِ فتّانُ
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب
ثانيــــًا: ثمراتُ قضاءِ حوائجِ الناسِ.
أيُّها السادةُ: اعلمُوا أنَّ مِن ثمراتِ قضاءِ حَوائجِ المسلمينَ أنْ مَن قضَى حوائجَ الناسِ قضَى اللهُ حوائجَهُ ،ففي الصحيحين عن عَبْد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: “الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَة”.فمَن كان اللهُ في حاجتهِ أتظنونَ أنَّهُ يخيبُ؟ أتظنونَ أنَّهُ يضيعُ؟ لا واللهِ.
ومِن ثمراتِ قضاءِ حوائجِ الناسِ أنَّ بذلَ المعروفِ وفعلَ الخيرِ سببٌ مِن أسبابِ الفلاحِ في الدنيا والأخرةِ: قال جلَّ وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج:77.فلا تفلحونَ إلّا إذا فعلتُم الخيرَ.
ومِن ثمراتِ قضاءِ حوائجِ الناسِ أنَّ الساعِي لقضاءِ الحوائجِ موعودٌ بالإعانةِ، مؤيدٌ بالتوفيقِ:قال ﷺ:(.. وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ..) رواه مسلم,, تعينُ أخاكَ المسلمَ فيعينكَ اللهُ، ترحمُهُ فيرحمكَ، تسترُهُ فيستركَ، تنفِّسُ عنه كربةً مِن كربِ الدنيا، ينفسُ اللهُ عنك كربةً مِن كربِ القيامةِ، تضعُ عنه بعضَ الديْنِ، يضعُ عنك بعضَ الوزرِ ، تفرجُ عنه عسرتَهُ، يفرجُ اللهُ عنك عسرَكَ يومَ القيامةِ وهكذا.
ومِن ثمراتِ قضاءِ حوائجِ الناسِ: تجاوزُ اللهِ تعالى عن العبدِ يومَ القيامةِ: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (كانَ تاجِرٌ يُدايِنُ النّاسَ، فإذا رَأى مُعْسِرًا قالَ لِفِتْيانِهِ: تَجاوَزُوا عنْه، لَعَلَّ اللَّهَ أنْ يَتَجاوَزَ عَنّا، فَتَجاوَزَ اللَّهُ عنْه) رواه البخاري..
ومِن ثمراتِ قضاءِ حوائجِ الناسِ أنَّ قضاءَ حوائجِ الناسِ مِن أعظمِ العباداتِ والقروباتِ إلى اللهِ جلَّ وعلا، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما -، أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَبي ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْناً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعاً، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخي فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْراً، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رَجاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) رواه الطبراني في الأوسط)
ومِن ثمراتِ قضاءِ حوائجِ الناسِ أنَّ قضاءَ الحوائجِ بركةٌ في الوقتِ والعملِ، وتيسيرُ ما تعسَّرَ مِن الأمورِ وتنفيسُ كُرَبِه في الدنيا والآخرةِ: قال ﷺ:(..وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ..) رواه مسلم ، وقال ﷺ:(مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ) رواه مسلم.
ثمراتِ قضاءِ حوائجِ الناسِ: أنَّ قضاءَ حوائجِ الناسِ سببٌ مِن أسبابِ دخولِ الجنةِ: قال ﷺ لقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ، في شَجَرَةٍ قَطَعَها مِن ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كانَتْ تُؤْذِي النّاسَ) رواه مسلم )وقال سلمانُ رضي اللهُ عنه: (إنَّ أهلَ المعروفِ في الدنيا هم أهلُ المعروفِ في الآخرةِ، وإنَّ أوَّلَ أهلِ الجنةِ دخولاً أهلُ المعروفِ)) كما جاء في حديثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ : ))أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَقَى مُؤْمِنًا عَلَى ظَمَـأ سَقَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ كَسَا مُؤْمِنًا عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خُضْرِ الْجَنَّةِ(( رواه الترمذي.
ومِن ثمراتِ قضاءِ حوائجِ الناسِ: قضاءُ حوائجِ المسلمين أمانٌ مِن الفزعِ الأكبرِ، جاءَ في تكملةِ الحديثِ السابقِ: “… وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَتَهَيَّأَ لهُ، أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ ىالأَقْدَامُ (( قال ابنُ عباسٍ: إنَّ للهِ عبادًا يستريحُ الناسُ إليهِم في قضاءِ حوائجِهِم وإدخالِ السرورِ عليهِم أولئك هم الآمنونَ مِن عذابِ يومِ القيامةِ. وجاءَ في صحيحِ مسلمٍ أنَّ النبيَّ- عليه الصلاةُ والسلامُ -قال: “مَن سرَّهُ أنْ ينجيَهُ اللهُ مِن كربِ يومِ القيامةِ فلينفسْ عن معسرٍ أو يضعْ عنه”.
ومِن ثمراتِ قضاءِ حوائجِ الناسِ: إنَّ قضاءَ حوائجِ الناسِ مِن وسائلِ وَحدةِ المجتمعِ، روى الشيخان عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبيِّ ﷺ قال: ((إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا. وشَبَّكَ أصَابِعَهُ.))؛ (البخاري))، وصدقَ النبيُّ ﷺ إذ يقولُ كما في صحيحِ مسلمٍ مِن حديثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)
فيامنْ جَعَلَه اللهُ سببًا في قضاءِ حوائجِ العبادِ، احْمدِ اللهَ تعالى على هذهِ النعمةِ العظيمةِ واستمرّ في بذلِ الخيرِ، وأبشرْ بما يَسرُّكَ في الدنيا والآخرةِ، فإنَّك لا تدري أيُّ العملِ يكونُ لك نجاةً مِن عذابِ اللهِ تعالى وسببًا في دخولِ الجنةِ، وتذكَّرْ أنَّ اللهَ جلَّ وعلا غَفَرَ للبغيِّ بشربةِ ماءٍ سَقَتْها لكلبٍ عَطِشَ، فكيفَ يكونُ جزاءُ مَنْ يقضيْ حوائجَ عبادِه.
وأفضلُ الناسِ ما بينَ الورَى رجلٌ *** تُقضَى على يدهِ للناسِ حاجاتُ
لا تمنعنَّ يدَ المعروفِ عن أحدٍ *** ما دمتَ مقتدرًا فالعيشُ جناتُ
قد ماتَ قومٌ وما ماتتْ مكارمُهُم*** وعاشَ قومٌ وهُم في الناسِ أمواتُ ..
أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لِي ولكُم
الخطبةُ الثانيةُ الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلَّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يستعانُ إلَّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُه وَرَسُولُهُ ……..وبعدُ
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب
ثالثــــًا وأخيرًا: أبوابُ نفعِ النَّاسِ وقضاءِ حوائجِهم كثيرةٌ وعديدةُ
خطبة عن قضاء حوائج الناس pdf، أيُّها السادة: أبوابُ نفعِ النَّاسِ وقضاءِ حوائجِهم كثيرةٌ، وقضاءُ حوائجِ الناسِ عبادةٌ لا تحتاجُ إلى أنْ تبذلَ مالًا أو جهدًا بل لها صورٌ متعدةٌ وكثيرةٌ رُبَّمَا تكفِي ابتسامةٌ أو كلمةٌ طيبةٌ أو دعاءٌ بالخيرِ أو مساعدةُ محتاجٍ أو إغاثةُ ملهوفٍ، تكونُ جبرًا لخواطرِ الناسِ، وتكونُ سببًا في تأليفِ القلوبِ وزيادةِ التراحمِ، وإدخالِ السرورِ والسعادةِ إلى قلوبٍ متألمةٍ, ولها أثرٌ كبيرٌ على الفردِ والمجتمعِ، ومِن ذلك سدُّ حاجاتِ الفقراءِ والمساكينَ، والسعيُ على اليتامى والأراملِ، وقضاءُ ديونِ المعسرينَ، وتفريجُ كروبِ المبتلَين، وإصلاحُ ذاتِ البينِ بين المتخاصمينَ، وغيرُ ذلك مِن الأعمالِ كثيرٌ. روى البخاريُّ ومسلمٌ في صحيحيهما مِن حَدِيثِ سَعِيدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ عَن أَبِيهِ عَن جَدِّهِ: عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: “كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ قَالَ: تَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ” وقضاء حوائج الناس ليس بالمال فحسب قال إبراهيم بن أدهم: ” مَن لم يواسِ الناسَ بمالِه وطعامِه، وشرابِه – فليواسِهِم ببسطِ الوجهِ، والخلقِ الحسنِ))، وقضاءُ حوائجِ الناسِ بصناعةِ المعروفِ للناسِ في كلِّ مكانٍ ((اصْنَعِ الْمَعْرُوفَ إِلَى مِنْ هُوَ أَهْلُهُ، وَإِلَى مِنْ لَيْسَ أَهْلَهُ، فَإِنْ كَانَ أَهْلَهَ، فَهُوَ أَهْلُهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلَهَ، فَأَنْتَ أَهْلُهُ” وللهِ درُّ القائلِ:
ازرعْ جميلًا ولو في غيرِ مَوضعهِ *** فَلا يضيعُ جميلٌ أينما زُرِعا
إنَّ الجميلَ وإن طالَ الزمانُ بهِ *** فليسَ يَحصدُهُ إلا الذي زَرَعا
خطبة عن قضاء حوائج الناس pdf ، فاستَكثِروا أيُّها الأخيارُ مِن فعْلِ الخيراتِ وقضاءِ حوائجِ الناسِ، وسابقُوا إلى عملِ الطاعاتِ، واملأُوا صحائفَكُم بالباقياتِ الصالحاتِ، فالأنفاسُ محسوبةٌ والآجالُ مكتوبةٌ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))الحج: 77 فيا هذا نفسُكَ معدودٌ، وعمرُكَ محسوبٌ، فكم أملتَ أملًا، وانقضَي الزمانُ وفاتك، ولا أراكَ تفيقُ حتى تلقَي وفاتَك . فاحذرْ ذللَ قدمِكَ، وخفْ طولَ ندمِك ،واغتنمْ حياتَكَ قبلَ موتِك كما قال المصطفي ﷺ في الحديثِ الذى رواه أحمدُ وغيرُهّ { اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ شَبَابَك قَبْلَ هَرَمِك ، وَصِحَّتَك قَبْلَ سَقَمِك ، وَغِنَاك قَبْلَ فَقْرِك ، وَفَرَاغَك قَبْلَ شُغْلِك ، وَحَيَاتَك قَبْلَ مَوْتِك).
دقاتُ قلبِ المرءِ قائلـــةٌ له *** إنَّ الحياةَ دقـــــائقٌ وثوان
فارفعْ لنفسِكَ قبلِ موتِكَ ذكرَهَا *** فالذكرُ للإنسانِ عمرٌ ثان
فلا قيمةَ للحياةِ بدونِ فعلِ الخيرِ، ولا نجاةَ للعبدِ في الآخرةِ إلّا بفعلِ الخيرِ، ولا راحةَ نفسيةً ولا سعادةَ قلبيةً للعبدِ دونَ فعلهِ الخير، ولا دخولَ للجنةِ دونَ فعلِ الخيرِ، ولا فوزَ برضوانِ اللهِ دونَ فعلِ الخيرِ، ولا نورَ في القلبِ ولا في القبرِ ولا على الصراطِ دونِ فعلِ الخيرِ ….
وليحذرْ صاحبُ المعروفِ مِن المنِّ، فإنَّهُ يفسدُ العملَ، ويوغرُ الصدرَ ويحبطُ الأجرَ، قَالَ جل وعلا ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى ﴾ [البقرة: 264]. وفي صحيحِ مسلمٍ مِن حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: “ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”. ذَكَرَ مِنْهُمْ: “الْمَنَّانُ الَّذِي لَا يُعْطِي شَيْئًا إِلَّا مَنَّهُ))وللهِ درُّ الشافعِي رحمَهُ اللهُ:
إِنَّ لِلَّهِ عِباداً فُطَنا***تَرَكوا الدُنيا وَخافوا الفِتَنا
نَظَروا فيها فَلَمّا عَلِموا***أَنَّها لَيسَت لِحَيٍّ وَطَنا
جَعَلوها لُجَّةً وَاِتَّخَذوا****صالِحَ الأَعمالِ فيها سُفُنا
حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.
كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه
د/ محمد حرز إمام بوزارة الأوقاف
خطبة عن قضاء حوائج الناس pdf
اقرأ أيضا: خطبة الجمعة القادمة خالد بدير – خطبة عن اسم الله الرحيم صوت الدعاة