المعلم أبو نحل .. هرب من ضيق العيش ليقع في فخ الاعتقال على حاجز "ايريز"

غزة / خاص سوا / لم يخطر في بال المدرس ايهاب أبو نحل أن سعيه وراء رزقه وانتهازه فرصة توفر فرصة عمل في دولة قطر ستخرجه من ضيق العيش إلى ضيق أقبية التحقيق لدى الاحتلال الاسرائيلي.


وجهّز أبو نحل أوراقه وشهادته واستكمل كل ما يلزم بعد اختياره للعمل داخل دولة قطر كمدرس، وأنهى الاجراءات كافة.


وفي صبيحة يوم الثلاثاء الماضي تهيأ للسفر، ثم حمل امتعته وانطلق، وما أن وصل إلى معبر بيت حانون "ايرز" حتى التقطته أيدي الجيش الاسرائيلي لتنقله مباشرة للتحقيق دون سابق إنذار.


ويسكن ايهاب بداخل غرفة داخل منزل والده الصغير، بعد ان تزوج قبل ثمانية أشهر، إلا أن ضيق الحياة دفعه للبحث عن مصدر دخل يمكّنه من بناء شقة له في أعلى منزل والده، وقد سمع بحاجة قطر لمعلمين فلسطينيين من قطاع غزة فما كان منه إلا أن بادر لها.


ويقول سمير أبو نحل الشقيق الأكبر للمدرس ايهاب لوكالة (سوا):" قبل عدة أشهر كان أخي يعمل أجير في محل لبيع الهواتف النقالة بمدينة غزة ويتقاضى راتب زهيد بالكاد يكفيه لطعامه وشرابه هو وزوجته".


وأشار إلى أن شقيقه ايهاب الذي يحمل درجة البكالوريوس في تخصص أصول الدين اضطر للعمل في محل بيع الجوالات نتيجة عدم توفر عمل، وما أن سمع بحاجة قطر لمعلمين تقدم بطلب للعمل وعليه تم قبول طلبه الأولى".


متردد من البداية


في البداية كان ايهاب متردداً من السفر خشية أن يتعرض لمكروه من الاحتلال الاسرائيلي إلا أنه بعدما حصل على الموافقة الأمنية الاسرائيلية وأنه ليس عليه شيء قرر الذهاب، على حد قول شقيقه سمير.


ولفت إلى أن شقيقه أسوة بجميع المعلمين الذين قبلوا وجهزوا أوراقهم للعمل في قطر سألوا أكثر من مرة مكتب السفريات والجهات المختصة عن الوضع الأمني لهم عند الاحتلال، مؤكداً أن جميع الردود حول شقيقه كانت سليمة وليس عليه أي منع أمني.


وتقدم للعمل في قطر 143 مدرس في قطاع فيها وقد وافقت اسرائيل على دخول 114 منهم فيما رفض الباقيين لدواعٍ أمنية، وهذا دليل على أن ايهاب ليس عليه أي مشكلة أمنية لدى الأجهزة الأمنية الاسرائيلية، على حد قول شقيقه ايهاب.


تفاصيل الاعتقال


يقول والد المدرس ايهاب الحاج أبو سمير لـ(سوا) :" توجه ابني صباح الثلاثاء أمام شركة السفر وقد وجد اسمه ضمن الكشوف في الباص وعليه ركب الباص وتوجهوا لمعبر ايرز بيت حانون".


وأوضح أن في تمام الساعة 11 صباحاً اتصل ابنه بهم وأخبرهم أنه جرى انزاله مع مدرسة ومدرس من الباص وسيتم احتجازهم في المعبر.


وأضاف أبو سمير :" بعد ذلك انقطع الاتصال بيننا وبينه، وقد تواصلنا مع بعض زملاءه الذين كانوا معه في الباص فأكدوا أن الجيش أعاد المدرس والمدرسة بينما استمر في احتجاز ابني".


وأشار والده إلى أن ابنه ليس معتقل لهذه اللحظة بل هو محتجز لدى الاحتلال، متوقعاً أن لا تفضي التحقيقات معه لشيء لأنه لم يرتكب أي مخالف يمكن للاحتلال أن يعتقله بسببها.


جهود قطرية


وبحسب عائلة المدرس المحتجز في بيت حانون معبر "ايرز" فقد تلقوا عددا من اتصالات التطمين من دولة قطر واللجنة القطرية ومن السلطة الفلسطينية بأن الجهود تبذل لحل قضيته.


وتقول والدة المدرس أبو نحل التي يتفطر قلبها ألما على ولدها:" قبل خروجه من المنزل ودعني وودع زوجته، ليسافر ثلاثة أيام للأردن ليقابل اللجنة القطرية لوظيفة مدرس تريبة اسلامية في قطر".


وتشير والدته إلى أنها واثقة من أن ابنها سيتم الافراج عنه لأنه ليس عليه شيء يستدعي الاعتقال، لافتةً إلى أنه ترك زوجته سعياً للرزق ليكوّن نفسه ويبنى مستقبله بعدما كان يعيش في غرفة ضيقة.


وقد اتصل السفير القطري في الأراضي الفلسطينية بوالدة المدرس المحتجز وطمأنها بأنه يتابع قضيته ويبذل جهوده مع الجهات المختصة ومع الجانب الاسرائيلي للإفراج عن ابنها.


فيما توجهت عائلته للصليب الأحمر الذي قال المسئولون فيه للعائلة بأنهم سيردون عليهم بعد 14 يوم وفق النظم المعمول بها في تعامل اسرائيل مع قضية الأسرى.


وقد حمّلت العائلة مسئولية ما جرى لابنها للاحتلال الاسرائيلي الذي أعطاه الأمان والموافقات الأمنية المتكررة بسلامته ومن ثم اعتقله عندما وصل معبر ايرز.


وتستقبل العائلة العشرات من الزوار الذين يواسونها باعتقال ابنهم الذي خرج من غزة بحثاً عن لقمة عيش يبدو أنها غمّست بتعذيب السجانين من بدايتها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد